مضادات الروماتيزم سلاح ذو حدين

تسبب مشاكل في المعدة تصل إلى الالتهابات والقرح

TT

هل توجد علاقة بين أدوية العظام واضطرابات الجهاز الهضمي وآلام المعدة؟ سؤال يتبادر إلى ذهن مرضى العظام والروماتيزم الذين يعتمدون في علاجهم على مضادات الالتهابات والذين يعانون من آلام شديدة تصل إلى حدوث التهابات وقرح بالمعدة.

الدكتور محمد القفاص، استشاري جراحة العظام والعمود الفقري، يشير إلى أن السبب في ذلك يرجع الى انخفاض مستوى مادة «البروستاجلاندن ايه» الموجودة في الجسم وفي جدار المعدة التي من مهامها زيادة الدورة الدموية بالجسم. ومن المعروف أن جدار المعدة تحدث له عملية تلف أو تمزق بفعل المادة الحمضية «حامض الهيدروكلوريك»، ثم تحدث عملية إحلال وتجديد تلقائية للخلايا بمساعدة «بروستاجلاندن ايه».

وعند إعطاء مضادات الروماتيزم تقل هذه المادة، فتتأخر عملية بناء جدار المعدة أو تتوقف فضلا عن التأثير القوي للحامض مما يؤدي إلى التهابات جدار المعدة بالداخل، وقد يصل الأمر إلى حدوث قرح خاصة إذا كانت المضادات التي يتناولها المريض «حمضية». ويحدث هذا التأثير سواء كانت المضادات معطاة في شكل لبوس أو حقن أو عن طريق الفم، ويزداد الأمر سوءا إذا كان المريض يعاني أساسا من التهابات وقرح بالمعدة.

ويضيف الدكتور القفاص: هناك نوعان من البروستاجلاندن أحدهما مطلوب لحيوية جدار المعدة والآخر ليست له وظيفة أو تأثير بالمعدة، لذلك تم تصنيع أنواع من مضادات الروماتيزم لا تؤثر على النوع الأول لكن لا ينصح بوصفها للمرضى الذين يعانون من ضيق في الشريان التاجي، نظرا لتأثيرها على جدار القلب والدورة الدموية به.

وللتغلب على هذه الآثار الجانبية لمضادات الالتهابات يصف الطبيب المعالج أدوية مضادة للحموضة فضلا عن إعطاء بعض الإرشادات للمريض مثل تقليل الأملاح والأحماض في طعامه. وقبل ذلك يجب سؤال المريض عن حالة معدته وعما إذا كان يعاني من اية التهابات أو قرح سابقة لتجنب حدوث مخاطر من أي نوع، وهناك حالات خاصة لا بد أن يتعاون فيها طبيب العظام مع طبيب الجهاز الهضمي، وعلى المريض أن يتبع الجرعات التي يكتبها الطبيب بكل دقة من دون زيادة أو نقصان، فهناك بعض الحالات المريضة بالكبد مثلا تكون عرضة للنزيف في حالة العلاج العشوائي بأدوية العظام. ويحدد الدكتور سمير قابيل، رئيس الجمعية المصرية للكبد والجهاز الهضمي، نسبة المرضى الذين يعانون من اضطرابات وآلام بالمعدة نتيجة تعاطي أدوية العظام لـ 15% فقط. ويؤكد أن 85% ممن يعالجون بها لا يعانون من أية مشاكل ومشيرا إلى أنه من الخطأ تحميل مضادات الالتهاب مسؤولية إصابات المعدة بالالتهابات والقرح وإذا كانت طبيعة هذه الأدوية تؤدي إلى تآكل جدار الغشاء المبطن للمعدة والأثنى عشري فإننا ننصح بتناول العقاقير المناسبة لعلاج المعدة، خاصة إذا كانت تعطي لفترات طويلة أو أن يكون المريض يعاني من نوع معين من الحساسية.