المواجهة عبر الإنترنت، إحدى وسائل دعم الانتفاضة الفلسطينية

خبير مصري: خضنا حروبا كثيرة خرجنا منها خاسرين ونأمل الا نخسر الحرب الحالية على الإنترنت

TT

القاهرة ـ أ.ف.ب: تنتشر مواقع الكترونية عديدة على شبكة الانترنت في مصر تتضمن صفحات مخصصة للانتفاضة الفلسطينية، وذلك بمثابة تأييد ودعم للمواجهة الدائرة مع اسرائيل منذ ثمانية اشهر. وفي الذكرى الثالثة والخمسين لقيام دولة اسرائيل او ما يعرف بعام «النكبة»، اعرب العديد من اصحاب مواقع الانترنت المؤيدة للفلسطينيين، عن اعتقادهم بان الحرب الالكترونية هي احدى وسائل خوض غمار «المواجهة مع العدو» في سبيل اقناع الرأي العام العالمي بعدالة القضية. واشار الاختصاصي في شبكة الانترنت محمد سيد الى التطور التكنولوجي المهم، والى الفرق الواضح في اسلحة المواجهات «السلمية» بين الانتفاضة الاولى (1987 ـ 1993) والحالية التي اندلعت في 28 سبتمبر (ايلول) الماضي.

وقال ان الانتفاضة الحالية «تتميز عن غيرها من مراحل العمل الفلسطيني المختلفة باستخدامها، ومن يؤيدها من المصريين، مواقع عدة تدعو الى التضامن وتوضيح جذور القضية».

واضاف سيد ان الفلسطينيين «اتقنوا فن اللعبة الاعلامية في وقت مبكر ادراكا منهم لاهمية ذلك في كسب تعاطف الرأي العام والمزيد من التأييد في اوساط متعددة الجهات».

وشدد محمد شبل، وهو صاحب موقع على الانترنت بعنوان «اي تو زد ايجيبت» يتضمن صفحة عن الانتفاضة باسم «جنة اسرائيل»، على وجوب الدخول في مواجهة الكترونية مع مؤيدي اسرائيل والاستفادة من التطور التكنولوجي لتحسين «وضعنا». وقال شبل لوكالة فرانس برس ان ما بين «ثلاثة او اربعة الاف شخص يتصفحون الموقع يوميا بينهم 60% من الولايات المتحدة الاميركية وحدها»، موضحا انه يستخدم مختلف المصادر لتزويد الموقع بالمعلومات «دون تنسيق او تعاون مع اي جهة كانت». واضاف شبل «لا نقدم صورا تتضمن مشاهد مؤلمة كالدماء او اشلاء الجثث، وذلك بهدف عدم اصابة زائر الصفحة بالصدمة من جراء مناظر مؤثرة كهذه». وتابع شبل يقول «اقمنا الصفحة للرد على المواقع الاسرائيلية التي تقدم وجهة نظر اخرى للمعلومات حول الانتفاضة، خصوصا ان للانترنت تأثيرها المباشر في تغيير وجهات نظر الرأي العام العالمي». واعتبر ان الانخفاض في نسب التأييد المرتفعة لاسرائيل، مرده المواجهة الالكترونية التي قدمت فرصة ثمينة «للدفاع عن الانتفاضة وعدم تشويهها او تحريفها امام الرأي العام». واجاب ردا على سؤال حول تلقي رسائل من اسرائيل «نعم، تصلنا رسائل من هناك، ونقوم بتحضير الرد عليها اذ تطالب بعضها بنقل الفلسطينيين الى الاردن او مصر او اي دولة عربية اخرى». واوضح ان «هناك رسائل اخرى تطلب منا «عدم تغافل ما يسقط من ضحايا في الجهة الاخرى وعدم اقتصار الامر على تقديم وجهة نظر احادية الجانب، ويتهموننا بالانحياز ومعاداة السامية».

وفي هذا الصدد، رأى سيد الذي يتابع عن كثب الردود الاسرائيلية على المواقع المؤيدة للانتفاضة على شبكة الانترنت ان «ما يتبادر الى ذهنهم في اول الامر هو اتهام الآخرين بمعاداة السامية».

ومن جهته، يخصص موقع «اسلام اون لاين» صفحتين، الاولى للقضية الفلسطينية في مختلف مراحلها منذ بداياتها ومع التطورات التي تشهدها، في حين تركز الثانية على انتفاضة «الاقصى». ويشدد الموقع على الطابع الديني للانتفاضة اذ يخصص قسما لـ«الفتاوى والعمليات الاستشهادية» حسبما اوضحت احدى المسؤولات عن الموقع مكتفية بذكر اسمها الاول فقط. وردا على سؤال حول مصادر المعلومات، قالت المسؤولة ان الموقع يتعاقد مع مراسلين مختصين لتغطية كافة المواضيع مشيرة الى ما «لا يقل عن 18 الف شخص يقومون بتصفح الموقع يوميا».

وختم سيد قائلا «لقد خضنا حروبا كثيرة خرجنا منها خاسرين، باستثناء واحدة منها، آمل الا نخسر الحرب الحالية (الانترنت) خصوصا انها لا تكلف الكثير وانما بذل بعض الجهود فقط».