مشروع تطهير نهر هدسون يواجه معارضة محلية واسعة

TT

الباني (نيويورك) ـ رويترز: أثار اقتراح حكومي بانتشال نفايات سامة من مناطق بنهر هدسون انقسامات بين السكان في بلدات وقرى على ضفاف اكثر الممرات المائية الاميركية شهرة.

يشكو مدافعون عن المشروع الذي تقدر تكلفته بنحو 490 مليون دولار بالقرب من مواقع مصانع جنرال الكتريك السابقة شمال الباني عاصمة ولاية نيويورك، من ان بعض السكان ربما يكونون تعرضوا «لغسيل مخ» بسبب حملة دعاية باهظة للشركة بالتلفزيون والاذاعة ولوحات الاعلانات والانترنت.

وقالت مانا جو جرين مديرة البيئة لدى جماعة كليرووتر في نهر هدسون ومقرها بوفكيبسي بولاية نيويورك التي تؤيد انتشال النفايات السامة انها حالة كلاسيكية لنكران الجميل. وتابعت القول ان «الناس الذين سيستفيدون اكثر من بيئة نقية يعارضون المشروع».

وقالت جرين انها تعزو المشاعر المعادية لانتشال النفايات الى كون شركة جنرال الكتريك هي صاحبة العمل الرئيسي في المنطقة، لكن معارضي اقتراح وكالة الحماية البيئية يسخرون من افتراض انهم يتأثرون بشركة جنرال الكتريك قائلين انهم قلقون من الدمار الذي يمكن ان يلحق بالشاطئ وبالطبقة الخضراء شبه المائية.

وتلوث نهر هدسون بالفينيل الثنائي متعدد الكلور بين منتصف الاربعينات وحتى عام 1977 عندما القت مصانع جنرال الكتريك نحو 590 الف كيلوجرام من النفايات السامة في النهر. والفينيل الثنائي متعدد الكلور مادة مسببة لمرض السرطان وتضر ايضا باجهزة المناعة والاجهزة العصبية والاجهزة التناسلية للبشر والاسماك والحياة البرية.

واقترحت وكالة الحماية البيئية في ديسمبر (كانون الاول) الماضي ان تدفع جنرال الكتريك تكلفة تطهير النهر واتاحت فترة لتقديم تعليقات عامة تنتهي في 17 ابريل (نيسان) الجاري. وتدعو لوحات اعلانات جنرال الكتريك التي وضعت في انحاء منطقة التطهير وعليها التاريخ الى «انتشال هادف» للنفايات السامة بطول 64 كيلومترا.

وقال تيم هفنز وهو رئيس احدى الجماعات المعارضة لانتشال النفايات السامة الاعلى صوتا «المشروع غزو للنهر»، واضاف «ستعمل زوارق كبيرة مزعجة وشاحنات ومعدات ثقيلة طول النهار لمدة ستة ايام في الاسبوع وستة اشهر ونصف الشهر كل عام لمدة خمسة اعوام على الاقل».

وتقدمت وكالة الحماية البيئية بالاقتراح اثناء ادارة بيل كلينتون لكن لها الان رئيس جديداً في عهد ادارة الرئيس جورج بوش، مما يضيف الى الغموض بخصوص ما ستقرره بحلول موعد انتهاء مهلة اغسطس (آب) المقبل.

وعندما كانت كريستين ويتمان مديرة وكالة الحماية البيئية حاكمة لولاية نيوجرزي أيد مفوضها لشؤون البيئة خطة انتشال النفايات السامة. كما تؤيد ادارة الحفاظ على البيئة في ولاية نيويورك المشروع.

كما تحظى خطة انتشال النفايات السامة بتأييد كل من عضوي مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك و16 عضوا في الكونجرس عن الولاية.

وفي حالة الموافقة سيزال نحو 3.6 مليون كيلوجرام من الطمي و4537 كيلوجراما من الفينيل الثنائي متعدد الكلور مما يؤثر على المجتمعات على طول النهر بين تروي وفورت ادوارد شمال الباني. وقال الخصوم ان الرواسب الطينية التي جرى تحريكها ستتحرك بالتالي في اتجاه المصب وتتسبب في مشكلات في جنوب نهر هدسون بالقرب من مدينة نيويورك.

ويشبهون المشروع بغزو مماثل لتقدم قوات بريطانية في المنطقة نفسها اثناء حرب هزم فيها الجنرال البريطاني جون بورجوين في معركة ساراتوجا امام الجنرال الاميركي هوراشيو جيتس عام 1777 مما غير مسار الحرب.