إصابة الورم السرطاني بالجلطات يقطع الدم عنه

«بروتين اندماجي» يجلط الدم في الأوعية الدموية المصابة فقط

TT

نجحت عالمة ألمانية من مدينة كولون (غرب) في تحقيق حلم طالما راود الباحثين في الأمراض السرطانية: اكتشاف آلية سليمة لقطع الدم عن الأورام السرطانية، وبالتالي وقف نموها. وبعد أن نجح العلماء الأميركيون في العام الماضي في التوصل إلى عقار يمنع تكون الأوعية الدموية الشعرية الجديدة التي تزود الأورام السرطانية بالدم، وتمت إجازته في الولايات المتحدة وأوروبا، جاء دور الباحثة كلاوديا جوتشتاين، من جامعة كولون الطبية، في التوصل إلى عقار يسد مجاري الأوعية القديمة المسؤولة عن تغذية الأورام السرطانية.

وذكرت الدكتورة جوتشتاين أنها نجحت في البداية في عزل عدة أنواع من البروتينات التي تسمى «البروتينات الاندماجية» التي تدخل في عملية تجلط الدم. وتم فرز بروتين منها، يحتوي في جانب منه، على جسم مضاد يزرع نفسه في الأوعية الدموية التي تغذي الورم السرطاني بالدم. ويحتوي البروتين الاندماجي في الجانب الثاني منه على بروتين يفعل (ينشط) عملية تجلط الدم في مجرى الشريان الصغير. وأضافت الباحثة انها استفادت من اختلاف بنية الشرايين المصابة بالمرض عن الشرايين السليمة، لاختيار بروتين اندماجي يعمل على «تجليط» الدم في الخلايا المصابة فقط. وهذا يعنى إمكانية استخدام أي عقار يحتوي على هذا البروتين الاندماجي لاستهداف الأوعية الدموية السرطانية فقط وبدقة عالية.

وللتأكد من النتائج، أجرت جوتشتاين وزملاؤها تجارب مختبرية على الفئران وتوصلوا من خلالها إلى نتائج مشجعة جدا. إذ نجحت جرعة واحدة من العقار، بعد أن تم زرقه في أوردة الفئران، في تقليص حجم الورم السرطاني بنسبة 25% كمعدل. اما الفئران التي تم زرقها مرتين فقد أظهرت أن الأورام السرطانية فيها تراجعت بنسبة 70%. والمهم أنه تم التأكد من أن العقار لم يؤثر في الأنسجة السليمة.

وأكدت الباحثة أن العقار الجديد سيكون مفيدا جدا في معالجة الأورام السرطانية التي لا تنفع معها العمليات الجراحية، أو في حالة الأورام السرطانية الصامتة التي لا يعرف الإنسان أنه مصاب بها. وفي ردها على سؤال حول إمكانية حدوث جلطات في أماكن أخرى من الجسم، قالت جوتشتاين إن التجارب الحالية أثبتت ان الجلطات تظل مقصورة على الشرايين المصابة، وأنه سيتم التأكد من ذلك خلال التجارب المقبلة، خصوصا على الإنسان. وقدرت الباحثة الحاجة إلى العديد من التجارب المختبرية قبل الانتقال إلى التجارب على الإنسان، وهذا يعني أن العلماء سيحتاجون إلى بضع سنوات قادمة قبل أن يطرحوا العقار لمعالجة الأورام السرطانية في الصيدليات.