55 في المائة من مساحة سورية تتعرض للتصحر

ظاهرة انجراف التربة أهم مسببات التصحر الذي يقود إلى آثار صحية وبيئية سيئة

TT

اقيمت اخيرا في مدينة اللاذقية الساحلية السورية ندوة حول الحد من انجراف التربة كأحد عوامل التصحر، نظمتها وزارة البيئة السورية وشارك فيها عدد من الاخصائيين والباحثين وخلصت الندوة الى مجموعة من التوصيات ومنها: ضرورة العمل على حماية التربة وانجرافها وآثارها السلبية على الاقتصاد والبيئة، والعمل على حماية تنظيم واستثمار الغابة بشكل سليم ـ التشدد في تطبيق قانون الحراج ـ عدم التعدي على المناطق المراجية طبيعيا تحت عنوان استغلال بعض الموارد الطبيعية لاماكن الاحتجار (رمل ـ حصى ـ رخام) تشجيع ممارسة الزراعة المستدامة واستخدام التقانات الحديثة في ادارة الموارد الطبيعية والتوسع في استخدام المكافحة الحيوية وضرورة تشجيع اسلوب التكامل الزراعي الحراجي والتوسع في زراعة الغراس الحراجية، وذلك بانتقاء الانواع المتأقلمة مع البيئة، وتفعيل قانون منع الصيد.

ودعت التوصيات الى اتخاذ التدابير الكفيلة لحماية الغطاء النباتي الطبيعي ولا سيما في المواقع المنحدرة وحماية الاحواض المائية والسدود من التلوث خصوصا من مصبات الصرف الصناعي وذلك بانشاء محطات معالجة والاسراع باصدار قانون البيئة لدعم وتفعيل دور العمل البيئي ـ التنسيق الفعال والمستمر بين الجهات البحثية المعنية كلها بالامور البيئية ولا سيما المشاريع البيئية قيد التنفيذ. العمل على تعزيز ودعم نطاق التوعية البيئية في مختلف المجالات، استخدام الاراضي وفقا لصلاحيتها الزراعية مع الاخذ بالاعتبارات البيئية، والعمل على اشراك المواطنين في اتخاذ القرار عند انشاء مشاريع تقع في نطاق سكنهم، تأسيس الاساليب الانشائية والهندسية في الاراضي التي هي عرضة للتعرية والانجراف المائي مثل السدود والجدران ومعابر المياه والقنوات المبطنة او الانبوبية.

آثار التصحر وفي مداخلات ومحاضرات الندوة العلمية المذكورة تحدث بعض المشاركين عن الآثار غير المباشرة للتصحر التي تنعكس على صحة السكان المحليين وتؤثر فيها سلبا ويتحمل المجتمع المحلي فاتورة نتيجة تفاقم عمليات النحت والتعرية وزحف العمران. وقد تم ضمن فعاليات مشروع مكافحة التصحر في سورية حساب القيمة الاقتصادية لهذه الخسائر كجزء من التدفقات السلبية الناجمة عن النشاط السلبي في التعامل مع البيئة المحيطة. واكد احد الباحثين ان هناك ملاحظة بازدياد عدد الايام ذات الرياح المحملة بالغبار في العديد من المناطق ويعود ذلك لسببين: اولهما الفلاحات العميقة التي تمت في البادية وثانيهما الجفاف الشديد الذي يصيب المنطقة بين فترة واخرى. كما اكدت الدراسات في المنطقة الترابط الوثيق بين الامراض وتلوث الهواء بالغبار والعواصف الرملية.

وقد ظهرت امراض يمكن تقسيمها الى اربع مجموعات وهي الامراض الصدرية والتنفسية وتصل نسبة الاصابة بها الى %60 والثانية الاصابة العينية وتصل نسبة الاصابة بها الى %70 والثالثة امراض الجهاز الهضمي وهي ناجمة عن تلوث الماء والشراب والتهاب الامعاء وهي تصيب %25 من السكان اما المجموعة الرابعة فهي المرض النفسي والتوتر العصبي وتصل نسبتها الى 90 في المائة ايام العواصف الغبارية.

وكانت الدراسات قد بينت ان %55من مساحة سورية تتعرض لظاهرة التصحر مما يستدعي مكافحة هذه الظاهرة ومسبباتها كانجراف التربة وزيادة التشجير ومساحات الرقعة الخضراء.