العلم سيهزم السرطان خلال القرن الحادي والعشرين

تقنية «الاستهداف الجزيئي» تضرب البروتينات المسببة للسرطان في الخلية وتتجنب الإضرار بالخلايا السليمة

TT

سان فرانسيسكو (الولايات المتحدة) ـ أ.ف.ب: اعاد التقدم المحرز خلال السنوات الماضية، الثقة الى الباحثين في مجال السرطان بعد اعوام من الاحباط، بحيث باتوا لا يترددون في تأكيد القدرة على القضاء على السرطان خلال القرن الحادي والعشرين. ويؤكد الباحثون المشاركون في المؤتمر السابع والثلاثين للجمعية الاميركية للابحاث السريرية للسرطان، الذي اختتم اعماله الثلاثاء في سان فرانسيسكو، في كاليفورنيا، ان الانجازات الاخيرة في مجال تقنية «الاستهداف الجزيئي»، التي تستهدف العناصر الدقيقة المسببة للسرطان في الخلية، وفك رموز المخزون الوراثي البشري تفتح آفاقا اكيدة امام الباحثين.

عقاقير علاج ووقاية ويقول الباحث الاميركي برايان دروكر مدير معهد السرطان في اوريغون ان الامل حقيقي في القضاء على السرطان ثاني سبب للوفيات بعد امراض القلب والشرايين، كما حدث في القرن العشرين بالنسبة لاوبئة مثل السل وذات الرئة والانفلونزا. ويضيف «سنتمكن في القرن الحادي والعشرين من التعرف على كافة الظواهر الجزيئية الممرضة في كل انواع السرطانات، ولن نتمكن فقط من وضع الادوية التي تقتل السرطانات وانما ادوية تقي من الاصابة بها».

ولا شك ان دروكر يعرف عما يتحدث، فهو الذي اعد اول دواء من نوعه لمكافحة احد سرطانات الدم لدى شركة «نوفارتيس». ونجح الدواء (غليفيك) في شفاء 90% من المرضى المصابين بنوع نادر من سرطان الدم كان شفاؤه متعذرا وهو سرطان نقي العظم المزمن.

والدواء هو الاول الذي يعد بموجب تقنية «الاستهداف الجزيئي» التي تتيح استهداف البروتينات المسببة للسرطان في الخلية وتجنب الاضرار بالخلايا السليمة.

ويتذكر الطبيب لاري نورتون من مركز ميموريال سلون كيتيرنغ للسرطان قائلا «قبل ثلاثين سنة عندما كنت لا ازال ادرس الطب كان الجميع يقولون لي تجنب علوم السرطان لان الخلايا السرطانية تنشأ نتيجة عوامل متعددة وليس هناك امل ابدا في التوصل الى علاج لها». اما الآن فلا يتردد الطبيب في الحديث عن «ثورة جديدة» ساهمت فيها جدولة رموز المخزون الوراثي البشري وكذلك تقدم علوم البروتينات.

ويقول ريتشارد كلاوسنر من المعهد الوطني الاميركي للسرطان «للمرة الاولى بات لدى الباحثين مستلزمات ضرورية للكشف عن دقائق العناصر المكونة للخلايا السرطانية والبروتينات المسببة للسرطان». ولا شك ان امكانية الحصول على تحليل دقيق للمخزون الوراثي لكل مريض بفضل الشرائح الالكترونية الدقيقة التي يجري تطويرها لنسخ دقائق الحمض النووي المنقوص الاوكسجين الذي يحتوي على المعلومات الوراثية، ستتيح تحديد الخصائص المرضية لكل مريض على حدة. ويقول الطبيب جون مندلسون من مركز اندرسون للسرطان في تكساس، ان هذه الثورة اساسية لانها ستفتح الطريق امام ايجاد علاج يلائم كل مريض.

ويقول مايكل بيشوب مكتشف المورثات المسرطنة (الجينات المسببة للسرطان) والحائز جائزة نوبل للطب مناصفة لعام 1989 «نأمل ان نتمكن من تحديد مدى استعداد كل شخص بدقة للاصابة بالمرض ووضع علاجات هادفة لان الوقاية ستكون هدفنا النهائي».

ومع التقدم المحرز بات من الممكن حاليا شفاء نصف حالات السرطان. ومع ذلك فانه ينبغي الحذر من المبالغة. ويقول جان ايف بييرغا من معهد كوري الباريسي «سيستمر السرطان، للاسف، في التسبب في الكثير من الوفيات خلال السنوات القليلة المقبلة».