طب المسنين يحتل صدارة المناقشات في المؤتمر الطبي للشرق الأوسط في بيروت

الحساسية الغذائية والطب الإلكتروني وتدخين النارجيلة وازدياد أمراض السرطان ضمن موضوعاته

TT

اختتمت جلسات المؤتمر الطبي التاسع والثلاثين للشرق الأوسط الذي عقد في الجامعة الأميركية في بيروت، وهو من تنظيم الجامعة الأميركية في بيروت ومتخرجي كلية الطب فيها بالاشتراك مع مؤسسة كليفلاند كلينيك الأميركية. وقد ترافق المؤتمر مع معرض طبي عرضت فيه أحدث الأجهزة الطبية إضافة الى أجنحة خاصة بالمراكز الطبية، ومنها «كليمنصو ميديكال سنتر» الذي سيفتتح قريباً في بيروت بالتعاون مع مستشفى جون هوبكنز الاميركي، ومستشفى الجامعة الأميركية في بيروت ومركز كليفلاند كلينيك. وقد شارك في المؤتمر، الذي عقد على مدى ثلاثة أيام وحضرته «الشرق الأوسط»، 90 محاضراً من مختلف أنحاء العالم وحضره أكثر من ألفي طبيب. واشتمل المؤتمر على محاضرات وندوات وورشات عمل في العديد من المواضيع، منها الحساسية تجاه الأطعمة والتغذية، وقد حاضر عنها كل من الدكتور فارس زيتون والدكتور سامي بهنا الذي تحدث عن الاكتشافات الجديدة في علم حساسية الأطعمة والدراسات التي أجريت لمعرفة سبب تزايد أعداد المصابين بالحساسية. وابرز ما جاء في محاضرته «انه من الخطأ أن نعتبر أن ما من علاج للحساسية وأنها داء مستمر، إذ من الممكن أن يشفى المصاب إذا عرفت أسبابها وابتعد عنها». وقال «إن أبحاثا كثيرة دلت على أن الإكثار من الفيتامينات وأدوية الحرقة المعوية قد يزيد من احتمالات الإصابة بالحساسية». كما خصص المؤتمر جلسات ناقشت الطب الالكتروني وطب الشيخوخة، سواء في ما يتعلق بالأدوية الخاصة بهذا الطب، اضافة الى محاضرات حول الطب الداخلي (الأوعية، الخلايا، وتصلب الشرايين) وطب الجزئيات (انتقال البروتينات والعلاجات) والجهاز العصبي (امراض الضمور الذاتي، الألزهايمر، الجلطة والباركنسون) اضافة الى العديد من المواضيع الخاصة بالجراحة والأمراض السرطانية.

والجدير بالذكر ان جلسة علمية واحدة سبقت افتتاح المؤتمر وتناولت انتقال البروتينات عبر الأغشية. وقد حاضر الدكتور رمزي حجار حول أمراض الشيخوخة. ويذكر أن طب المسنين دخل في صميم أعمال المؤتمر هذا العام، نظراً لتنامي عدد المسنين حول العالم مما يحتّم على القطاع الصحي التعامل مع ما ينتج عن هذا الأمر. وقد ظهر اهتمام بالغ خلال الجلسات بهذا المرض. وشدد الدكتور حجار على أهمية إبعاد الإحباط النفسي والكآبة عن المسنين، كما لفت الى أن الأبحاث تشير الى ضرورة الاكتفاء بإعطاء المسن عدداً محدوداً من الأدوية في الوقت ذاته.

كما أوصت الدكتورة عبلة سباعي باعتماد التغذية الصحية والتمرينات الرياضية منذ الصغر للمساعدة في الحصول على شيخوخة أفضل. وقد وزعت على المشاركين كتيبات حملت عنوان «العمر الذهبي» تضمنت مقابلات مع أفراد بلغوا عمراً مديداً ولا يزالون في عطاء فكري وافر مثل رجل الأعمال سعيد خوري والطبيبة مي سعادة والمربية أنيسة نجار والمؤرخ نقولا زيادة. وكلهم اجمعوا على أن عدم التفكير بالموت والتخطيط المستمر للمستقبل يساعدان في إطالة العمر.

كما احتوى الكتيب على مقالات لذوي الاختصاصات الطبية عن مستلزمات العمر المديد الناجح، وقد كتبت حول هذا الأمر زينة شمالي. أما نهلا حولا فقد كتبت حول معالجة الظواهر التي تصحب التقدم في العمر.

ومن ناحية أخرى وفي ما يخص الجراحة، تناولت بعض المحاضرات جراحة الأعصاب والعمود الفقري والظهر وطب العظام (تبديل الورك والركبة والكتف وسرطان العظم لدى الأطفال).

كما نوقشت أمراض الأطفال والعناية الأولية (تفسير صور أشعة الصدر وتثبيت الأطراف المصابة). إضافة الى ذلك فقد عقدت جلسات حول علم النفس والصحة العامة (مضار التدخين والنارجيلة) والروماتيزم وأمراض النوم. وقد خصصت جلسة حول تفشي ظاهرة تدخين النرجيلة وأضرارها. وخلال الجلسة تحدثت الدكتورة هلا تميم حول تفشي الظاهرة في الأوساط اللبنانية الشابة وأضرارها على الشباب. أما الدكتورة مونيك شعيا فقد تحدثت عن أضرار النارجيلة على المرأة الحامل. أما محاضرة الدكتور كنيث وورد فكانت حول تفشي هذه الظاهرة في الأوساط الشابة في المنطقة العربية والأضرار الناجمة عن ذلك. وقد شكلت طاولة مستديرة لمناقشة «كم من الوقت يلزمنا لنعي أضرار تدخين النرجيلة؟».

كما عقدت ورشات علمية لمناقشة أضرار تدخين النرجيلة، لا سيما أنها مشكلة صحية آخذة في التفاقم. وقد تحدثت الدكتورة تميم عن القبول العام لفكرة تدخين النرجيلة مقارنة بتدخين السيجارة. وقالت الدكتورة ريما عفيفي إن المراهق يبدأ تدخين السجائر سراً، لكنه يقبل على النرجيلة علناً وغالباً بحضور الأهل. والجدير بالذكر أن بحثاً للدكتورة شعيا أظهر أن في لبنان أكبر نسبة من النساء المدخنات في المنطقة وان 21% منهن يدخن حتى اثناء فترات الحمل. وأسفت شعيا لأن الأطباء لا ينبهون الحامل كفاية حول مضار التدخين. ومن الجلسات المهمة تلك الخاصة بأمراض الجهاز العصبي لا سيما الألزهايمر. وقد حاضر حول هذا المرض كل من الدكتور ادوارد زمريني والدكتور بتريك سوييني، اللذين تحدثا حول اعراض هذا المرض ومراحله.

الى ذلك تم إلقاء محاضرات حول كل من التجارب لعلاج السكري، والسرطان، واللوكيميا في العراق، ومراكز العناية بالعجز، وأمراض القلب والشرايين في الكويت، والبرامج الصحية الوطنية في مصر، إضافة الى اختبارات حول مرض السل والتقرحات المعوية والشفهية ومرض بهجت وعلاج الاكتئاب. كما تمت مناقشة حال الأطفال ذوي الانتباه المحدود، والعلاقة ما بين وضع القمر ومحاولات الانتحار، إضافة الى سرطان الثدي وسلوكياته في بابل العراق. كما جرت محاضرات حول الطب البديل والطب المكمّل والمفارقات الطبية. وقد تحدثت الدكتورة لان شين، من جامعة بنسلفانيا، عن الطب البديل والطب المكمّل، ولفتت الى ازدياد عدد من يلجأون الى الطب البديل بين المرضى الأميركيين، مما دفع بعدد من المعاهد الطبية العريقة، ومنها جامعة هارفارد الى إعطاء برامج دراسية في الطب البديل. وأضافت شين أن بعض الدراسات أظهرت فائدة إزاء العلاج بالطب البديل والطب المكمل مثل الوخز بالإبر الصينية في معالجة بعض الأمراض، لا سيما التهاب المفاصل.

الجدير بالذكر أن المؤتمر أتاح للمشاركين فرصة الاطلاع على الوسائل العلاجية والتشخيصية الحديثة المعتمدة على التقنية البيولوجية.