أصبح بامكان السعوديين استخدام أجهزة الاستغاثة والبحث المعروفة بـPLB 406 وذلك بعد صدور قرار مجلس الوزراء الأخير بالموافقة على نظام ضوابط تسجيل طلبات تملك الأفراد لهذه الأجهزة التي ترسل اشارة استغاثة عبر الاقمار الصناعية في حالة تعرضهم للحالات الطارئة في المناطق النائية التي يتعذر الاتصال بها سواء في البر او البحر.
وكان مجلس الوزراء السعودي قد وافق في وقت سابق على انضمام السعودية لبرنامج البحث والانقاذ COSPAS/SARSAT الذي تم من خلاله انشاء مركز البحث والانقاذ في مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة حيث تغطي خدمات المركز منطقة الشرق الأوسط ومعظم دول أفريقيا وتركيا وايران وشرق آسيا.
وقال مصدر مطلع في رئاسة الطيران المدني في جدة لـ«الشرق الأوسط»، ان رئاسة الطيران المدني تتعاون في هذا الجانب مع وزارتي الداخلية والبرق والبريد والهاتف في وضع الاسس والقواعد المتعلقة بكيفية تسجيل واستخدام الافراد لهذه الاجهزة، وان مزيدا من التفاصيل سيصدر قريبا في هذا السياق.
من جانبه، أكد الدكتور علي بن عبد الرحمن الخلف رئيس الطيران المدني في بيان صدر بهذا الشأن من رئاسة الطيران المدني أمس، ان صدور قرار مجلس الوزراء بالموافقة على نظام ضوابط تسجيل طلبات الافراد لامتلاك واستخدام اجهزة الاستغاثة PLB 460 يأتي بما يؤكد اهتمام الحكو مة السعودية بكل ما يعزز دعائم الرقي والتطور الذي تعيشه السعودية في كافة المجالات الى جانب حرصها الشديد على دعم كافة انظمة سلامة الطيران والاتفاقيات الدولية المعقودة بشأنها، وقال الخلف ان تلك الاجهزة الالكترونية السهلة الحمل تمكن مستخدميها من الافراد من إشعار اجهزة البحث والانقاذ وذلك بارسال اشارة استغاثة عبر الاقمار الصناعية في حالة تعرضهم للحالات الطارئة في المناطق النائية التي يتعذر الاتصال بها سواء في البر او البحر، حيث يستقبل مركز البحث والانقاذ في مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة تلك الاشارة ويحدد الموقع بدقة متناهية واشعار أجهزة البحث والانقاذ للاستجابة الفورية للحالة.
وكان هذا البرنامج قد حقق نتائج عالمية بعد أن استطاع أن يحدد موقع سقوط طائرة صغيرة من طراز «سسنا» قرب منطقة باسيك في الهند وذلك بواسطة معلومات تم ارسالها من مركز البحث والانقاذ في مطار الملك عبد العزيز بجدة خلال شهر مارس (آذار) عام 2001، وتم انقاذ جميع الركاب الذين كانوا على متن الطائرة حيث تلقت رئاسة الطيران المدني رسالة شكر من مركز البحث والانقاذ في الهند على تلك الاسهامات التي قدمها مركز البحث والانقاذ في مطار الملك عبد العزيز الدولي.
يذكر ان عددا من الحوادث المأساوية وقعت في السعودية في السنوات الماضية خلفت وراءها العديد من الضحايا، خاصة وسط مرتادي البحر ومحبي البر الذين تحاصرهم السيول، بما لا يدع مكاناً للشك بأن هذا الجهاز سيساهم في انقاذ الكثير من الأرواح عند العمل به، وخاصة للحالات الطارئة في المناطق النائية.