إصابات سرطان الجلد تتضاعف بين الألمان كل عشر سنوات

TT

تتزايد باطراد معاناة الالمان من السرطان الاسود (الميلانوما) الذي يصيب الجلد الا ان فرص الشفاء منه ترتفع ايضا بفضل التشخيص المبكر للمرض. وتشير دراسة جديدة نشرت اخيرا وساهم في اعدادها اهم ثلاثة مستشفيات للامراض الجلدية في المانيا ان الميلانوما يصيب النساء اكثر من الرجال الا انه اكثر فتكا بالرجال لان مضاعفاته بين الرجال تنتهي في اغلب الاحيان بالموت.

وشملت الدراسة التي اسهمت فيها مستشفيات غوتنغن ومونستر ودريسدن اكثر من 10 الاف الماني اصيبوا بالميلانوما خلال الـ25 سنة الماضية وتمت معالجته في هذه المستشفيات. وذكر البروفسور كلاوس كلومل من مستشفى غوتنغن الذي قاد فريق العمل ان الدراسة هي الاكبر من نوعها في البلدان الناطقة بالالمانية وتثبت ان شدة المرض ومضاعفاته تغيرت في الاعوام القليلة عما كانت عليه قبل عقدين من السنين. واتضح من خلال متابعة الاحصائيات ان اعداد المصابين بالميلانوما في المانيا يتضاعف كل عشر سنوات الا ان فرص الشفاء منه زادت ايضا بشكل ملحوظ.

وظهر من خلال متابعة علاج حالات المرض ان النساء المعانيات من الميلانوما يشكلن نسبة 58% من مجموع المصابين (42% بين الرجال) الا ان مضاعفات المرض، وبسبب استعداد الرجال الجيني، هي اخطر بين الرجال. وبينما نجح الطب في اطالة عمر 79% من النساء المصابات بسرطان الجلد الخبيث (الميلانوما) فترة اكثر من 10 سنوات تلي الاصابة لم يفلح في اطالة اعمار الرجال لذات الفترة الا في نسبة 66% منهم. اما اكثر مناطق الجلد عرضة للاصابة بالمرض، ويتساوي الرجال والنساء من هذه الناحية، فهي الساق والجذع.

في ذات الوقت، وبفضل التشخيص المبكر، ما عاد الاطباء يشاهدون سرطان الجلد باحجام كبيرة كما في السابق الا ان نسبة صغيرة من المرضى لم يلجأوا الى الطبيب الا بعد ظهور الاعراض السرطانية المتقدمة. وعموما فان تشخيص هذا النوع من سرطان الجلد اسهل من غيره بسبب التغيرات اللونية المصاحبة كما تعتمد فرص العلاج الى حد كبير على سمك المنطقة المصابة. اما الشفاء التام من المرض، حسب معلومات كلومل، فغير ممكنة الا في حالة التشخيص المبكر جدا.

وكان البروفسور كلومل توصل في دراسة اخرى نشرها في صيف 1999 الى ان الاصابة بالامراض المعدية يقلل خطر اصابة الاسنان بسرطان الجلد وخصوصا الميلانوما. وجاء في الدراسة التي شارك فيها اطباء اوروبيون واستغرقت 6 سنوات الى ان الامراض المعدية وخصوصا الفيروسية منها تعزز مقاومة خلايا الجلد للتغيرات السرطانية. ان امراضا مثل الانفلونزا والنكاف وجدري الدجاج وتسمم الدم والسل والتهاب الرئتين تقوي مناعة الجسم ضد السرطان الا ان ذلك لا ينطبق على الامراض المزمنة مثل التهاب الكبد والكليتين وغيرها. تعمل هذه الامراض على رفع درجة حرارة الجسم وتؤدي بالتالي الى زيادة مقاومة الخلايا للامراض السرطانية.

ودعت جمعية مكافحة السرطان الالمانية، في ضوء نتائج الدراسة التي مولتها بمبلغ 100 الف مارك، النساء عامة الى اجراء الفحص حول الميلانوما سنويا بعد بلوغهن سن الثلاثين، كما نصحت الرجال باجراء الفحص السنوي بعد بلوغهم الخامسة والاربعين.