سيظل الخيال العلمي يلهم العلماء والباحثين لتحقيق أحلامهم والتوصل لمزيد من الانجازات والابتكارات العلمية التي تساهم في تطور العلم والتكنولوجيا. وفي خطوة مثيرة تحول الخيال العلمي للكاتب البريطاني اتش. جي. ويلز H.G.Wells في روايته «الرجل الخفي»The Invisible Man عام 1897، وسحر «هاري بوتر» و«ستارتريك»، الى حقيقة واقعة، اذ يعكف حاليا فريق من علماء جامعة بنسلفانيا في فيلادلفيا بالولايات المتحدة وبتمويل من وكالة مشاريع أبحاث الدفاع المتقدمة «داربا» التابعة لوزارة الدفاع الأميركية، على ابتكار درع اخفاء حقيقي يسمى «الغطاء البلازموني» Plasmonic cover، والذي يعتمد في طريقة عمله على منع الأجسام من عكس الضوء وتشتته في الحيز المحيط. وعلى الرغم من أن هذا المشروع البحثي لم يتم استكماله في شكله النهائي، الا أن العاملين عليه، وهما الباحثان «اندريا اليو ونادر انجيتا» Andrea Alu and Nader Engheta من قسم النظم الهندسية والكهربية في جامعة بنسلفانيا، يقولان بأن فكرتهما البحثية لا تتناقض مع أية قوانين فيزيائية، ويؤكدان على أن الأجسام تكون مرئية بسبب ارتداد الضوء من على سطحها، واذا أمكن منع هذه العملية ولم تعد الأجسام تعكس أي ضوء، فانها ستصبح خفية أي غير مرئية. ويوضح الباحثان أن ذلك سوف يحدث من خلال «غطاء بلازموني» مصنوع من «البلازمونات» Plasmons وهي عبارة عن موجات من الالكترونات تنشأ عندما يصطدم الضوء بالمواد الصلبة، ولها نفس التردد والمجال المغناطيسي الكهربي للضوء. ويزعم الباحثان أن تغليف أي جسم بغطاء مصنوع من هذه المادة سوف يقلص مستوى ارتداد وتشتت الضوء في الحيز المكاني المحيط لدرجة تجعل الجسم غير مرئي. ويذكر أنه سبق وتم تطوير أنواع أخرى من تقنية الاخفاء، ولكن معظمها يستخدم تقنية الخداع البصري والتي تقوم على مبدأ التموية، وذلك بتلوين الأجسام بشكل يتناغم مع خلفية محيطها بحيث لا يستطيع الناظر تمييزها، فقد طور باحثون يابانيون من جامعة طوكيو نسيجا مموها يعرض صورة المشهد من وراء الجسم على خرزات باعثة للضوء مدمجة في النسيج بحيث يرى الناظر ما وراء الجسم وكأنه غير موجود. أما التقنية الحالية التي يتم تطويرها في جامعة بنسلفانيا فتبدو أكثر طموحا بكثير، اذ إنها تقنية قائمة بذاتها ولا تحتاج الى مساعدة خارجية، كما أنها سوف تجعل الجسم غير مرئي من جميع الزوايا. ويتوقع الخبراء أن يكون لهذه التقنية استخدامات عسكرية واسعة النطاق.