جهاز نقال لعلاج أمراض عديدة بواسطة الأشعة

TT

صُنّع في روسيا جهاز طبي جديد لعلاج امراض عديدة باستعمال مجموعة من الاشعاعات اطلقت عليه تسمية «ميلتا» (Milta)، ويندرج الجهاز في قائمة الاجهزة الطبية المتخصصة في مجال العلاج الكمي. وآلية عمل الجهاز تكمن في الجمع بين تأثير الحقل الكهرومغناطيسي واشعاع الليزر والاشعة تحت الحمراء في الجسم في آن واحد. وقد اثبتت طريقة العلاج بهذه الواسطة فاعليتها في الشفاء من امراض عديدة. وجرى تصميم الجهاز بنوعين يستخدم الاول منها في المستشفيات، اما الثاني فهو للاستخدام الشخصي وهو عبارة عن جهاز محمول ويعوض عن عمل عيادة متكاملة في مجال الاستشفاء بالعلاج الطبيعي. وحجم الجهاز لا يزيد عن حجم لوحة مفاتيح الحاسوب الشخصي، ويتراوح وزنه بحدود الكيلوجرامين، وتقع على واجهة قسم الجهاز الخاص بالتحكم مجموعة من المفاتيح المفصلية لضبط مقادير تردد الاشعاع الموجه منه وقدرته على مواقع العقد العصبية في الجسم معوضا في ذلك طريقة الوخز بالابر الصينية.

وقد زود الجهاز بتعليمات مفصلة حول اختيار موقع العقد العصبية وفقا لنوع المرض والتحديد المضبوط لقدرة الاشعاع ونطاقه الموجي، كما ان الجهاز مؤهل للاستخدام في ازالة آثار التعب البدني والتهيج ومواجهة التأثيرات السلبية للبيئة وتنشيط التبادل الغذائي في الجسم.

وتتلخص طريقة العلاج باستخدام الجهاز بواسطة تأثير اشعة الليزر المنبعث منه الذي يقوم المجال المغناطيسي الصادر عنه برفع قابلية النفاذ الى الانسجة الحية واختراقها والسماح لاشعة لليزر بالتغلغل بعمق الى المواقع اللازمة في الجسم، في حين تؤدي الاشعة تحت الحمراء مهمة الكشف عن هذه المواقع.

وينتج عن تعرض خلايا الجسم للاشعاع حصول تأثير ضوئي كيميائي فيها يعتبر عاملا مساعدا على تسريع عملية التفاعل المتبادل بين تلك الاجزاء في مادة الخلايا التي تستجيب للأشعة الضوئية، وبالنتيجة يؤدي التفاعل هذا الى رفع المناعة وتقوية جهاز المقاومة في الجسم.

وقبل المباشرة في العلاج يجري تحديد تردد الاشعاع الكهرومغناطيسي الذاتي في جسم المريض بموجب تأثير الرنين الموجي الحيوي الذي يسهل اختيار وسيلة العلاج اللازمة. ويتعين الرنين بتعريض الجسم الى سلم متغير لاطوال موجات الاشعاع ومراقبة تأثير جهاز تصوير الدفاع خلال ذلك بغية تحديد رد فعل الجسم على موجة الاشعاع. والرنين الموجي هو نتيجة لتوافق موجة الاشعاع مع موجة الجسم وحصول تقوية في المحصلة النهائية لسعة الموجة المتولدة عنهما.

وتعود فكرة العلاج الكمي الى عدة سنوات، عندما صاغ العلماء نموذجا للهيكل الكهرومغناطيسي لجسم الانسان الذي يختلف في التفاصيل من جسم لآخر ويعتبر مؤشرا على معطيات الوضع الصحي العام للجسم واحتمالات تطوره المستقبلي.

ويمكن تحديد تركيب هيكل الجسم الكهرومغناطيسي بمعرفة قيمة حقل الموجات الكهرومغناطيسية الضعيفة المحيطة به التي تُقوَّم باشعاعها خلايا الجسم بتأثير تفاعل الشحنة الكهربائية التي تغلف جسيماتها مع الحقل المغناطيسي الضعيف المتضمن في اجزاء هذه الخلايا، وعلى اساس هذه المعطيات يمكن اعتبار حركة الدم واللمف في اوعية الجسم نوعا من حركة الجزيئات المشحونة والمتفاعلة مع بعضها بعضا ومع جدران الاوعية. وتعتبر هذه العمليات المعقدة مادة بناء هيكل الجسم الكهرومغناطيسي.

وتشير تجربة استخدام الجهاز الى تأثيره الايجابي في لئم آثار الجروح الناتجة عن العمليات الجراحية ودرء امكانية تقيحها.

ولدى استخدام الجهاز في علاج 60 مريضا بقرحة المعدة والاثني عشري المزمنة كانت النتيجة ايجابية في 54 حالة منها، وذلك بتقليل آثار الالتهاب الى حدود قصوى وتهدئة الآلام واختفاء الاستسقاء، كما لم يعط العلاج أية نتيجة تذكر لدى اربعة مرضى، كما ساء الوضع الصحي لاثنين منهم.

وقد أُنتج جهاز «ميلتا» نتيجة الجهود المشتركة لخبراء معهد الطاقة الهندسي العالي ومعهد طب الاسنان ومعهد ابحاث حالات الطوارئ والمستشفى العسكري المركزي في موسكو. ويجري استخدام الجهاز في الوقت الحاضر في اكثر من 6000 مؤسسة صحية في روسيا، وفي دول الرابطة المستقلة، كما يستخدم الجهاز في المؤسسات الصحية في كل من السويد ومصر وكندا والصين والبرتغال.