كشفت دراسات حديثة قام بها فريق علمي من ثماني دول منها فرنسا نشرت اخيرا، أن الأصل الوراثي لمرض الملاريا يعود الى الفترة بين 6400 وحتى 3000 عام قبل الميلاد. وهذا التاريخ ينسبه الباحثون الى التزامن مع بداية العصر الزراعي في منطقة البحر الابيض المتوسط وأفريقيا، الذي تسبب في انتشار المرض بشكل كبير عند شعوب المنطقتين.
ويقول الدكتور الفرنسي جيرارد لوفرانك مدير مختبرات المناعة العضوية الوراثية في جامعة مونبلييه ومركز البحوث الفرنسية الذي شارك في هذه الدراسة «اننا تساءلنا خلال بحثنا عما اذا كانت الملاريا موجودة حتى قبل هذه التواريخ المحددة. وهذا التساؤل هو الذي دل الباحثين خلال دراساتهم التي أجروها على بعض الأشخاص المصابين بأمراض وراثية نادرة، على أسباب مقاومة المصابين بهذه الامراض، لمرض الملاريا بشكل خاص». كما اشار الى الكيفية التي تفشت فيها عدوى هذا المرض بين عدد كبير من الناس الذين لا يتمتعون بنفس المناعة الوراثية.
وبينت تجارب الدراسات الوراثية على حمى الملاريا والمورثات التي تنقلها البعوضة لهذا المرض، ان الملاريا تظهر لدى الناس الذين عملوا في الزراعة وتربية المواشي وصيد الأسماك في المناطق المزدحمة بالسكان، لاسيما القريبة منها من المناطق المائية والمستنقعات في ظل ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة معاً.
لكن آن ماري مولان مديرة دائرة المجتمع والصحة في معهد البحث من أجل التطور، شككت في الجانب الاجتماعي والتاريخي من هذه الدراسة، وقالت «ان الجانب العلمي من هذه الدراسة هو قيم جداً، في الوقت الذي يبين فيه الجانب التاريخي ضعفاً واضحاً في الرصد». والمعروف أن الحكومة الفرنسية كانت قد أعلنت مساندتها الرسمية في برنامج البحوث الجارية للجانب الوراثي من هذا المرض المتفشي في دول العالم الثالث.