الشهب اللورائية ظاهرة فلكية جميلة جدا

تشتد كثافتها ليلتي 21 و22 الجاري وتشكل مشهدا أخاذا

TT

قال الدكتور حميد مجول النعيمي نائب رئيس الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك مدير معهد الفلك وعلوم الفضاء في جامعة آل البيت الاردنية ان ظاهرة الشهب اللورائية ما هي الا ظاهرة فلكية جميلة جدا تظهر في السماء على شكل خطوط براقة لامعة مثيرة قبل زخات المطر الا انها لا تصل الى الارض نتيجة احتراق الدقائق الترابية الموجودة في ذنب المذنب بسبب احتكاكها بالغلاف الجوي الارضي ويتم الاستفادة من هذه الظاهرة فلكيا في دراسة طبيعية وحركة المذنبات ونوعية الشهب المنتشرة او المتجمعة في مدار المذنب فضلا عن دراسات فلكية وفيزيائية اخرى.

واشار الدكتور النعيمي لـ«الشرق الأوسط» ان مدة ظهور هذه الشهب خلال الفترة بين 16 و23/4/2001، ولكن اقصى كثافة لظهورها ليلتي الحادي والعشرين والثاني والعشرين من ابريل (نيسان) الجاري.

ونصح الدكتور النعيمي بمشاهدة هذه الشهب في هاتين الليلتين لرؤية المنظر الجميل حيث تبدأ الكوكبة النجمية اللوراء بالارتفاع بعد الساعة الحادية عشرة مساء بالتوقيت المحلي لمناطق الخطوط الطولية الوسطية في الكرة السماوية اذ تقع المواقع القطرية المركزية للورائيات بالقرب من النجم المسمى (فيغا) (في ايه جي ايه) جنب النجوم المكونة للمثلث الصيفي المتضمن نجمي الذنب والطير ولاجل مشاهدة هذه الشهب مطلوب مراقبة السماء بعد الساعة الثانية صباح يوم 21/4/2001 وتوجيه الانظار الى الشمال والشمال الشرقي السماوية بحوالي 50 درجة فوق الافق بين كوكبة الدجاجة وهرقل ولا نحتاج لمشاهدة هذه الشهب بالتلسكوبات او النواظير بل تكون العين المجردة كافية لهذا الغرض.

كما اشار الى انه في الواقع تم اكتشاف ورصد ظاهرة الشهب الاسديات منذ اكثر من 2000 عام تقريبا، ولكن تحديد موقعها ومصدرها لم يتم الا بعد عام 1835 وهو عام ولادة احد فروع علم الفلك المسمى بفلك الشهب.

وبين الدكتور النعيمي انه لمشاهدة الشهب اللورائية بوضوح مطلوب المراقبة بعد منتصف الليل ولغاية ظهور الشفق الاحمر لغاية موعد صلاة الفجر (في الليالي 22،23 ابريل، وافضل طريقة لمشاهدتها مطلوب منك الاستلقاء على كرسي مائل ومريح متحرك بزاوية، بحيث يكون اتجاه قدميك وهي ممدودة الى الشمال ونظرك الى السماء فوق بزاوية حوالي 50 درجة فوق الافق ثم انظر الى منطقة كوكبة اللوراء وحولها في السماء ستشاهد منظرا جميلا جدا مؤلف من عشرات الشهب وستشعر وكأن هذه الشهب متجهة مثل زخات المطر نحوك) وفي الواقع انها تحترق وتنتهي في السماء على ارتفاعات عالية في الغلاف الجوي الارضي.

وقال الدكتور النعيمي ان مصدر اغلب الشهب هو المذنبات، فالبنسبة لشهب اللورائيات فإن مصدرها هو المذنب تاتشير الذي يميل مستوى مداره 80 درجة تقريبا عن مستوى المجموعة الشمسية، وهذا يجعل المذنب بعيدا عن الكواكب اي تكون جاذبية الكواكب عليه قليلة مما يجعل اشلاء «بقايا» المذنب مستقرة نوعا ما في مداره وهذا يفسر رصد المذنب لقرون عديدة.

مواد غازية وترابية ويحتوي هذا المذنب على مواد غازية وترابية وثلجية مجمدة فعند اقترابه من الشمس فإن مادته الثلجية والترابية تنحل بسبب الاشعاع الشمسي ويتولد الذنب وعندما تمر الارض في سحب واتربة المذنب فإنها تظهر على شكل زخات شهبية.

ويقول ان الشهب اللورائية (القيثارية) في ما هي الا زخات شهبية من النوع المتجمع سميت بهذا الاسم نسبة الى ظهورها وكأنها منبعثة قطريا من منطقة قريبة من كوكبة اللوراء «القيثارة» المجموعة النجمية اللورائية، وبشكل عام فإن اللورائيات جسيمات ترابية صغيرة يتراوح حجمها من حجم حبة الرمل الى حبة الحمص وتدخل الغلاف الجوي بسرعة عالية جدا ثم تحترق نتيجة احتكاكها به مولدة بريقا ضوئيا في كبد السماء على ارتفاع 100 كم او اكثر قليلا تقريبا حيث تعد الشهب اللورائية من الشهب المتجمعة السريعة اذ تدخل الغلاف الجوي الارضي بسرعة تقارب 180000 كم/ ساعة موضحا انها تختلف عن الاسديات من حيث احتوائها على عدد قليل من الشهب اللامعة. وبالرغم من انها ليست مثيرة مثل الاسديات الا انها تعد من اقدم الزخات الشهبية المسجلة فلكيا، وقد رصدت بشكل مستمر ابتداء من عام 687 قبل الميلاد استنادا الى مخطوطة صينية، اي رصدت خلال الـ2600 سنة الماضية.