كراسي ببرامج ملاحة إلكترونية ذكية للمقعدين

علماء ألمان يطورون نماذج جديدة بمجسات ليزر وموجات فوق الصوتية وقادرة على التحدث

TT

صمم العلماء الالمان كراسي متحركة «ذكية» للمقعدين تحتوي على «ملاح الكتروني» آني يعينهم في شق طريقهم بين الزحام، ويسهم في تخفيف اعباء الحياة اليومية عنهم. واطلق الباحثون من جامعة اولم اسم الوصيفة MAID على الكرسي الذكي الذي صمموه في معهد ابحاث الطاقة والتطبيقات العملية في جامعة اولم وهو، كما هو ملحوظ، مختصر التسمية الانجليزية Mobility Aid for Elderly and Handicapped.

وتمت تجربة الكرسي «الوصيفة» في محطة قطار مزدحمة، فاستطاع بلوغ صاحبه وبلوغ الاماكن التي تم تحديدها له دون عناء ودون الاصطدام بالناس أو الاشياء، فالكرسي السيار مزود بملاح الكتروني يأخذ صورة عن المكان المعني ويرسم خريطة آنية تساعده على اجتيازه بين الزحام، وتعينه في ذلك مجسات تعمل باشعة الليزر للتعرف على الاشياء، ومجسات تعمل بالموجات فوق الصوتية لتبعده عن الاجسام المقابلة. ويستطيع الانسان المقعد بالطبع ان يستدعي الكرسي اليه بواسطة اداة التحكم من بعد (الريموت كونترول) وان يرسله ايضاً إلى الاماكن الاخرى.

ملاحة آمنة وحسب معطيات ايرفن براسلر، رئيس فريق العمل، فان «الوصيفة» قادرة على شق طريقها في الزحام خلف «مرافق» أو «مرافقة» تقوده إلى المكان المطلوب. وهذا يعني ان الكرسي السيار يمكن برمجته ليتبع «ممرضة»، تمشي امامه أو جنبه، من مسافة مترين إلى ثلاثة بلوغاً إلى الهدف المطلوب. كما يستطيع الكرسي التعرف إلى الاشياء الثابتة امامه وتفريقها عن الاشخاص المتحركين، فيشق طريقه بنجاح بين الانسان والجماد. وهذا ليس كل شيء لان الكرسي الذكي قادر على الحديث ايضاً، فينبه الانسان امامه بأدب عبر مكبر للصوت للتنحي عن الطريق ويعيد ذلك بصوت اغلظ حينما لا يستجيب الانسان الذي يقطع الطريق.

وحينما حاول احد العلماء مناكدة الكرسي اثناء التجارب وصار يتراقص امامه رافضاً التنحي عن الطريق، تصرف الكرسي ببرودة اعصاب، حسب تعبير براسلر وقال للباحث انه «يستسلم لامر اللّه».

واذا كان كرسي جامعة اولم مزوداً بملاح ومجسات فان كرسي الباحث اكسل جريس من جامعة بريمن، واسمه «الصديق» Friend، مزود بكومبيوتر يحرك الكرسي على اساس التعرف إلى الصوت. كما زوده الباحثون بيد آلية تتحرك بالصوت ايضاً ويمكنها التقاط الاشياء وتأدية بعض المهمات للمشلولين. وتستطيع اليد مثلاً ان تلتقط زجاجة الكوكاكولا وان تصب الكولا في قدح بعناية ودون ان تسقط اي قطرة على الارض.

وطرح فريق آخر من جامعة بريمن كرسياً شبه آلي اسمه رولاند Rolland يستخدم المجسات ايضاً ولكن فقط للسيطرة على حركة الكرسي في حالة حدوث شيء للمريض (قبل الاغماء). ويترك هذا الفريق الذي يقوده توماس روفر السيطرة على الكرسي للانسان المقعد، ايماناً منه بان المقعدين يخشون الكراسي الآلية ويلاقون صعوبة في التعلم على تحريكها. كما عبر روفر عن قناعته بان الانسان المقعد لا يود ترك الامور كلها بيد غيره وانما يحاول قدر الامكان التحكم ببيئته وحياته بنفسه ويفضل الكراسي شبه الاوتوماتيكية لهذه الاسباب.

وسبق للمخترع الاميركي دين كيمن بالتعاون مع شركة «جونسون وجونسون» ان صمم كرسياً اسمه IBOL يمكن من خلال عتلة معينة فيه، ترتيب العجلات الاربع بشكل زوجين فوق بعضهما بغية ايصال الانسان إلى الرفوف العالية. وهو كرسي عملي يمكنه تسلق المنحدرات والسلالم ايضاً ويتراوح سعره بين 20 و 25 ألف دولار. الا ان براسلر يعتقد ان «الوصيفة» اكثر جاذبية وعملية، لانه ينفع ايضاً للاستخدامات المختلفة. وتحاول جامعة اولم حالياً التعاقد على انتاج «الوصيفة» مع ادارات المطارات الكبيرة ومع المستشفيات والمعارض الدولية بالنظر للخدمات التي يمكن ان تقدمها لهذه المؤسسات. اذ يمكن استخدام الكرسي لايصال المقعدين إلى أي مكان في المطار بما في ذلك الطائرة دون الحاجة إلى مرافق كما يمكن استخدامه بشكل عربة لنقل الحقائب إلى اماكن هبوط الطائرات.

=