علماء روس يؤكدون اكتشاف عنصر كيميائي جديد

الإنجاز تحقق بعد تجربتين متواليتين

TT

قامت مجموعة من علماء الفيزياء الروس، بإجراء عدد من التجارب المختبرية آخرها تجربة في شهر مايو (أيار) الماضي، نتج عنها تركيب ذرة عنصر جديد عدده الذري 116. وقد نفذت التجربة بتوجيه حزمة من أيونات عنصر الكالسيوم - 48 (عدده الذري 20)، ويبلغ عدد هذه الأيونات 2 x 10 قوة 19، على نواة عنصر الكوريوم - 248 (عدده الذري 96)، وهو من فئة العناصر المشعة الاكتينية التي تستخدم الطاقة المشعة في إحداث التغييرات الكيميائية. وأدى التفاعل إلى تركيب ذرة من العنصر الجديد الذي تحتوي نواته الذرية على 176 نيوترونا، ويقدر زمن فترته الحياتية بـ 50 ميلّي ثانية، وهذه الفترة الزمنية تعتبر طويلة جداً في المجال الذري وتحت الذري. وللمقارنة تقدر فترة حياة العنصر الذي عدده الذري 112 والذي جرى تركيبه في ألمانيا عام 1995، بـ 240 ميكرو ثانية، أي أقل تقريباً بـ 100 مرة من فترة حياة العنصر الجديد 116. وتعتبر هذه التجربة الثانية من نوعها في هذا المجال، إذ سبق أن أجريت تجربة مماثلة في أواسط العام الماضي، إلا أنه جرى تأويل نتيجتها بمثابة ولادة وانحلال نواة العنصر 116.

وأقدمت المجموعة العاملة على تكرار التجربة مرتين، كانت الأولى في نهاية العام الماضي، والثانية في مطلع العام الحالي، إلا أنه لم يتسن لها الحصول على نتيجة مقبولة. وتحقق لهم ذلك في الشهر الماضي، وذلك بتركيب العناصر 114 و 116. ويؤكد نجاح التجربة صحة المحاولة الأولى في تركيب العنصر 116، ويمنح ثقة تامة في إمكانية تركيب عناصر جديدة، لها صفات تتوافق مع الفرضية القائلة بوجود مجال مستقر تماماً للعناصر ذات النوى الذرية الثقيلة جداً وهي الفرضية التي تقدمت بها المجموعة العاملة على التجربة.

وفي تصريح له، أشار العضو المراسل لأكاديمية العلوم الروسية المشرف على التجربة يوري أوغانسيان رئيس مختبر التفاعلات النووية التابع لمعهد أبحاث الذرة الموحد في مدينة «دوينا» الواقعة بالقرب من العاصمة موسكو، إلى أهمية الاكتشاف الجديد لعلماء الفيزياء الذرية الروس. وهو لا يكمن في إمكانية تركيب عنصر جديد وحسب، بل حتى في إحداث تغيير جذري في بنية المادة الذرية التي تؤثر بدورها في صفات المنظومة ككل، ابتداء من النوى الذرية ثم الذرات نفسها وبالتالي جزيئات المادة. أي، بعبارة أدق، إمكانية تكوين مادة جديدة مبنية على أساس النوى الذرية الثقيلة جداً للعناصر المستقرة ذرياً والواقعة خارج نطاق حدود العناصر ما وراء اليورانيوم.