صوف الخراف لتنقية الجو من المواد السامة

TT

تطورت صناعة العطور وابحاثها وتنوعت الى درجة كبيرة، وقدمت شركة «دوبلماير» الالمانية وصفة مطورة لتنقية اجواء الغرف من المواد السامة بواسطة صوف الخراف المجزوز. ويفيد جيرد تزفينر خبير ابحاث العطور في معهد الابحاث البيئية في كولون، الذي تولى فحص الطريقة والتأكد من فاعليتها، ان صوف الغنم المكثف، استطاع خلال ساعتين ان يلتهم الفورمالديهايد بنسبة 85% من جو غرفة مشبع بالفورمالديهايد وهو مركب غازي من الكاربون والهيدروجين والاوكسجين، وهو عديم اللون نافذ الرائحة، بنسبة 300 جزء في المليون. وتوصل المعهد ايضا الى ان الطريقة اثبتت فعالية في اقتناص جزيئات غاز الاختناق، دخان السجائر، ثاني اوكسيد الكبريت، الاوزون ورائحة البول وروائح المواد التي يستخدمها اطباء الاسنان عادة.

وكانت فضيحة العثور على الفورمالديهايد بتركيز عال في صفوف بعض مدارس كولون قد ادت الى اغلاق هذه المدارس واخضاع التلاميذ الصغار الى فحوصات طبية مشددة للتأكد من عدم تأثرهم بالمادة السامة. واثبتت القياسات الفيزيائية حينها ان الفورمالديهايد المتطاير من جدران بعض المدارس يتركز في الصفوف بنسبة 0.2 جزء في المليون، وهي نسبة تتجاوز ضعف الحد الاقصى المسموح به لهذه المادة. ويقول تزفينر ان استخدام الصوف في هذه المدارس اهل التلاميذ للعودة الى الصفوف واستنشاق هواء بنسبة فورمالديهايد لا تتجاوز 0.04 جزء في المليون.

ولمعرفة كيفية عمل الصوف على التهام الجزيئات السامة من الجو فقد اسندت مهمة الكشف عن التفاصيل الى معهد ابحاث الصوف في مدينة آخن. وتوصل العلماء في المعهد الى ان السر يكمن في مادة «كرياتينين» التي تؤلف صوف الغنم، اذ تشكل جزيئات هذه المادة مع الاحماض الامينية ومع خيوط الصوف، شبكة لاقتناص الجزيئات الغريبة من الجو. ولا يحتاج الامر الى اكثر من ازالة الدهون تماما من على سطح الصوف المجزوز واستخدام مادة «سلفونامايد» لحماية الصوف من العث. ويمكن للصوف المعالج بهذه الطريقة، ان يعمل على اقتناص الجزيئات الغريبة طوال عشر سنوات.

وسبق لشركة «بروكتر اوند غامبله» ان اعلنت عن نجاحها بتطوير بخاخ لتنظيف الملابس من روائح المقاهي والمقاصف ولتنظيف قطع الاثاث من الروائح. وتستخدم في البخاخ مادة سايكلوديكسترين المشابهة للسكر وهي مادة تتحول من اقراص الى غبار بعد امتصاصها للروائح والذرات الكريهة، وثبت انها لا تثير أي نوع من الحساسيات او حدوث الامراض التنفسية. ويقدر الاتحاد الاوروبي وجود ما يقترب من 3500 نوع من انواع العطور ومزيلات الروائح وما الى ذلك في الاسواق الاوروبية.