مسجلات فيديو رقمية «تروض» التلفزيون لرغبات المشاهدين

تسجل 35 ساعة من البرامج وتستقبل بث الأقمار الصناعية وتتواصل مع الإنترنت

TT

إسمي ديفيد وأنا مدمن على TiVo «تي فو». ومع أنني أحب المودم، وآخذ الكومبيوتر النقال معي أينما ذهبت، ولن أستغني عن المنظم الشخصي الخاص بي، لكني، ان حدث وكنت عالقا في جزيرة نائية، وليس لدي إلا مقبس طاقة واحد، فسوف أفضل أن يكون معي «تي فو» الخاص بي.

يعتبر هذا مديحا قويا لجهاز لا يعتبر نفسه دليلا على اي نجاح تجاري. إذ خلال أول عامين من طرحه في الاسواق، لم يشتر الناس إلا 150 الف جهاز «تي في» أو جهاز «ريبلاي» ReplayTV وهو منافس «تي في» الوحيد، الذي أنقرض من السوق. ولكن الناس يعتقدون أن «تي فو» وغيره سيكون من الأجهزة التي ستغير العالم. إذ استثمرت شبكات التلفزيون بكثرة في «تي في». ويتوقع الخبير جوش بيرنوف وهو محلل في شركة «فورستر» للابحاث أنه سيتم بيع حوالي مليون جهاز «تي في» بنهاية هذا العام. وقامت شركة «مايكروسوفت» بدورها بالاهتمام بهذا المنتج إذ أصدرت منتجا شبيها به.

فيديو رقمي متطور فما هو هذا الجهاز؟ جهاز «تي فو» وجهاز مايكروسوفت «ألتمت تي في» هما اجهزة مسجلات فيديو رقمية. وهي شبيهة بالفيديو العادي ولكنها لا تستخدم أشرطة للتسجيل إذ تسجل على أقراص ذاكرة صلبة ذات سعة ضخمة. وبفضل برنامج قوي وجهاز تحكم عن بعد، يمكنك جهاز الفيديو الرقمي هذا من ترويض التلفزيون واخضاعه لكل رغباتك. فعلى سبيل المثال يمكنك الانتقال إلى أي جزء من برنامج ما أو مشاهدة تسجيل سابق، بينما تسجل شيئا جديدا أو حتى تشاهد بداية برنامج ما زلت تسجله.

ويمكنك أن توقف برنامج حيا، مؤقتا، بينما تستجيب لشخص يطرق الباب أو ينادي بالهاتف. وعندما تبتعد، يستمر الجهاز بالتسجيل. وعندما تعود يمكنك العودة للنقطة التي تركت فيها. أو حتى إذا أردت أن تتقدم، فيمكنك اللحاق بالبث الحي. وإذا جلست لتشاهد وكان برنامج ما قد بدأ فيمكنك أن تعود حوالي نصف ساعة للوراء حتى تشاهد بداية هذا البرنامج. ويوجد زر هام يعيد آخر سبع ثواني فورا حتى يتسنى لك سماع حوار حتى تفهمه تماما.

وفي كل ليلة يقوم جهاز الفيديو الرقمي بتنزيل دليل التلفزيون للأسبوعين المقبلين ويعتبر هذا مدخلا لميزة هامة أخرى، إذ عندما تختار برنامجا معينا في الدليل وتضغط زر التسجيل، يقوم الجهاز بتسجيله تلقائيا. ولذلك لن تحتاج لتعلم متى كان برنامجا معينا معروضا أو على أية قناة عرض فأنت تعلم أنه تم تسجيل شيئا طلبته عندما يضيء الضوء على مقدمة الجهاز.

ويمكنك جهاز الفيديو الرقمي أن تتجاهل الدعايات، إذ يوفر جهاز «ألتمت تي في» ميزة التقدم مدة 30 ثانية. ويمكن لجهاز «تي في» أن يتقدم بسرعة 60 ضعفا من السرعة العادية. ولأن هذه الأجهزة تتيح للمشاهدين تجاهل الدعايات فان نظام الأسعار للمعلنين ينهار.

تسجيل واستقبال يعتبر جهاز مايكروسوفت «ألتمت تي في» الذي دخل السوق خلال هذا الشهر وجهاز «تي في» الذي طرح للاسواق خلال شهر نوفمبر(تشرين الاول) الماضي، من أحدث أجهزة الفيديو الرقمية. وكلاهما اجهزة تسجيل واجهزة استقبال الاقمار الصناعية، ويمكن لكل منهما حفظ 35 ساعة من البرامج. ولكن هذه الأجهزة باهظة السعر. فكل جهاز فيديو رقمي يكلف حوالي 400 دولار بالإضافة لتكاليف طبق القمر الصناعي، الذي يقدر ما بين 50 إلى 100 دولار بالإضافة لتكلفة التركيب. يضاف الى ذلك الاجور المستمرة والتي قد تشكل بين 22 إلى 83 دولارا شهريا وفقا لعدد القنوات، و 10 دولارات شهريا للحصول على مزايا الفيديو الرقمي الإضافية. وإذا اشتريت جهاز «تي في» يمكنك أن تختار بين الاشتراك الأبدي بسعر 200 دولار بدلا من أن تدفع أجر اشتراك شهري. وبعد هذا عليك أن تركب الجهاز، إذ يحتاج الفني المحترف إلى حوالي ساعة لتركيب الجهاز بكامله. وبعد ذلك عليك الانتظار يومين حتى يقوم الجهاز بتنزيل معلومات القنوات والبرامج. ويمتاز جهاز «ألتمت تي في» على جهاز «تي في» بميزتين: أولا عمله كجهاز إنترنت بسرعة 56 كيلوبت بالثانية موفرا ميزة البريد الإلكتروني والإنترنت. ولكن «مايكروسوفت» لا تعلن هذه المزايا كثيرا، إذ لا يمنح الاشتراك الشهري بعشرة دولارات اكثر من ثلاث ساعات فقط على الإنترنت. وميزته الثانية هي محوله المزدوج والذي يتيح تسجيل برنامجين متتاليين، إذ يمكنك مشاهدة برنامج واحد بينما تسجل الآخر أو حتى تشاهد الاثنين معا. ومع أن «تي في» مجهز بهذه الميزة ولكنها لم تشغل بعد، حتى تجهز الشركة المنتجة لـ«تي فو» إصدارا مطورا عن البرنامج هذا الصيف.

ولكن جهاز مايكروسوفت قد قصر كثيرا. فعلى سبيل المثال يوجد خلل بالبرنامج الذي يحرك لائحة البرامج، إذ عندما تضغط على زر التحريك إلى أسفل فقد تتحرك الشاشة ستة أسطر وأحيانا ثلاثة أسطر وأحيانا سطرا واحدا. ومرارا ما تظهر رسالة «الرجاء الانتظار» على الشاشة.

وتستولي دعاية مزعجة على حوالي ربع الشاشة في الوقت الذي تحتاج لكل الشاشة لقراءة شيء ما. وميزة البحث ضعيفة. فمثلا يبوب «ألتمت تي في» البرامج في كل فئة في لائحة مصنفة وفقا للوقت والتاريخ. أما «تي في» فيبوب البرامج أبجديا مبينا كل فئة حتى تستطيع تجاهل البرامج المتكررة. وتقول مايكروسوفت أنها ستصلح العطل بالبرنامج بتحديث تلقائي نهاية هذا العام.

أما جهاز التحكم عن بعد فهو رمز للتعقيد إذ تركت مايكروسوفت تصميم جهاز التحكم عن بعد للشركات التي تصنع الأجهزة وهي شركتا «سوني» و«أر سي أيه». فهذه الأجهزة كثيرة الأزرار وغير مميزة عن بعضها البعض. أما جهاز «تي في» فأزراره أقل وهي مميزة عن بعضها إذ يأخذ كل زر شكل وظيفته. ويوفر «تي في» ميزة «لائحة الطلب» إذ يمكنك أن تعبر عن اهتمامك بمخرج معين أو بنجم معين أو عنوان معين، ويقوم تي فو بمراقبة البرامج حتى يتم عرض برنامجك ويقوم الجهاز بتسجيله لك.

ويعتبر كل من «تي في» و«ألتمت تي في» بركة لاولئك الذين يشاهدون التلفزيون بكثرة أو لذوي الحياة المشغولة، الذين يستطيعون تجاهل الدعايات وتقليل الزمن المطلوب لمشاهدة برامجهم. ويعتبر «تي فو» الجهاز الأفضل لأنه أسبق بعامين بفضل ميزة «لائحة الطلب» وتصميمه البسيط وخطة الدفع مرة واحدة. ولكن كلا الجهازين يعتبران إنجازان تكنولوجيان ولن يهمك إن لم تر شريط فيديو مرة أخرى.

* خدمة نيويورك تايمز ـ خاص بـ«الشرق الأوسط» =