مشروعان لرصد ملوثات الهواء في ستة مواقع بالرياض وإنتاج أعلاف غير تقليدية من مخلفات المطاعم

معهد أبحاث الموارد الطبيعية السعودي يعقد مشاريع مشتركة مع قطاعات دولية للاستمطار الصناعي

TT

أنهى مجموعة من الباحثين في معهد بحوث الموارد الطبيعية والبيئة بمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، الذي حاز أخيراً على جائزة مجلس التعاون لدول الخليج العربية كأفضل مؤسسة تعليمية لعامي 2000 و 2001، أنهى جزءا كبيرا من مشروع شبكة رصد جودة الهواء في مدينة الرياض، كما توصل خبراء المعهد إلى طريقة مطورة للاستفادة من مخلفات المطاعم لإنتاج أعلاف غير تقليدية، كما نفذ المعهد دراسة حول تقييم المياه الجوفية وإيجاد مصادر جديدة لمدينة موقق شمال غرب حائل.

وقال الدكتور عبد القادر محمد السري، المشرف العام على المعهد، بأن مشروع شبكة رصد جودة الهواء يتضمن إنشاء وتشغيل ست محطات ثابتة ومختبر متنقل، صممت بحيث يمكن الاتصال والتحكم بها جميعا بطريقة التحكم عن بعد من مركز الشبكة الواقع بالمعهد وقد زودت بأجهزة متقدمة لقياس مستويات ملوثات الهواء الرئيسية وتشمل اكاسيد النيتروجين واكاسيد الكبريت وأول اكسيد الكربون والأوزون وإجمالي المركبات الهيدروكربونية والعوالق الدقيقة، بالاضافة الى المعلومات المناخية كسرعة الريح واتجاهها ودرجة الحرارة والرطوبة النسبية والضغط الجوي.

وبين الدكتور السري ان هذه الشبكة تساعد على تحديد المتغيرات المكانية والزمانية لتراكيز ملوثات الهواء والتعرف على مدى الالتزام بمقاييس جودة الهواء وتحديد أهم مصادر تلوث الهواء، اضافة إلى بناء نماذج التنبؤ بانتشار ملوثات الهواء الرئيسية وربط مستويات التلوث بآثارها الصحية والبيئية والمساهمة في اتخاذ الإجراءات المناسبة في حالات الطوارئ والمساهمة في اتخاذ الاجراءات والحلول التخطيطية طويلة المدى والتوعية بقضايا تلوث الهواء على المستويين المحلي والوطني. وقد انتهت أعمال التركيب والتشغيل للمحطات الثابتة في كل من مستشفى الملك فهد بالحرس الوطني وحديقة الشفاء وموقع مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية ومحطة حي الربوة ومحطة اسكان طريق الخرج، اضافة الى المختبر المتنقل ومركز التحكم بالشبكة بالمعهد وسيتم قريبا انجاز المحطة السادسة، علما بأن عقد التوريد والتركيب للشبكة ومركز التحكم جاوز خمسة ملايين ريال.

واشار الدكتور السري الى ان المعهد توصل الى طريقة مطورة باستخدام التقنية الحديثة للاستفادة من مخلفات المطاعم لإنتاج اعلاف غير تقليدية، حيث خلصت الدراسة الى ان نسبة المحتوى الكيميائي لمخلفات الاطعمة من البروتين والنشويات بعد التصنيع ارتفعت إلى %29.3 و %41.57 على التوالي، مقارنة مع عينات قبل التصنيع وذلك نتيجة لتبخر الماء واستخلاص وإزالة أكثر من %10 من الدهون قبل التصنيع. ومن الممكن رفع نسبة الألياف ونسبة النشويات إلى نسب أعلى على حساب نسبة الدهون، وذلك بخلط كميات من الورق والكرتون المتوفرة في المخلفات المصاحبة لفضلات الأطعمة وانتاج اغذية للحيوانات المجترة وبشكل عام تعتبر نسب البروتين والكربوهيدرات متغيرة وغير ثابتة اعتمادا على كمية اللحوم والأرز المجمعة في كل دفعة.

وحول تفعيل دور التعاون الدولي يوضح الدكتور عبد القادر ان المعهد قام بالتعاون مع بعض المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة وجهات بحثية في بعض الدول الصديقة وتمثلت انماط التعاون مع هذه الهيئات في انجاز اعمال بحثية مشتركة او الاستعانة بخبرات من تلك الجهات للمساعدة على دعم الخبرة المحلية داخل المعهد أو في جهات بحثية أخرى في السعودية. وفي هذا الصدد وقعت مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية اتفاقيات تعاون مشترك مع العديد من القطاعات الدولية، وكانت البداية مع معهد ابحاث الثروة السمكية في جمهورية الصين الوطنية للتعاون في اقامة مشروع لتربية اسماك المياه العذبة في السعودية ومن خلال هذا التعاون تم نقل هذه التقنية الى القطاع الخاص، حيث انشئت العديد من مشاريع الاستزراع في بعض مناطق السعودية، كذلك تم عقد اتفاق تعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومعهد بحوث الصحراء الياباني، وتوقيع اتفاقية تعاون علمي بحثي مع مركز الطاقة البترولية الياباني بهدف تنفيذ برنامج بحث وتطوير لاستخدام التقنيات المختلفة في معالجة مياه الصرف الصحي لزيادة المسطحات الخضراء في السعودية. ويندرج تحت هذا البرنامج البحثي 18 مشروعا بحثيا يشارك فيها باحثون من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية ومن الجامعات المحلية، كما شارك فيها باحثون من عدد من المؤسسات اليابانية. ويجري تنفيذ هذه المشاريع في المواقع التابعة لمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية في مدينتي الرياض والخفجي، وقد قسمت المشاريع الى ثلاثة محاور هي: مجال معالجة مياه الصرف الصحي، مجال الري وترشيد المياه، مجال زيادة المسطحات الخضراء، وفي هذا الاخير ينفذ مشروع تقنية التشجير باستخدام الكائنات الحية الدقيقة التكافلية، ومشروع زيادة المسطحات الخضراء بواسطة منظمات النمو ومشروع تطبيقات التقنية الحيوية على نخيل التمر ومشروع بناء قاعدة معلومات عن التغيرات في كثافة الغطاء النباتي باستخدام تقنية الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية وغيرها من المشاريع التي تخدم المجال نفسه. وفي حقل التعاون الدولي، تشارك عدد من المنظمات الدولية والجامعات في بعض الانشطة البحثية التي قام بتنفيذها المعهد كمنظمة اليونسكو وبعض الجامعات الفرنسية، ويجري حاليا مناقشة القيام بمشاريع بحثية مشتركة مع بعض الجهات المتخصصة من الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والمكسيك في مجال تلوث الهواء والاستمطار الصناعي.

يذكر أن المعهد يقوم بتقديم خدمات استشارية الأبحاث والتطبيقات في مجال تخصصه للعديد من الوزارات والجهات الحكومية والقطاع الخاص.