نظام تشغيل «مايكروسوفت» الجديد يوفر مزايا مطورة للاتصالات الإلكترونية الشخصية

ملامح مكملة لـ«وندوز اكس بي» تؤمن مكالمات هاتفية عالية الجودة واتصالات مرئية عبر الإنترنت

TT

ظل استخدام الهاتف عبر الإنترنت يشكو من البطء وتعطيل بعض المكالمات، كما يشكومن افتقاره الجودة في معظم الأحيان، الى أن قامت شركة «مايكروسوفت» اخيرا بتصميم نظام تشغيل عبر برنامجها «وندوز اكس بي» Windows XP، الذي طور قدرات استخدام الهاتف، الذي يعتبر أكثر وسائل المكتب استعمالا في أميركا.

وكان استخدام الكومبيوتر كهاتف «ذكي» اثار فضولا كبيرا لشركات الاتصالات المرئية وكذلك المستخدمين من رجال الأعمال ومديري المكاتب والموظفين في الشركات الكبرى عموما. وكان من الصعب أن يستطيع المتصلون عبر الكومبيوتر النجاح في اتصالاتهم دون اللجوء إلى جهة (مرشدة) ثالثة، مما كان يتطلب تكاليف باهظة بالإضافة إلى المعوقات العملية الأخرى. إلا أن كل هذا سيتغير بسرعة مع برنامج مايكروسوفت الجديد الذي سيتقدم جيل الإنترنت الجديد المقبل، وذلك بتوفير جودة صوتية أفضل للهاتف الكومبيوتري. كما يوفر البرنامج نفسه صفات أقوى من تلك التي يوفرها الهاتف العادي. وتستعد شركة «مايكروسوفت» أيضا لدمج صفات الإرشاد وهاتف عالي الجودة معا في نظامها الجديد «وندوز اكس بي» الذي يتوقع طرحه الى السوق في الخامس والعشرين من أكتوبر (تشرين الاول) المقبل.

لقاءات الفيديو وتؤكد شركة «مايكروسوفت» انها ستحول طبيعة الهاتف عن طريق مزج بعض الصفات مثل برنامج لقاء الفيدي وعلى الخط Online Video Meeting Software والمحادثة الصوتية على الإنترنت مع نسخة متقدمة من نظام هوية الشركة والمعروف بالباسبورت Passport. وهكذا، لن تكون المكالمات الهاتفية عبر الإنترنت في المستقبل أفضل جودة من المكالمات عن طريق الشبكة الهاتفية فحسب، بل سيوفر كومبيوتر المستخدم الشخصي العديد من الصفات المميزة، كالقدرة على معرفة إذا كان الشخص المطلوب مكالمته موجودا على كومبيوتره المكتبي أم لا قبل المكالمة، بالإضافة إلى قدرات «اتبعني Follow Me والتي تمكن الشبكة من ملاحقة الشخص ومعرفة مكانه سواء في المكتب أو في البيت أوإذا كان بالإمكان الاتصال به عن طريق هاتفه الجوال.

والطريف أن إحدى المزايا الصوتية المفضلة لدى رئيس «مايكروسوفت» وليام غيتسهي قدرة الاتصال بمطعم والحصول على لائحة الطعام التي تظهر على شاشة الكومبيوتر حين الاتصال. ومن جهة أخرى، يبدو أن الاتصال عن طريق الإنترنت يوفر للشركة دخلا كبيرا عبر خدمات الاشتراك مثل هوية المتكلم Caller ID، والبريد الصوتي Voice Mail، والتي عبرها ستبدأ الشركة منافسة بقية شركات الاتصالات المرئية.

وصرحت الشركة أنها تحاول زيادة دخلها من اشتراكات المستخدمين عن طريق مجمل برامجها واستراتيجية جديدة للانترنت والمعروفة باسم Net، كما أن هذه القوة الجديدة التي تحاول اكتسابها مايكروسوفت جعلت العديد من أصحاب الشركات المنافسة يعتقدون أنها تحاول سرقة الأرباح من صناعة الاتصالات المرئية تماما كما فعلت مع منافسيها مثل Netscape في صفقة برامج، عن طريق إضافة صفات جديدة إلى نظام التشغيل.

أما بالنسبة لخبراء الاتصالات وصناعات الكومبيوتر، فلم تعتبر حركة «مايكروسوفت» هذه مفاجأة، فقد صرح ريد أي هنت رئيس لجنة الاتصالات الفدرالية السابق قائلا «لا أعتقد أن مايكروسوفت أحدثت صدمة بوضعها لنظام Windows XP، علما بأنك في هذه الآونة، إذا كنت تريد الاتصال عن طريق الإنترنت، فعليك المرور بجهة إرشادية لتحقيق ذلك، ومن أبرز هذه الخدمات الهاتفية على الإنترنت، Dialpad وNetPhone. ويتوقع منافسو مايكروسوفت أن الشركة ستتحرك بطريقة تبعدها عن احتياج طرف إرشادي ثالث، وفي نفس الوقت تقربها من استراتيجية برامج شبكية تطلق عليها «مايكروسوفت» اسم Hailstorm.

معلومات شخصية ويعتمد برنامج Hailstorm على قابلية خزن معلومات شخصية، تتراوح من أداة التسوق إلى معلومات اتصال وتقويم، الخ.. وباستطاعة البرنامج نفسه معرفة إذا كان الشخص موجودا في مكتبه أو في رحلة عمل إلى مكان ما، غير أن هذه المعلومات تظل ضمن شبكة الشركة.

ومن جهة أخرى، لا تزال شركات الهاتف تجادل بأنها على بينة من وجود على الساحة ولكنها في نفس الوقت تعتقد بأن الشركة ستواجه عقبات عديدة حين دخولها السوق. ومن أبرز منافسي «مايكروسوفت» في نفس المجال شركة «اميركان اونلاين» التي تقدم مزايا وصفات صوتية مقاربة لنسخة «مايكروسوفت» من نفس الخدمة، الا أنها لحد الآن لم تعلن عن إمكانية إنجاز نسخة جديدة تطابق نظام Windows XP. أما بالنسبة لـ«مايكروسوفت» فان نظام الاتصالات الصوتية هذا يعد من أفضل الامثلة التي تظهر إصرارها على النجاح، وعلى تصميم قدرات هائلة، وهو أمر لم يكن معترفا به من قبل منافسيها لمدة طويلة.

* خدمة «نيويورك تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط» =