«الإطارات الخافتة» الزامية لتخفيف مخاطر الضجيج في أوروبا عام 2003

أساليب لتخفيف ضوضاء الحركة بصنع طبقات كاتمة للصوت في الإطارات والشوارع

TT

يتسبب الضجيج، وخصوصا الصادر عن السيارات، في وفاة 2000 شخص سنويا في المانيا واصابة اعداد لا حصر لها من الناس باضطراب السمع أو فقدانه، ولهذا يسعى الاتحاد الأوروبي لتقليل ضجيج الاطارات عن طريق التحكم بنوع اطارات السيارات المستخدمة على الطرقات الأوروبية. وعلى هذا الاساس فقد اقر الاتحاد الأوروبي نهاية الشهر الماضي تعليماته حول الحد الأقصى للضجيج الصادر عن الاطارات، نتيجة احتكاكها بالاسفلت، وذلك في محاولة لاجبار صناعة السيارات على التحول الى صناعة «الاطارات الخافتة» وستقع على دول الاتحاد مراقبة تنفيذ القرار من قبل شركات صناعة السيارات وسائقي السيارات في موعد اقصاه مطلع عام 2003.

وحدد البرلمان الأوروبي من مقره في بروكسل السقف الأعلى للضجيج المنطلق عن اطارات السيارات الشخصية (الصغيرة) بـ72 ـ 76 ديسبل (الوحدة الدولية لقياس الضجيج) وبـ75 ـ 79 ديسبل لسيارات النقل والشاحنات. وليس هذا السقف الاعلى سوى مرحلة اولى ستليها مرحلة لاستخدام اطارات اكثر خفوتا بدءا من عام 2006 وهو الجيل الثاني من «الاطارات الصامتة» التي يأمل الاتحاد الأوروبي بتحقيقها مع شركات صناعة الاطارات. وتوصل النواب الأوروبيون الى قناعة كاملة بمسؤولية ضجيج الاطارات عن اصابة الانسان بمختلف الامراض بعد ان اقر دراسة تثبت ان الضجيج الصادر عن الاطارات يتفوق على الضجيج الصادر عن المحرك حال تخطي السيارة لسرعة 40كلم/ ساعة. وتثبت الدراسة ايضا ان شركات صناعة السيارات نجحت بالتدريج في خفض الضجيج الصادر عن محركات السيارات الا ان شركات صناعة الاطارات تتخلف قليلا في هذا المجال.

إطارات خافتة وامتدح بيرند لانجة، خبير البيئة الألماني وعضو البرلمان الأوروبي القرار وقال انه لا يؤدي الى تقليل الضجيج فحسب وانما الى خفض استهلاك البنزين وتقليل اطلاق ثاني اوكسيد الكربون من السيارات العاملة على الشوارع والطرقات الأوروبية. واشار لانجه الى ان «الاطارات الخافتة» جاهزة الآن للسوق الالمانية وانه يأمل بالاسراع في تعميمها على البلدان الاوروبية الاخرى. علما ان شركات صناعة السيارات تمكنت من خلال التغييرات المقترحة على بنية السيارة خفض الضجيج الصادر عن السيارة الاعتيادية من 74.3 الى 68.8 وخفض ضجيج الشاحنة من 82.6 الى 76.9 ديسبل.

ويشير تقرير اتحاد صناعة السيارات الالمانية الى ان شركات السيارات عملت طوال العقود الماضية على خفض ضجيج المحرك وصندوق التروس والمحاور، واستطاعت خفض هذا الضجيج بمقدار 6 ـ 12 ديسبل حسب حجم ونوع السيارة. كما نجحت الى حد كبير في تقليل اهتزاز محركات الديزل ونجحت بتزويد الشاحنات بالمحركات «المغلفة» ضد الصوت، كما اثبتت انواع السيارات الكهربائية الاخيرة وسيارات خلايا الوقود التي طرحتها دايملر بنز بأن هذه السيارات اقل ضجيجا بـ 30% عن السيارات الاعتيادية وخصوصا عند الاطلاق وعند السياقة بسرعة أكبر.

وكانت دراسة لمعهد دراسات الضوضاء والاهتزاز عام 1998 في مدينة آخن قد توصلت الى نتيجة مفادها ان اطارات السيارات هي العامل الاساسي في اصدار الضجيج على الشوارع، وتوصل المعهد ايضا الى ان الضجيج الصادر عن الاطارات يتعلق بعرض هذه الاطارات اساسا اضافة الى نوعية المطاط المستخدم في صناعتها. فاطار السيارة البسيط المظهر عبارة عن خليط معقد من 25 عنصرا منها المطاط والحديد والمواد الصناعية الاخرى، والالياف. ويصدر الاطار عرض 195 مليمترا ضجيجا يزيد بمقدار 3 ديسبل على الضجيج الذي يصدره اطار عرض 155 ملم. وهذا يعني بلغة الضجيج ان الاطار الاعرض يصدر ضعف الضجيج الصادر عن الاطار الاقل عرضا.

وتعمل شركات صناعة الاطارات على تزويد اطارات السيارات بطبقة مطاط خارجية كاتمة للصوت تختلف في سمكها وتركيبتها حسب نوع السيارة ومكان استخدامها (داخل المدن او خارجها). وتواجه صناعة الاطارات مشكلة عويصة هنا، لأنه كلما زاد مطاط الاطارات نعومة قل صدور الضجيج عنها، الا ان مخاطر انفجار الاطار وتعرض السيارة للانقلاب تزداد ايضاً. وقد نجحت شركات صناعة السيارات في خفض ضجيج الاطارات بمقدار 2 ديسبل خلال السنوات العشر الماضية. وطرحت شركة الاطارات «كونتي» في السنوات الاخيرة ما يسمى باغلفة الاطارات التي استطاعت تقليص ضجيج الاطارات بـ 2 ديسبل اخرى. واذ تعمل «كونتي» على تطوير هذه الاغلفة تعمل شركتا «جووديير» و «ميشيلن» على تطوير ما يسمى بالاطارات «الهامسة» باستخدام مواد صناعية جديدة، وبأساليب تتآلف فيها بصمات الاطارات مع نوعية جديدة من الاسفلت.