في نجاح علمي باهر: علماء كوريون استنسخوا عمليا أول جنين بشري

بريطانيا تصبح ثاني دولة في هذا المضمار بعد استنساخ أول أجنة بشرية فيها لأغراض علاجية

TT

اعلن فريق علمي كوري جنوبي بقيادة العالم المشهور البروفسور وو سوك هوانغ عن نجاحه عمليا مرة اخرى في استنساخ اجنة بشرية تحمل خصائص المتبرعين والمتبرعات، وبضمنها خصائص الامراض التي اصيبوا بها. ويأتي هذا النجاح العلمي الباهر بعد توصل نفس الفريق مليا مرة اخرى في فبراير (شباط) العام الماضي الى استنساخ اول جنين بشري في العالم. وجوبه ذلك الاعلان في حينه بالتحية والتشكيك بمدى امكانية تنفيذه مجددا في المستقبل. وفي نفس السياق اعلن فريق بريطاني في جامعة نيوكاسيل انه نجح في الحصول على اول اجنة بشرية عن طريق الاستنساخ، بعد ان تمكن من الحصول على ثلاثة اجنة بشرية، وهي اول اجنة تستنسخ في اوروبا.

* نجاح باهر

* وكان الفريق الكوري قد اعلن في مجلة «ساينس» العلمية (راجع «الشرق الاوسط» لعدد امس)، الحصول على عشرات من الاجنة البشرية المستنسخة، مشيرا الى انه تم استخدامها للحصول على خلايا جذعية محددة الوظيفة لمعالجة المرضى. وتشكل عملية انتاج هذه الاجنة المستنسخة مرحلة اساسية على طريق الاستنساخ لأغراض علاجية. واوضح العلماء ان هذه الابحاث تفتح آفاقا جديدة لمعالجة امراض مثل السكري ومرض الزهايمر، او لاستبدال اعضاء تعاني من خلل وظيفي بدون اخضاع المريض لعملية زرع مع ما تتضمنه من مخاطر رفض العضو المزروع. غير انه لن يكون من الممكن تطبيق هذه النتائج التي تم تحقيقها على مرضى قبل سنوات عديدة.

وقاد الفريق الكوري البروفسور وو سوك هوانغ من جامعة سيول الوطنية الذي اعلن ان هذا البحث يمثل خطوة هائلة بالنسبة للعلوم، ويهدف الى التوصل الى معالجة بعض الامراض الاكثر انتشارا باستخدام خلايا جذعية لأغراض علاجية». واشرف على عمل الفريق البريطاني البروفسور ميودراغ ستويكوفيتش الصربي الأصل الذي قدم الى بريطانيا قبل 4 أعوام والبروفسور واليسون مردوخ. وقال فريق جامعة نيوكاسيل انه رغم ان الاجنة استنسخت بهدف العلاج الا ان تقنياتها يمكن ان توظف لاغراض تناسلية أي في ولادة انسان مستنسخ. وتحظر كل من بريطانيا وكوريا الجنوبية الاستنساخ البشري.

* أجنة مستنسخة

* اهم ما نجح فيه الفريق الكوري هو قدرته على استنساخ اجنة للمرة الثانية منذ نجاحه الاول العام الماضي، أي تحقيقه لامكانات انتاج خلايا جذعية جنينية كل مرة يرغب فيها العلماء. وتمكن الفريق من تحقيق ثلاثة نجاحات جوهرية، كل واحدة منها تمثل خطوة الى الامام:

ـ النجاح الاول ان الاجنة التي حصل الفريق عليها كانت مستنسخة فعلا. وفي العام الماضي مثلا انتج العلماء الكوريون 30 جنينا عندما استخلصوا خلية بالغة من نساء متبرعات، ووضعوا نواة تلك الخلية، أي مادتها الجينية، داخل بويضات اخذت من نفس النساء. ولأن الخلية والبويضة كانتا من نفس المرأة فان العلماء لم يستطيعوا تحديد ما اذا كانت عملية الاستنساخ قد حدثت، او ان البويضة انقسمت بنفسها وتكاثرت خلاياها! وقد اكدت الدراسة الجديدة ان الاستنساخ تم بالفعل. واستطاع الفريق انتاج 31 جنينا مستنسخا وصل عدد الخلايا في كل واحد منها الى 100 خلية او اكثر. كما تمكنوا من انتاج 11 سلسلة من الخلايا الجذعية الجنينية. واثبتت الاختبارات انها جميعا مستنسخة.

ـ النجاح الثاني للفريق الكوري تمثل في انه انتج اجنة مستنسخة وخلايا جذعية جنينية منها تتلاءم مع المادة الجينية او الحامض النووي «دي ان ايه» للمتبرعين والمتبرعات من المصابين بالامراض، وذلك لأول مرة في تاريخ الابحاث المماثلة. وكان كل المتبرعين بخلاياهم يعانون اما من اضرار وأذيات في العمود الفقري او مصابين بداء السكري الشبابي، او بحالة طبية تتصف بنقص في المناعة. واثبتت الاختبارات ان كل الاجنة المستنسخة حملت الخصائص الجينية لامراض المتبرعين، وان خلايا الاجنة تتماثل جينيا مع خلاياهم. وتكمن اهمية هذا النجاح في توظيف الخلايا الجذعية السليمة لعلاج الحالات المرضية من دون أي رفض لجهاز المناعة لها، لأن الخلايا الجذعية كانت متلائمة مع خلايا المرضى انفسهم.

ـ النجاح الثالث هو زيادة كفاءة الانتاج، اذ احتاج البروفسور وو سوك هوانغ العام الماضي الى 242 بويضة من 16 متبرعة لانتاج 30 جنينا مستنسخا بـ100 خلية او اكثر، وسلسلة واحدة من الخلايا الجذعية. اما في البحث الجديد فقد اخذ 185 بويضة من 18 امرأة لانتاج 31 جنينا و11 سلسلة من الخلايا الجذعية.

وقال الفريق الكوري ان تطوير أعضاء بديلة من الخلايا الجذعية لعلاج الامراض سيستغرق اعواما اخرى. وعبر علماء آخرون عن خشيتهم من إن يؤدي هذا الأسلوب في الاستنساخ الى المساس بأخلاقيات العلم والحياة.