دراجات المستقبل تنطلق بسرعة السيارات

طلاب ألمان يصنعون نموذجا لدراجة تسيرها الطاقة الشمسية تشتمل على نظم إلكترونية مطورة

TT

يبدو ان دراجة المستقبل الهوائية تقترب في تصميمها وسرعتها اكثر فاكثر من تصميم السيارة الاعتيادية، لكنها تتفوق تماما عليها وعلى نموذج الدراجة التقليدية ايضا من ناحية البيئة والاقتصاد. ويبلغ طول «دراجة المستقبل» التي صممها طلبة الجامعة التقنية في دارمشتادت، باشراف اساتذتهم، حوالي 3.5 متر، تسير على عجلتين مختلفتي القطر، يغطيها سقف من الخلايا الضوئية، مزودة بمقعدين، وزنها 40 كلجم وتعمل الكترونيا لايصال سائقها الى اية بقعة يبغيها بسرعة 40 كلم/ساعة. واطلق الطلبة على الدراجة اسم لويفر (العداء) وينتظر ان يعرضوا النموذج المتكامل الاول منها في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل لينتقلوا بعد ذلك، وبعد العثور على ممول، لانتاج السلسلة الاولى منها للسوق، علما انه سبق لطلبة دارمشتادت، بدعم من الجامعة التقنية، ان عرضوا نسخة اولية منها في معرض «اكسبو 2000» الدولي في هانوفر نالت اعجاب الكثيرين. وحسب تصريحات كريستيان هيسلنج المتحدث الرسمي باسم «مشروع لويفر»، فان احد «الاثرياء» العرب عرض اثناء المعرض مبلغ 50 الف مارك لشراء النسخة المذكورة، كما عبر رجل اعمال سويسري عن رغبته في اقتناء 80 دراجة منها. تصميم عصري وتتألف دراجة المستقبل من 150 قطعة صنعت معظم انابيبها من الالياف الكربونية والزجاجية، كما استعيض عن البرشام والصواميل بالمواد اللاصقة في معظم اجزائها. وتستعيض الدراجة الهوائية التي بدأ العمل بتصميمها عام 1998 عن الدواستين الاعتياديتين بحلقتين تداسان مثل دواسة بنزين السيارة لتسيير الدراجة. كما تخلى المصممون عن السلسلة المزيتة التقليدية في الدراجة واعتمدوا محلها سيرا (حزاما) تمت صناعته من الياف الكربون الخشنة طوله 5.5 متر يمتد داخل بدن الدراجة ولا يظهر الا في مواقع محددة. وبدلا من تحريك الدراجة عن طريق الضغط المسلط من قبل الراكب على الدواستين بهدف تدوير العجلة الخلفية، كما هو الحال مع الدراجة الاعتيادية، فقد صُمم «العداء» كي يجنب السائق الكثير من الجهد العضلي، اذ تتحرك الدراجة بواسطة ثلاثة محركات مخفية بالقرب من العجلتين وتحت المقعد الاول وتستمد طاقتها من بطارية قوية. ويمكن للدراجة شحن بطاريتها بثلاث طرق مختلفة وبالتالي تزود السائق بعدة بدائل لمواجهة كافة الاحتمالات. فالدراجة مزودة بدينامو اعتيادي يعمل على شحن البطارية عن طريق دوران العجلة والاحتكاك، كما انها مزودة بسقف من الخلايا الضوئية التي تستمد طاقتها من ضوء الشمس وترسلها الى البطارية اضافة الى محول للكهرباء يستفيد من الطاقة الضائعة التي تهدر عادة اثناء الفرملة ويحولها الى طاقة كهربائية ثم يرسلها الى البطارية. وتنتصب امام السائق لوحة الكترونية صغيرة تخبره عن السرعة التي بلغها واحوال الطريق وبعض الخرائط المحلية (ملاح الكتروني). ويسيطر على المعلومات والسرع عقل الكتروني صغير مزود بشريحة الكترونية مجهرية في مقدمة الدراجة، كما ان هناك منفذا يمكن من خلاله ربط «عقل الدراجة» بجهاز لقياس الضغط، ونبض وتخطيط القلب. وهي اضافة اراد منها المصممون جعل الدراجة جذابة باعين الاطباء (تخطيط القلب الاجهادي) ومرضى القلب الذين يمارسون الرياضة، ولكن ضمن جهود جسدية محددة. وطبيعي فان الشريحة الالكترونية تتولى حفظ المعلومات المستقاة من جهاز الضغط والنبض اضافة الى المعلومات عن سرعة الدراجة و تتيح امكانية الحصول عليها مباشرة او نقلها على قرص الى الطبيب (في حالة المرض) او الى شرطة المرور في حالة حصول حادث. =