ناقشت محاضرة علمية متخصصة مساء أمس في المركز التخصصي الطبي في الرياض حالة مرضية مزمنة تنتج عن اضطرابات في الجهاز المناعي، تسمى مرض بهجت، الذي أصبح منتشراً في أنحاء مختلفة من العالم من بينها السعودية.
وتناولت المحاضرة التي ألقاها البروفيسور الياباني شيكيكي أونو أستاذ ورئيس قسم العيون وعلم البصريات في جامعة هوكودا اليابانية، عدداً من المحاور المتعلقة بمرض بهجت كأعراضه وتأثيره على الصحة العامة للانسان والأعضاء المختلفة التي يصيبها.
واستعرض البروفيسور أونو، نتائج الأبحاث التي قام بها مع مجموعة من الباحثين حول العوامل الوراثية التي تؤدي الى الاصابة بهذا المرض، وتم التوصل الى علاج جديد.
وذكر الدكتور فيصل النجار مدير عام مستشفى المركز التخصصي الطبي أن مرض بهجت عبارة عن حالة مرضية مزمنة ناتجة عن اضطرابات الجهاز المناعي للجسم الذي يقوم بتكوين مضادات مبالغ فيها وغير ضرورية، ويتم تحليل هذه المضادات الزائدة داخل الجسم الذي يحدث به الضرر، خاصة الأوعية الدموية الصغيرة الحجم. وتظهر علامات هذا المرض في كل مكان بالجسم توجد فيه أوعية دموية.
وأشار د. النجار الى أن مرض بهجت يعرف حالياً بمرض «التهاب الأوعية الدموية» وهو مصنف بأنه من الأمراض المستعصية، الا أنه توجد طرق لعلاجه عن طريق الأدوية المثبطة للجهاز المناعي التي تقلل من تكوين المضادات غير الضرورية في الجسم.
مرض بهجت تم اكتشافه في عام 1935 وتعود تسميته الى مكتشفه العالم التركي اسحاق بهجت، ومن أبرز أعراضه التهاب المفاصل والنشاط المبطن للفم والتهاب العينين وظهور التهابات جلدية في أماكن عديدة في الجسم، ومن أعرضه أيضاً اختفاء المرض فجأة وظهوره مرة أخرى على شكل نوبات تصيب المريض مدى الحياة. ولا يمكن للمرض أن يختفي نهائياً ولكن تقل الاصابة به أو تظهر على فترات متباعدة جداً وبصورة أقل مدة وأخف ألماً، ومعظم المصابين به يمارسون حياتهم بصورة عادية، وتزداد نسبة المرض في المملكة المتحدة.