دراسة مسهبة عن مستخدمي شبكة الإنترنت في السعودية

البريد الإلكتروني يتصدر قائمة الاستخدام يليه الحديث والثرثرة

TT

اعتبرت دراسة حديثة بعنوان «شبكة الانترنت وجمهورها في مدينة الرياض: دراسة تطبيقية على ضوء نظرية الاستخدامات والاشباعات» أن مستخدمي شبكة الانترنت في العاصمة السعودية الرياض ظاهرة أفرزت مع بداية استخدام الشبكة اخيرا، مشيرة الى تفاعل المستخدمين معها من حيث مدى استخدامها وعادات التعرض إلى محتوياتها وتأثيرها على مختلف جوانب الحياة، وعلى الوسائل التقليدية الأخرى والاشباعات التي تركز على استخدامات محتوى الوسائل لمقابلة الاشباعات، وتناولت الدراسة شبكة الانترنت وجمهورها في مدينة الرياض.

وأظهرت الدراسة التي تعتبر أول رسالة تناقش في قسم الاعلام بجامعة الملك سعود، وأعدها الباحث خالد الفرم ونال عنها درجة الماجستير، أن 53.8 بالمائة من عدد أفراد العينة يستخدمون الشبكة لإرسال البريد الإلكتروني و33.5، بالمائة يستخدمون الشبكة من اجل الحديث إلكترونياً مع الآخرين على طريقة الحوار والثرثرة. وكشفت الدراسة أن ما نسبته 15.6 بالمائة يستخدمون الشبكة للبحث عن علاقات رومانسية، فيما ذكر 13.2 بالمائة أنهم يستخدمون الشبكة للاطلاع على المواد الجنسية، وأن ما نسبته 25 في المائة من عدد أفراد العينة يستخدمون الشبكة للبحث عن أخبار ومعلومات سياسية لا تتوفر محليا، وهذا يدل على ان الهدف الرئيسي من استخدام الشبكة هو الاتصال.

وأكدت الدراسة على أن الرجال اكثر استخداماً للشبكة من النساء، وهو ما يتفق مع دراسة معهد جورجيا للتكنولوجيا في الولايات المتحدة، ولكن يعود السبب هنا إلى ضعف مشاركة المرأة وطبيعة المجتمع السعودي المحافظ، وان الجامعيين اكثر ارتباطاً بالشبكة من الفئات الأخرى.

وكشفت الدراسة ان المستخدم السعودي يقضي من حيث الزمن وقتا اكبر مما يقضيه المستخدم في بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، فيما يقضي السعودي من ساعة إلى خمس ساعات أسبوعياً «نفس الرقم تقريباً للمستخدم الاميركي» ويقضي الأوروبي ساعتين وربع الساعة على الشبكة، وهذا يدل على تعطش المستخدم السعودي للتقنيات الاتصالية الجديدة.

كما كشفت أن أغلب مستخدمي الشبكة هم من العزاب، وهذا ينسجم مع بعض نتائج الدراسات الأوروبية، ويختلف قليلاً عن بعض نتائج الدراسات الاميركية، وأن 30 بالمائة من أفراد العينة يتصفحون الصحف الإلكترونية على الشبكة.

وأوضحت أن شبكة الانترنت أثرت على حجم الزمن الذي يخصصه المستخدم لقراءة الصحف حيث قلصت الانترنت الزمن المخصص لقراءة الصحف، وهذا يتفق مع دراسة نورمان من جامعة ستانفورد الاميركية، في ما يتعلق بتأثير الانترنت على الصحف.

وذكرت الدراسة أن 43.2 بالمائة من عدد أفراد العينة انهم يجدون صعوبات فنية تتعلق بالارتباط بالشبكة، فيما قال 42.1 بالمائة إن اللغة الإنجليزية تعد عائقاً في استخدام الشبكة، بينما قال 41.8 بالمائة من عدد أفراد العينة انهم يعتبرون أن التكلفة المالية المترتبة على استخدام الشبكة عائقاً في استخدام الانترنت في المملكة.

وبينت أن اغلب أفراد العينة يفضلون تصفح الشبكة بصفة فردية وقد يعود ذلك لأهمية الخصوصية للشخصية السعودية.

ويرى اغلب أفراد العينة أن تكلفة استخدام الشبكة تعد مرتفعة مرجعة ذلك إلى أن نسبة 40 بالمائة من العاملين السعوديين في مدينة الرياض يتراوح دخلهم بين 48 و84 ألف ريال سنوياً.

وأشارت الدراسة إلى أن الاشباعات التي تحققها الشبكة لدى الجمهور المستخدم في مدينة الرياض حسب الترتيب التالي: معرفية فعاطفية فاجتماعية فترفيهية فتجارية، مبينة ان استخدام الشبكة يتم عادة في المنزل والمقهى وليس في المؤسسات الوظيفية، وهذا يعود إلى ضعف انتشار الانترنت في المؤسسات الحكومية والخاصة، وان الشباب من فئة 21 - 24 سنة هم أكثر ارتباطاً بالشبكة من الفئات الأخرى بمدينة الرياض.

وقال الباحث إن الانترنت أربكت كثيراً من النظريات والمفاهيم الإعلامية السائدة مثل حارس البوابة (Gate Keeper) ونموذج المرسل والمستقبل، حيث اصبح الكل مرسل ومستقبل في الوقت ذاته، مشيراً الى أنها جعلتنا أمام شكل جديد في العلاقات الإنسانية وساهمت الشبكة في تصدع الكثير من الأبنية الإعلامية التقليدية وامتدت آثارها إلى ميادين عدة بدءا من الميدان السياسي حيث باتت شبكة الانترنت طرفاً موصولاً وفعالاً لمختلف الأفراد والجماعات والتيارات السياسية، كما أصبحت التجمعات السياسية الإلكترونية أمراً مألوفاً في الشبكة. فالبريد الإلكتروني يسهل الاتصال بين الأفراد والجماعات التي تخضع تقليدياً للمراقبة عبر وسائل الاتصال التقليدية وامتدت آثار الشبكة إلى الميدان التجاري مع ظهور مفهوم التجارة الإلكترونية، وأحدثت الشبكة تحولاً في صناعة الإعلام والنشر بدءا من النسخ الإلكترونية للصحف والمجلات والبث الإذاعي والتلفزيوني على الشبكات، إضافة إلى التحول في صناعة الإعلان على الشبكة وحملات العلاقات العامة وإصدار الصحف الإلكترونية وغير ذلك من الأنشطة الإعلامية.