جهاز ألعاب جديد بتقنيات مطورة

«أولاد نينتندو» للألعاب الإلكترونية تنافس أجهزة الألعاب الأخرى بمزاياها المحسنة

TT

عرفت شركة «نينتندو» Nintendo بتسميتها الدقيقة لمنتجاتها ، ففي عام 1989، أطلقت الشركة على أول لعبة جوالة لها اسم «جيمبوي» GameBoy وهو اسم يعكس دقتها في الاختيار، حيث معظم مستخدمي اللعبة المذكورة هم من الذكور. وفي عام 1998، أصدرت «نينتندو» جهاز «ولد اللعب الملون» ColourGameBoy وهو الاسم الذي أعاد الى الأذهان حكاية النجاح في اختيار الاسم الدقيق للعبة.

في الأسبوع الماضي، وعن طريق بيع 115 مليون آلة «جيمبوي» مع 500 مليون لعبة منذ بداية تصميمها إلى يومنا هذا، أصدرت شركة «نينتندو» الجيل الجديد من هذه الألعاب، وهو عبارة عن آلة أكثر تطورا من الالعاب الالكترونية السابقة بشكل مميز، وقد أطلق عليها اسم الـ«جيمبوي المتقدم» GameBoyAdvanced ومن أبرز التغييرات التي تتمتع بها هذه الآلة الجديدة شكلها الجديد، إذ عليك الآن مسك الآلة أفقيا بدلا من الوضع العمودي، كما كانت الآلات السابقة تمسك. وسوف تلاحظ بسهولة أن المسافة بين يديك ستكون أكثر ابتعادا عما في السابق. و هذا الهيكل الجديد، يتيح فرصة إضافة زرين أطلق عليهما اسم «أزرار الكتف» Shoulder Buttons التي توجد عند الزوايا الأفقية من الآلة. ويستطيع هذان الزران القيام بمهمات جديدة (كتوفير أسلحة جديدة أو قفزات عالية...) حسب مخطط اللعبة. ويعتبر وجود هذين الزرين خبرا جيدا لمستخدمي اللعبة المخضرمين الذين، بعد إتقانهم استخدام زري الانطلاق والاختيار وفي الآلة الأصلية، ما زالوا يشكون من عدم استعمال أصابعهم الأخرى للعب. وبالإضافة إلى ذلك، فان هذه الأزرار الجديدة تعتبر عنصرا أساسيا في الشكل الجديد للآلة وتجعلها مقاربة لأداة التحكم لدى محطة العاب «سوني»، اي «بليستيشن» Playstation وهو ما تعتبره الشركة أمرا جديرا بالذكر، لان اللاعب سيستطيع استخدام الـ«جيمبوي المتقدم» كأداة تحكم في لعبة نينتندو الجديدة «جيمبوي كيوب GameBoyCube والمتوقع إطلاقها في أواخر هذا العام.

مزايا واضحة ويتمتع جهاز الـ«جيمبوي» الجديد بشاشة تفوق حجم الـ«جيمبوي الملون» بنسبة 50 في المائة وهي شاشة مستطيلة بدلا من مربعة وبقياس 240 عنصر صورة (بيكسل) و160 عنصر صورة على مدى البعدين. اما الشكل المقارب للمربع فهو بقياس 166 عنصرا و 146 عنصرا. كما تحتوي الشاشة أيضا على 23000 لون مختلف. وبالمقارنة مع لعبة الـ«جيمبوي الملون» التي تحتوي على 56 لونا فقط، يبدو الفرق بين الآلتين شاسعا.

و لكن هذا التقدم لا يقدم عروضا مجسمة، ولا يتيح الحصول على جودة ضوئية، ولا واقعية في الرسومات، مثل ذلك الذي توفره الـ«بليستيشن» التي قامت بتصميمها شركة «سوني» واذا أراد الـ«جيمبوي المتقدم» تحقيق ذلك، فسيتطلب الأمر قابلية كهربائية أكبر. ومع ذلك فهناك قلة من الأشخاص فقط، تشكو من عدم جودة وسائط العلام المتعدد الموجودة في ألعاب الـ«جيمبوي المتقدم»، وهذا بفضل مشغل 32 بت الذي يعتبر أسرع من مشغل 8 بت الذي كان يؤكد سمة الـ«جيمبوي» القديم. كما انه يوفر شفافية عالية في الصورة بالإضافة إلى صوت متطور يستطيع خزن مقاطع من حوارات حقيقية مسجلة.

ويبدو أن كل هذه المعطيات لا تطمئن بعض الأشخاص إلى أن لشركة «نينتندو» نيات حسنة في تصميم هذا الجيل الجديد من الـ«جيمبوي»، علما بأن الآلة ذاتها تكلف حوالي 100 دولار الا أن سعر اللعبة حوالي 40 دولار للخرطوشة (10 دولارات أكثر مما تكلفه لعبة الـ«جيمبوي» القديمة). ولهذا قد يعتقد البعض أن شراء الآلة الجديدة سيوقعهم في فخ، وسيكونون مثل من يشتري آلة الحلاقة كاملة بهدف اقتناء شفرتها فقط.

شكلان مختلفان قامت شركة «نينتندو» بتصميم توافق تراجعي Backward Compatibility للآلة الجديدة، حيث تستطيع اللعبة المتقدمة العمل مع 500 لعبة الـ«جيمبوي الملون». إلا أن هذه الألعاب لا تستفيد من القدرات المرئية التي تتيحها الآلة الجديدة. بالإضافة إلى ذلك فحجم الألعاب القديمة يبلغ ضعف حجم الألعاب الجديدة مما يعني أنه إذا ما وضعتها في الآلة الجديدة فان أطرافها تبقى خارجة ويبدو شكلها مثل شكل قطعة البرغر المستديرة التي تضعها فوق شريحة رفيعة ومستطيلة من الخبز، ورغم ذلك فقد كان باستطاعة الشركة إلغاء هذه الصفة إلا أنها كما يبدو فضلت الاحتفاظ بزبائنها القدامى.

ويبلغ عدد الألعاب في هذا الجيل الجديد 2 لعبة متاحة. فيما ستطرح المئات قريبا. ولكن رغم تمتع هذه الألعاب الجديدة بأفضل صوت وصورة إلا أنها تظل محدودة لما يتوقعه المشتري من لعبة «جيمبوي» عادية. فما تستطيع فعله قليل لا يتجاوز الجري والقفز والتقاط الكنوز بالإضافة إلى توجيه ضربات للأعداء. وعموما لا تستطيع مقارنة لعبة الـ«جيمبوي» الجديدة بكومبيوتر اليد المحمول ولكن بعد تأمل لإمكانياتها برسوماتها المتطورة وشبكتها المبنية داخلها، بالإضافة إلى قدراتها الصوتية الهائلة وعلبتها التي تأتي في ثلاثة ألوان مختلفة، يبدو ربما أن ثمنها الذي يبلغ 100 دولار فقط ليس باهظا، مقارنة مع كومبيوتر اليد المحمول الذي يصل ثمنه إلى 450 دولارا.

=