تقنيات الهندسة الوراثية تعيد البصر إلى كلاب عمياء وتطوير عيون بيونية جديدة لفاقدي البصر

TT

في عملية اعتبرت الاولى من نوعها التي تنجح فيها تقنيات الهندسة الوراثية في علاج العمى لدى الحيوانات الكبيرة، اعلن فريق من الاطباء الاميركيين من جامعات فلوريدا وكورنيل وبنسلفانيا، انه اجرى علاجا جينيا لاعادة البصر لكلاب عمياء، بعد حقنها بفيروس يحمل جينات عادية (سليمة) في العين. وقال الباحثون ان هذا الاسلوب يمكن ان يستخدم سريعا لاعادة الابصار للاشخاص الذين يعانون من العمى.

وعلى صعيد آخر اعلن فريق علمي اميركي آخر في جامعة هيوستن ومركز العلوم الصحية في جامعة تكساس في هيوستن، انه طور اجهزة الكترونية تزرع في شبكية العين البشرية، مما حولها الى عين بيونية (بيولوجية الكترونية)، قال انها ستعيد البصر الى الاشخاص الذين يعانون من العمى بسبب اعتلال الشبكية.

وقد تمكن الاطباء من اعادة البصر الى ثلاثة كلاب صغيرة ولدت عمياء بعد اصابتها باحد اشكال مرض العمى الخلقي الذي يصيب الانسان منذ الولادة. وهذا المرض يتسم بنوع خطير من الضمور في شبكية العين يؤدي الى اصابة الرضع بالعمى. ويولد الاطفال الذين توجد لديهم نسخة مشوهة من المورثة «ار بي اي 65» RPE65 إما عميان او مصابين بقصور حاد في النظر. وتلعب هذه المورثة دورا مهما في تركيبة مستقبلات الضوء في الشبكية، التي تحول بدورها الضوء الى اشارات عصبية. ويؤدي الخلل في هذه المورثة الى خلل المستقبلات وتدهور شبكية العين. هندسة وراثية ونجح الاطباء في «عدوى» خلايا استخلصت من عيون الكلاب بفيروس غير ضار، يحمل مورثة «ار بي اي 65» سليمة. ويستنسخ الفيروس نفسه داخل الجسم، عادة، كما يستنسخ المورثة السليمة ايضا. ثم ادخلت الخلايا المهندسة وراثيا نحو عيون الكلاب العمياء مجددا. ونجح العلاج.

وقالت الطبيبة جين بينيت التي قادت الدراسة انها تأمل ان يبدا تنفيذ اول تجربة طبية على الانسان باستخدام هذا الاسلوب في غضون عامين. واضافت انها «متفائلة جدا» بان يتمكن العلاج الجيني من اعادة البصر الى المواليد المصابين بالعمى الخلقي. وقالت بينيت في مقابلة ان «هذا في الواقع هو اول دليل على امكانية عودة الرؤية الوظيفية الى حيوان. انها اول عملية انقاذ من اي نوع لتدهور الشبكية يتم اجراؤها لحيوان كبير له عين تشبه تشريحيا عين الانسان. انها حقا قفزة كبيرة للامام».

وينشر البحث في عدد شهر مايو (ايار) من مجلة «ناتشر جينيتكس».

وعلى صعيد العين البيونية، نقل موقع «يور هيلث دايلي» الانترنتي عن الكس اغناتييف البروفسور في الفيزياء بجامعة هيوستن الذي قاد فريق البحث، ان رقائق سيراميكية تنشط الخلايا الموصولة بالاعصاب البصرية، قد اختبرت وثبت انها تتوافق بيولوجيا مع الانسجة الحية لحيوانات المختبرية التي اجرت عليها الابحاث. واضاف ان العيون البيونية ستختبر على الانسان العام المقبل.

واضاف ان العين البيونية لن تعوض العين البشرية الا انها ستمكن المصابين بالعمى بسبب اعتلال الشبكية من تمييز النور اولا ثم، ولاحقا، تمييز الاشكال، ثم الكتابة، واخيرا الالوان.

=