بلاستيك بيئي من الكلس

TT

اعلنت شركة ايكولين EcoLean السويدية لصناعة البلاستيك عن تحقيق «شبه ثورة» في عالم صناعة البلاستيك بعد ان نجح علماؤها في انتاج مادة مطاطة «رئيفة بالبيئة» لا تستهلك كثيرا من الطاقة ولا تضر بالبيئة في مراحل انتاجها واستهلاكها ولا تخلص منها كنفاية. علما ان دوائر البيئة الاوروبية تتعامل مع البلاستيك كمادة شديدة الضرر بالبيئة وتستهلك الطاقة والبيئة والموارد في كامل دورة حياتها، اي من انتاجها وحتى التخلص منها كنفاية خاصة. وذكر هانز راوزنج، رئيس الشركة الذي تصنفه مجلة فوربيس ضمن اثرى 40 شخصا في العالم، ان العمل في بناء مصنع المادة الجديدة سيبدأ هذا العام في الصين وانه يأمل ان تغطي المادة حاجة السوق العالمية خلال سنتين او ثلاث.

وعبر ايك روزن، رئيس قسم الصناعة الكيماوية في الشركة، عن سعادته بالتوصل الى صناعة مادة بلاستيكية هجينة تتحلل من نفسها وتتحول الى كلس بعد 60 يوما، كحد اقصى، من تعرضها المستمر الى نور الشمس. ويمكن للمادة ان تصمد لفترة طويلة في حالة حفظها بعيدا عن الشمس او في حالة تعرضها غير المستمر والمباشر للنور او الحرارة العالية.. واشار العالم الكيماوي الى انه جرب في البداية امكانية صناعة البلاستيك البيئي باستخدام خليط النشاء والمواد الكيماوية الا انه ثبت له بان المواد المطاطية الناجمة تتحلل بيولوجيا بسرعة ولا تصلح بالتالي لصناعة القناني والاغلفة والاكياس ... الخ. ثم جاءته فكرة ـ تصنيع البلاستيك ـ من الكلس بعد ملاحظته لبنية بيضة الدجاجة. اذ يشكل الكلس حوالي 95% من قشر البيضة وترتبط جزيئات الكلس مع بعضها بواسطة البروتينات الطبيعية التي تحافظ على هشاشة البيضة وتضمن عدم صمود غلافها امام نقرات منقار صغير الدجاج. وما فعله روزن هو انه استعاض عن البروتينات بمادة بوليوليفن Polyolefin وهي احد مكونات البلاستيك، التي يمكن الحصول عليها من النفط الخام او من الغازات الطبيعية. وهكذا فقد نجح علماء الشركة بتصنيع المادة الجديدة من 70 في المائة من الكلس و30 في المائة من البوليوليفن مع ضمان امكانية التلاعب بمدى مرونة المادة الجديدة عن طريق تغيير نسبة البوليوليفن. فتقليل نسبة البوليوليفن في «العجينة» يعني توجه العمل نحو انتاج الاقداح والقناني والمواد البلاستيكية الصلبة في حين ان زيادة نسبتها يعني العمل على انتاج الاكياس وورق التغليف والبالونات.

ان صناعة الاغلفة والقناني والاكياس من الكلس والبوليوليفن يجري باقل ما يمكن من استخدام الطاقة ولا تتطلب عملية التحضير غير ضبط النسب واضافة الماء وبعض المواد القليلة الاخرى. ثم ان الكلس متوفر بكثرة على المستوى العالمي ومن الممكن استعادته بعد استهلاك المواد المصنعة. والجانب الآخر البيئي في الموضوع هو كيفية التخلص من المادة الجديدة لان من الممكن تدوير الكلس، ثم انه لا ينجم عن تحلل القناني والاكياس الى مكوناتها الاصلية اكثر من كلس وبخار ماء وشيء ضئيل من ثاني اوكسيد الكربون.

وحسب معطيات روزن فان الشركة تخطط منذ الان لبيع «الرماد» المتخلف عن تحلل المواد البلاستيكية الجديدة لانه ينفع في معادلة ابخرة الاحماض الكيميائية المنطلقة من مداخن المصانع كما يصلح لتخليص الارض من هذه الاحماض الضارة.