المنظمة المسؤولة عن الثورة الخضراء والأغذية المعدلة وراثيا تصارع من أجل البقاء

انخفاض المساعدات المالية سيؤثر على مئات الملايين من البشر

TT

تصارع المنظمة التي جلبت للعالم الثورة الخضراء للبقاء من خلال ثورة المورثات. فقد اثرت منظمات قليلة على حياة الناس مثل هذه المجموعة الاستشارية في بحوث الزراعة الدولية التي لعبت دورا رئيسا في تطوير محاصيل احسن للدول النامية، رغم انها لم تكسب شهرة واسعة. وتشرف هذه المنظمة المسماة المجموعة الاستشارية الدولية للبحوث الزراعية على شبكة مكونة من 16 مركز بحث منها المركز الدولي لتحسين الذرة والقمح في المكسيك حيث قام الدكتور نورمان بورلاج بتطوير القمح العالي الانتاج والذي بدأ الثورة الخضراء في الستينات، وبالتالي خفف حجم المجاعة العالمية، ونتيجة لهذه الجهود كوفئ بجائزة نوبل للسلام في السبعينات.

لكن التكنولوجيا الحيوية تحل محل تكثير النبات بشكل تقليدي، وهو الشيء الذي يمتاز فيه هذا المركز ويتم اليوم اصدار رخص الامتياز للشركات والجامعات في ما يتعلق بالحبوب والمورثات والتكنولوجيا التي كانت السابق مشاركة، وبالتالي معرضة قدرة المراكز على توزيع الحبوب مجانا على المزارعين الفقراء للخطر. وكانت ميزانية المنظمة خلال السنوات الثلاث الماضية ضخمة جدا وتقدر بحوالي 340 مليون دولار.

ويقول الدكتور روبرت هيردت ان المنظمة تتخلف عن البقية، وهو نائب رئيس مؤسسة روكفلر، وهي احد المتبرعين للمجموعة الاستشارية بالاضافة الى مؤسسة فورد والبنك العالمي واكثر من 40 حكومة.

لقد انخفضت المساعدات الاجنبية على النطاق العالمي الى النصف خلال العقد الماضي. إذ يعتبر نقص الغذاء مشكلة محلولة اجمالا، واخذت امراض مثل مرض الايدز مقدمة المسرح. والآن تتصارع السلطات الصحية في العالم لإنشاء نظام لتوفير الادوية للدول الفقيرة، بالرغم من المعاناة لتوفير المحاصيل الزراعية.

ويقول ايان جونسون وهو تنفيذي في البنك العالمي ورئيس المجموعة الاستشارية الدولية للبحوث: «لا يعتبر الفقراء في الدول النامية مجموعة كبيرة. ولكن هناك حوالي 800 مليون شخص يعانون من سوء التغذية. ويتوقع ان يزداد عدد سكان الارض حوالي المليارين خلال العشرين سنة المقبلة».

ولهذه المجموعة نقادها الذين يدعون انه بالرغم من زيادة الثورة الخضراء لانتاج الحبوب بشكل كبير إلا انها تجعل المزارعين الفقراء يعتمدون على الكيماويات الزراعية التي تقلل من اشكال المحاصيل التي تزرع وتؤكل. ولا تحبذ بعض الدول النامية ان يتم تحديد جدولها الزراعي من طرف مجموعة علماء يأتون من دول صناعية بشكل رئيسي.

ويعتقد بعض العلماء في مراكز البحوث ان على المراكز الحصول على رخص امتياز لبحوثهم لكي يكون لديهم شيء للمقايضة مع الصناعة ولكن الآخرين يقولون ان هذا عمل خطير ويبتعد عن مساعدة مزارعي العالم الفقراء. ويقول الدكتور دونالد كانتريل وهو المدير العام لمعهد بحوث الرز الدولي في الفلبين الذي يعتبر جزءا من المجموعة الاستشارية للبحوث: «نحن لا نسعى لمحاكمة الآخرين». ولكن هذه المجموعة تستخدم بعض اساليب القطاع الخاص في التفاوض بشكل احسن مع الصناعة.

ومع ان مستقبل المنظمة، والمجموعة هذه ما يزال مجهولا فلا يمكنها بالتأكيد ان تعتمد على انجازاتها في الثورة الخضراء الى الابد ويقول جيمس ولفنسون رئيس البنك العالمي: «سنرسم صورة للمنظمة التي تتعلق بالمستقبل وليس بالماضي».

* خدمة «نيويورك تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»