مستنسخ النعجة «دولي» يحذر من مخاطر استنساخ البشر

الكونجرس الأميركي يتوجه لمنع تجارب استنساخ الإنسان في الولايات المتحدة

TT

حذر عالمان بريطاني واميركي بارزان في ابحاث الاستنساخ من مغبة اجراء عمليات لاستنساخ البشر بوصفها عمليات محفوفة بالمخاطر العلمية والاخلاقية، ولا تتسم بروح المسؤولية التي يجدر بالعلماء والباحثين التحلي بها. وقالا ان تقنيات الاستنساخ خطيرة، بحيث ان عملية تنفيذ عملية لاستنساخ انسان تعتبر لا اخلاقية بحد ذاتها.

وورد هذا التحذير في مقال نشره في مجلة «ساينس» العلمية، ايان ويلموت العالم الذي اشرف على استنساخ النعجة دولي، اول حيوان لبون مستنسخ في العالم، الباحث في معهد روزلين في اسكوتلندا، وزميله الاميركي البروفسور رودولف جاينتش الاختصاصي بتقنيات الاستنساخ في معهد مساشوسيتس للتكنولوجيا. واشار العالمان الى امكانات تقنيات الاستنساخ المحدودة، اذ يمكن تطوير عدد محدود فقط من الاجنة وابقائها حية لوقت اطول. وان حدث ونجحت العمليات في ولادة مخلوق مستنسخ فانه سيعاني من عيوب خلقية. وسيزداد عداء الجمهور لهذه العمليات خصوصا في حالات اخفاقها، مما سيخلق صعوبات كبرى لاجراء ابحاث جدية اكثر واقعية حول تطبيقات الاستنساخ لعلاج امراض مثل باركنسون والزهايمر.

وتأتي هذه الدعوة في اعقاب اعلان البروفسور الايطالي سيفيرينو انتينوري والعالم الاميركي بانايوتس زافوس وباحثين آخرين، حديثا، عن توجههم لاستنساخ انسان في دولة تقع على ضفاف البحر الابيض المتوسط. واعلان مجموعة «رايل» عن عملية مماثلة.

واكد ويلموت وجاينتش انهما لن يحبذا البتة استنساخ انسان من الناحية العلمية او الاخلاقية، وانهما يشعران الآن انهما ملزمان بالتصريح بمعارضتهما لهذه العملية لانها تتسم باللامسؤولية بسبب محدودية قدرات التقنيات المتوفرة للاستنساخ. واشار العالمان الى انه ورغم تراكم الخبرات في استنساخ الحيوانات بعد اجراء عمليات مماثلة لعملية استنساخ النعجة دولي في مناطق مختلفة من العالم، فان «استنساخ الحيوانات لا يعتبر حتى الآن، وحتى في المستقبل المنظور، عملية كفوءة»، خصوصا ان نسبة ضئيلة من الاجنة المستنسخة تظل حية، ليولد بعض منها باحجام كبيرة، بجهاز مناعة يعاني من الاختلالات. كما ان المواليد التي تبدو سليمة الجسم يمكن ان تعاني من قصور في وظائف الكلية والدماغ، مما يحولها الى مخلوقات بالغة غير طبيعية.

قانون أميركي وفي واشنطن يتوجه المشرعون الاميركيون لاصدار قانون يقضي بمنع تجارب الاستنساخ البشري، بعد استماع الكونجرس الاميركي امس الى آراء العلماء المؤيدين والمعارضين لاستنساخ الانسان.

واعلنت وكالة العقاقير والاغذية الفيدرالية انها لن توافق حاليا على اي تجربة تنفذ لاستنساخ انسان، وان اي تجربة من هذا القبيل يجب ان تخضع لمصادقتها للتأكد من شروط السلامة المرافقة لها.

ودافع مناصرو الاستنساخ البشري عنه لانه يحمل الآمال لآلاف الافراد العقيمين لولادة اطفال قريبين بيولوجيا لهم. بينما عارضه آخرون بسبب لا اخلاقيته ومحدودية التقنيات المتوفرة له، اضافة الي عيوبه. ويتخوف معارضو الاستنساخ البشري من ان يكون القانون المطلوب غير كاف لدعم جهود الوكالة بهذا الخصوص.

وبعد ست ساعات من استماع اعضاء اللجنة الفرعية للطاقة والتجارة لمجلس النواب، الى آراء العلماء، اول من امس الاربعاء، قال رئيسها جيمس جرينوود «اننا نتعامل مع اساسيات المسؤولية الانسانية، اي مستقبل النوع البشري». واعلن آري فليتشر المتحدث باسم البيت الابيض ان الرئيس الاميركي سيتعاون مع الكونجرس لوضع قواعد لمنع الاستنساخ البشري.

واعلنت مجموعتان حتى الآن عن عزمهما على تنفيذ عملية استنساخ بشري خلال العامين المقبلين. وصرح رايل الذي يترأس «حركة رايل» الدينية الفلسفية التي تدعي ان الحياة على الارض خلقت على يد مخلوقات قادمة من الكون، ان «لا شيء يمكنه ايقاف زحف العلم». وقد شرعت الحركة باعداد الترتيبات الخاصة للعملية. اما المجموعة الثانية فهي مجموعة البروفسور الايطالي سيفيرينو انتينوري.

واعلنت الباحثة بريجيت بويسلير المشرفة العلمية على مختبر «حركة رايل»، امام اللجنة، انها تسلمت رسالة من وكالة العقاقير والاغذية الفيدرالية، تحذرها من مغبة خرق القانون ان تم تنفيذ الاستنساخ من دون الحصول على الموافقة المطلوبة. واصرت بويسلير علي توفر شروط السلامة في عملية الاستنساخ، وقالت انه سيمكن تفادي ولادة مخلوقات بعيوب خلقية. وتحدث رودولف جانيتش عن معارضته للاستنساخ البشري، مشيرا الى عيوبه وحدود التقنيات المتوفرة، ولا اخلاقيته.

وتجدر الاشارة الى ان الكونجرس الاميركي حاول على مدى عامين وضع قانون لمنع الاستنساخ من دون نجاح. ويبدو الآن انه بصدد وضع قواعد لمنع تجارب الاستنساخ البشري لبضعة اعوام.