أجهزة تكنولوجية حديثة تهدد الخصوصية الفردية

TT

تقلق الاجهزة التكنولوجية الجديدة التي «تتصل هاتفيا بالمركز» الخاص بها، ريتشارد سميث، احد الانصار البارزين للحريات الشخصية، المعارضين للتدخل في الخصوصيات الفردية.

ويقول سميث المدير التكنولوجي لـ«برافيسي فاوندشن»، وهي مؤسسة للدفاع عن الخصوصية الفردية في دينيفر «اشتري دائما الكثير من الاجهزة الجديدة.. وقد لاحظت مع الزمن ان ربط العديد منها بالكومبيوتر يؤدي الى قيامها فورا بالاتصال بالعنوان الانترنتي للشركة المصنعة لها». وما ان ترتبط الاجهزة بالموقع الانترنتي، حتى «تبدأ عمليات تسويق المعطيات والبيانات» يضيف سميث: ويمكن لهذه الاجهزة ارسال شتى المعلومات عنك، وبضمنها المعلومات التي تفضل ان تكون خصوصية. ويعتقد سميث ان هذه المعلومات يمكن ان تقع في ايدي رجال اعمال يرغبون في استخلاص المعلومات عبر كومبيوترك الشخصي.

ويتوقع الخبير ان تؤدي هذه الاتصالات الاوتوماتيكية المباشرة بين الاجهزة الحديثة والمواقع الانترنتية للشركات، الى تحويل الكومبيوتر الى موقع يتمكن فيه التجار من نهل المعلومات عن كل اذواقك الموسيقية، او ميولك في متابعة البرامج التلفزيونية والافلام، والبضائع التي تود اقتناءها.

تحذير خطير ويحمل تحذير سميث وزنا كبيرا في ميدان الدفاع عن خصوصية الافراد، لان سميث كان قد كشف النقاب في اوقات سابقة عن قضايا مثيرة للجدل، منها جمع شركات معروفة مثل «ريل نتوركس» RealNetworks، و«امازون.كوم» و«مايكروسوفت» للبيانات، وكذلك تعرفه على الشخص الذي ابتكر فيروس «ميليسا» الكومبيوتري.

ويعتبر جهاز «سبورت برين» SportBrain الذي يسوق بثمن 99 دولارا احد هذه الاجهزة التي تتصل «هاتفيا» على الفور بالعنوان www.sportbrain.com. والجهاز هو قرص صغير يوضع على حزام الخصر، ويبدأ بتعداد خطوات المشي، او الركض، ويسجل حصيلة نتائج النشاط الرياضي على رقيقة كومبيوترية. واطلق صانعو الجهاز عليه اسم «اول مساعد، يمكن ارتداؤه، للياقة البدنية». وعندما يشغل الجهاز فان جهاز مودم مرتبطاً به ينقل المعطيات مجانا نحو صفحة انترنتية شخصية مخصصة لمالكه. وتظهر في الصفحة اشارات النجاح وتنزيلات في اسعار الاجهزة المسوقة.

ودافعت شركة «سبورت برين» عن سياستها، خصوصا وانها لا تتشارك حسب قولها، بالبيانات الشخصية مع اي جهة اخرى خارجية. الا ان ميشيل هيكفورد وهي احد مؤسسي الشركة اقرت ان الشركة تتقاسم بـ«المعلومات المعممة التي تخلو من البيانات الشخصية» مع الشركات الداخلة في مجموعتها. لكن سميث يقول انه مستاء من سياسة الشركة حول الخصوصية الفردية، وبالدرجة الاولى بشأن «الكعيكات» cookies، حيث ينص احد البنود التي وضعتها الشركة الى ان «بعض شركائنا يمكنهم ايضا استخدام الكعيكات من دون اشرافنا». وهذا يعني ان الشركة سوية مع شركائها، تحشر ملفات تعريفية داخل القرص الصلب لكومبيوترك يمكن من خلالها الدخول الى الكومبيوتر، عندما تتوجه نحو زيارة الموقع الانترنتي للشركة للتعرف على نجاحاتك. كما تتم المشاركة مع جهات اخرى بأسماء ومعلومات شخصية، اللهم الا اذا امتنع الافراد عن «استقبال نشرة «سبورت برين» الدورية». وقال سميث ان كل عمليات نقل ومعالجة البيانات الشخصية الى موقع خارجي يرتبط بالشركة، كان بالامكان تنفيذها داخل الكومبيوتر الشخصي بالاعتماد على برنامج ملحق.

وبين الاجهزة الاخرى التي تتصل اوتوماتيكيا بالموقع الانترنتي للشركة المصنعة لها،جهاز «كيو كات» CueCat (www.cuecat.com). ويخصص الجهاز لقراءة رموز الخطوط الموضوعة على البضائع والمنتجات او المجلات. وما ان يربط بالكومبيوتر حتى يمكن المجموعات الاعلانية من التعرف عليك عبر الكومبيوتر. ويضيف سميث ان هناك بعض الشركات تعرض انواعا من الاقراص المدمجة للذاكرة المقروءة فقط CD-ROM يمكنها ان ترسل المعلومات من كومبيوترك الى الشركات. ويحذر من اننا سنشهد في المستقبل الكثير من هذه الاجهزة «المتدخلة» مثل اجهزة التلفزيون او الاجهزة المكملة له التي تخلق تواصلا تفاعليا ذا خطين بين الدار وبين موقع آخر، من دون علمك.

لزيادة معلوماتك حول الخصوصية الفردية يمكنك زيارة موقع www.cfp2001.orgاو www.privacyfoundation.com.

* خدمة يو اس ايه توداي :خاص بـ«الشرق الأوسط» =