«محول» بيولوجي لوقف انقسام خلايا الجسم

علماء ألمان يكتشفون طريقة لتوجيه ايعازات خارجية لوقف انشطار الخلايا السرطانية

TT

اعلن مركز الابحاث الالماني في كارلسروهه عن اكتشاف باحثيه لـ «محول» بيولوجي يمكن من خلاله التحكم في نمو وانشطار خلايا الجسم بواسطة ايعازات يصدرها الانسان من الخارج. واكد البروفسور هيلموت بوتا، رئيس معهد العلوم السمية والجينية التابع للمركز، ان «المحول البيولوجي» يؤهل الاطباء اصطناعيا لتنشيط او كبح عملية انقسام الخلايا ويضع بين ايديهم سلاحا مهما في مكافحة الامراض السرطانية. وقد تم تسجيل الاكتشاف لدى دائرة الاختراعات الاتحادية وينتظر ان يجاز الاختراع خلال وقت قصير.

وعن ماهية «المحول البيولوجي» ذكر البروفسور بوتا ان العلماء نجحوا منذ فترة في مراقبة وفصل جزيء اطلقوا عليه اسم CD44 وهو جزيء قادر على اختراق جدران الخلية وايصال الايعازات من الخارج الى الداخل، ومهمة هذا الجزيء التعرف على محيط الخلية وما اذا كانت هناك خلايا اخرى موجودة في الجوار. يقوم بعدها بنقل المعلومات حول الخلايا الخارجية الموجودة نحو بروتين خلوي داخلي معين اسمه «ميرلين» Marlin مهمته تحفيز او كبح جماح نشاط الخلية الانقسامي.

وثبت للعلماء وجود دور مهم يلعبه «ميرلين» في انتشار الخلايا السرطانية او وقفها في ظل ظروف معينة. وتوصل العلماء الى طريقة خاصة لتحميل CD44 باوامر الى بروتين ميرلين لوقف انشطار الخلايا ويعمل هذا الايعاز الخارجي على تحويل «ميرلين» من حالة فوسفاتية (معززة لانشطار الخلايا) الى حالة لافوسفاتية كابحة لانشطار الخلايا. وعلى هذا الاساس فإن ما يسمى بالمحول البيولوجي هو ترابط CD44 مع ميرلين وعملهما الكابح من خلال الايعاز الخارجي.

ومن المعروف علميا، على سبيل المثال، ان عملية التئام انسجة الجسم تتم عبر تكاثر الخلايا عن طريق الانقسام وبالتالي تعويض الخلايا التالفة. وهناك آلية معينة تجري في نواة الخلية ويتقرر على اساسها، حسب توازن دقيق، اما مواصلة الانقسام او وقفه.

وواضح ان مثل هذا التوازن مفقود في خلايا النمو السرطاني. وتعود اسباب ذلك إما الى اثارة غير اعتيادية للمحفزات، او الى انعدام الكوابح. وحسب معلومات البروفسور بوتا فإن خلايا جسم الانسان تشهد ما يقارب 10 قوة 16 (اي 10 مليون مليار) انقسام خلال فترة حياته. وتنشط عمليات الانقسام في الخلية بواسطة عملية «التحفيز»، ، وتتوقف بواسطة «الكبح» وهناك محفزات يطلق عليها اسم «الاونكوجين» Onkogen وكوابح جينية هي «نيوروفايبر» و«ماتوز ـ 2» او NF2. و«ميرلين» هو البروتين الموجود في الكوابح الجينية. وتم منح اسم «نيوروفايبر» و«ماتوز» لهذا الجين اثر اكتشاف مفعوله في نوع من سرطانيات الدماغ يحمل ذات الاسم Neurofibrmatoma حيث تمكن العلماء من تشخيص الخلل في هذا الجين الملتصق بالكروموسوم 22.

موقع انترنت www.fzk.de =