ورشة عمل في دمشق حول إنشاء شبكة للرصد البيئي شرق المتوسط

TT

اقيمت اخيرا في دمشق ورشة عمل حول انشاء شبكة للرصد البيئي طويل الامد في شرق البحر المتوسط مشروع (روزيم) التي نظمها المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والاراضي القاحلة (أكساد) التابع لجامعة الدول العربية ومقره الدائم (دمشق) بالتعاون مع وزارة الخارجية الفرنسية، لبحث تقارير المواقع الرائدة للشبكة في كل من سورية ولبنان والاردن واستكمال وثيقة المشروع تمهيدا لعرضها على مؤسسات التمويل الدولية.

وشارك في الورشة ممثلو الدول المعنية وخبراء دوليون وممثلون عن معهد البحوث الفرنسي من اجل التنمية ومرصد الصحراء والساحل حيث ناقشوا اهداف مشروع روزيم وسمات مواقع المراصد للشبكة ومواصفات وخصائص المواقع في كل من سورية ولبنان والاردن.

الدكتور حسن سعود مدير عام (اكساد) ذكر ان المشروع يهدف لوضع اسس لمراقبة وحماية البيئة في جزء من العالم يتميز اصلا ببيئة هشة ومهددة بالتدهور، وسيتناول رصدا لمختلف عناصر ومكونات البيئة من مياه وتربة ونبات ويرمي الى استنباط اسس وتطوير مؤشرات لحالة التوازن والاستدامة والاستقراء.

وقدم المسؤولون المعنيون المشاركون عن الدول الثلاث اقتراحات في الورشة لاختيار اماكن ومواقع محددة في كل دولة للرصد البيئي. ففي سورية تم تقديم اقتراح من قبل وزارة البيئة السورية لموقعين الاول في حوض الساحل وهو منطقة دمرخو شمال اللاذقية، كموقع نموذج لانشاء الشبكة، والثاني في جبل البشري في تدمر بالبادية السورية. اما في لبنان فتم اقتراح مواقع شبه صحراوية جافة وهي بعلبك الهرمل او منطقة ساحلية وسط لبنان تعيش تحت ضغوطات بيئية متزايدة مما يؤدي لتدهورها بشكل سريع وفي الاردن تم اقتراح منطقة دير علا في وادي الاردن ومنطقة المفرق.

الدكتور جان خوري الخبير في اكساد والمشرف على الورشة ذكر بأن المشروع يهدف الى انشاء شبكة للرصد المائي والبيئي طويل الامد تحت اسم شبكة روزيم التي تهدف الى توفير قاعدة معلوماتية اساسية تسمح بتقييم الوضع الراهن لثلاثة انظمة طبيعية وهي النظام المائي والنظام البيئي والايكولوجي او النظام الاجتماعي والاقتصادي. وسيتم من خلال الدراسات اعداد استراتيجيات لتنمية مستدامة على مستويات مختلفة كما سيتم وضع استراتيجية بيئية.

ويتميز المشروع بمنهج تكاملي وشمولي يربط بين المياه والبيئة والتنمية وهو يشكل اداة ثقافية وقاعدة معلوماتية تساهم بشكل عام في الانشطة العالمية ذات العلاقة بالتغير المناخي والتصحر والتنوع الحيوي وبشكل خاص في وضع استراتيجيات على مستوى المشرق العربي في مجالات التنمية المستدامة للموارد الطبيعية المتجددة وتنمية حماية الموارد الرعوية وادارة مناطق الزراعات المطرية وادارة المناطق المروية المتأثرة بالتملح بشكل خاص.

وسيتم دراسة مشكلات التملح والتلوث في منطقة دير علا في وادي الاردن اما مشاكل تدهور الغطاء النباتي والتربة فيتم دراستها في مناطق رائدة في كل من منطقة تدمر في سورية او الهرمل وبعلبك في لبنان ومنطقة المفرق في الاردن. اما المناطق الرائدة الساحلية فهي تتميز بمشكلات بيئية معقدة ناجمة عن التوسع الحضري والتكثيف الزراعي والنشاطات السياحية والصناعية.

كما سيتم في هذه المناطق دراسة آثار هذه الضغوط على موارد المياه والتربة، خاصة تأثيرات تداخل مياه البحر المالحة مع المياه العذبة في الطبقات المائية الساحلية وكذلك ظواهر انجراف التربة والصخور من سفوح الجبال المطلة على السهول الساحلية وظاهرة التلوث من المصادر المختلفة الحضرية والصناعية والزراعية.