اختبارات نهائية مكثفة على رادار فرنسي يرى ما وراء الأفق

TT

يقوم المكتب الوطني الفرنسي للبحوث الفضائية (ONERA) بتجارب مكثفة تدخل مراحلها النهائية في ريف العاصمة الفرنسية باريس ،على رادار من طراز جديد ملقب بـ«نوستراداموس»، ويمكنه ان يرى بدقة متناهية ووضوح كامل على بعد يصل الى قرابة 2000 كلم وبدائرة كاملة على مدى 360 درجة.

ويدخل هذا الردار الذي طلبت إدارة التسلح الفرنسي العام تطويره منذ عشر سنوات تقريباً بموازنة تصل الى مئة مليون فرنك فرنسي في مرحلة اختباراته الاخيرة التي ترتكز فيها مهامه مبدئياً على مسح النقل البحري والجوي من طائرات وسفن، وبالتالي مراقبة الاراضي البعيدة ومهمات الانذار المبكر.

ويقول جلبير أوفري مدير مشروع رادار «نوستراداموس» الفرنسي عن هذه الاختبارات الجارية حالياً.. «لقد تمكنا حتى الآن من رؤية أهداف على بعد 1700 كلم، وكان وضوح رؤيتها وكأنها على بعد 5 كيلومترات، لكن يبقى الهدف الرئيسي من هذه المرحلة هو رؤية الأهداف الصغيرة جداً، والاهم من ذلك تحديد سرعتها».

ويعتمد جهاز هذا الرادار في موجاته القصيرة على طبقة الآيون سفير التي تسمح له بهذه الرؤية الدقيقة والتفصيلية البعيدة التي تصل الى 2000 كلم (وراء الافق )، وهو بذلك يخطو متفوقاً بميزتين على الرادارات الاميركية والاسترالية النظيرة له، الاولى وتتمثل بوحدة الموقع في الارسال والاستقبال معاً وهذا ما يتركه منفرداً بالتفوق على مشكلة فارق الوقت أثناء الرؤية الدقيقة والانذار المبكر والتصوير، والميزة الثانية وهي أن مرصده الهوائي يتمتع بثلاثة سواعد تمسح الرؤية في كل الاتجاهات بآن واحد (360 درجة). وعن مهمات هذا الردار فضلا عن حركة النقل البحري والجوي التي يختبر فيها الرادار حاليا، يقول جلبير أوفري مدير المشروع.. «هناك تطبيقات مدنية أخرى متعددة يمكن رصدها برادار نوستراداموس ذي الرؤية البعيدة المدى، مثل قياس التيارات البحرية وحالة البحار والمحيطات، إذ أن أجهزة هذا الردار ترصد حركة الهدف، وبقدر ما تكون السرعة كبيرة يكون سهلا تحديدها وقياسها».