جيش من ذكور النحل المقاتلين لمكافحة طفيلي العسل

علماء ألمان ينجحون في تطوير «حراس» يقللون خسائر مربي النحل ملايين الدولارات

TT

توصل الخبراء الالمان في شؤون تربية النحل الى مكافحة طفيلي «فوروا» Varroa الذي يعتاش على العسل ويفتك بخلايا النحل المنتج للعسل، عن طريق تنحيل (عملية تنسيل النحل) جيل جديد من الذكور المتخصصين بمكافحة هذا الطفيلي. وافاد كاسبر بينفيلد، رئيس المعهد الالماني لعلوم النحل في هوهن نويندورف (قرب برلين)، بأن خلايا النحل العاملة في المعهد خلت من اصابات طفيلي «فوروا» طوال العام المنصرم، اي منذ استخدام جيل «حراس العسل» الجديد الذي تم تنحيله بهذه الطريقة.

وذكر بينفيلد ان طفيلي «فوروا» هو الد اعداء مربي النحل ومنتجي العسل، لانه يصيب صغار النحل ويعتاش على دماء اليرقات، كما ينقل الامراض الى كبار النحل ويتسبب بتكسير اجنحتها وتعطيلها عن العمل. ويستطيع طفيلي «فوروا» ان يبيد مستعمرة كاملة للنحل خلال عام اذا لم تجر مكافحته في وقت مبكر. ويقدر الخبراء الالمان خسائر قطاع انتاج العسل بسببه بحوالي 30 مليون مارك سنويا. ويراقب علماء المعهد حاليا خلايا النحل بواسطة الكاميرات التي تستخدم الاشعة فوق الحمراء للتأكد من فعالية جيل المقاتلين الجدد ولمراقبة تصرف الطفيلي في مواجهة اعدائه.

حيلة علمية وأشار بينفيلد الى ان علماء المعهد استطاعوا التغلب على مشكلة كبيرة قبل ان يبدأوا بتنحيل الجيل الجديد من النحل. اذ من المعروف ان وضع البيض هو من مهمات الملكة فقط في مستعمرة النحل، في حين تتفرغ العاملات للدفاع ضد الفطريات والبكتيريا وما الى ذلك، الا ان العلماء تغلبوا على هذه المشكلة بالحيلة. وضعوا نحلة عاملة (مقاتلة) مع نحل حديث الولادة في صندوق واحد، فاستطاعت العاملة ان تضع بيضا. ولانها بيوض غير مخصبة فقد نتج عنها الذكور فقط. قام العلماء بعدها بتلقيح الملكة بواسطة «حيوانات منوية» اخذت من هذه الذكور لانتاج جيل جديد من الذكور ورث عن العاملة الاولى قدرات كبيرة على مواجهة طفيلي «فوروا». علما ان طفيلي «فوروا» اكثر فتكا بذكور النحل الاعتياديين منه باليرقات.

وسيكون المعهد بحاجة الى سنوات اخرى من العمل على التنحيل بهدف تلبية حاجة السوق ووضع الطريقة بين ايدي مربي النحل ومنتجي العسل. وسيعمل فريق العمل على مواصلة مراقبة جيل النحل الجديد والتأكد من عدم ظهور اي بوادر عدوانية في سلوكه وضمان فعاليته في الحماية وفي انتاج العسل.

واقرت وزارة الصحة في المانيا حتى الان مادتين كيميائيتين لمكافحة طفيلي «فوروا» وهما مادتان غاليتان وثبت انهما تتركان شيئا من «المخلفات» الكيميائية في شمع النحل. وتتدخل المادتان في عملية الايض الجارية في مستعمرات الطفيلي كما تصعب عملية تنفسه، الا ان فعاليتهما تنخفض مقابل الارتفاع الملحوظ في مقاومة الطفيلي لهما. ويبحث خبراء النحل حاليا عن مواد جديدة لمكافحة الطفيلي القاتل لنحل العسل الا ان طريقة التنحيل الجديدة قد تدفع مربي النحل خلال بضعة اعوام الى ترك تلك المواد.