«غرينبيس» بدأت حملة واسعة لمكافحة التلوث على الشاطئ اللبناني

20 ألف طن من النفايات والملوثات الصناعية تقذف سنويا في مياه البحر

TT

أعلن مكتب منظمة السلام الاخضر «غرينبيس»، في بيروت، ان اكثر من 20 ألف طن من النفايات الصناعية الصلبة ترمى سنوياً في المياه على طول الشاطئ اللبناني، وطالب وزارة البيئة بالتحرك فوراً، لانقاذ البحر من التلوث.

وكانت المنظمة قد بدأت حملتها بحثاً عن مواد كيميائية تلوث المياه. ومن مكان قريب من صخرة الروشة انطلقت خمسة زوارق محملة بالناشطين البيئيين. ويشمل البحث مساحة 220 كلم من الشاطئ، تستمر خمسة عشر يوماً، وتطالب «غرينبيس» عبرها بحق المواطن في الحصول على معلومات حول المواد الكيميائية التي تستعملها المصانع وما يصدر عنها من نفايات تتلقفها البيئة.

وتوقفت الزوارق امام صخرة الروشة باعتبارها «رمز بيروت»، ليعلق اعضاء غرينبيس بصعوبة وبعد طول اناة يافطة كبيرة في مكان مرتفع من الصخرة كتب عليها شعار الحملة وهو «حقنا ان نعرف لنعيش بلا تلوث».

وعقدت مسؤولة حملات «غرينبيس» في لبنان زينة الحاج مؤتمراً صحافياً بحضور ممثل بلدية بيروت الدكتور سامي نصر وممثلة جمعية «الخط الاخضر» البيئية هنيدة ابي حيدر أكدت فيه ان الحملة «ستحدد الملوثات الكيميائية وكمياتها المستعملة، وهي وسيلة اساسية تسمح للمواطنين بحماية انفسهم من المخاطر التي ستفرض على صحتهم وبيئتهم نتيجة لاستعمال المواد الخطيرة التي ترمى في الطبيعة»، واضافت «ان اللبنانيين يواجهون مخاطر صحية مباشرة من عمليات التصنيع القذرة التي تنشر ملوثات في بيئتنا، ولكل مواطن الحق بمعرفة المخاطر التي يواجهها».

واكد الدكتور نصر على اهتمام البلدية بنظافة العاصمة، فيما اشار امين سر تعاونيات الصيادين في بيروت محمد كنيعو الى تلوث شاطىء بيروت من جراء النفايات الوافدة من مناطق لبنانية مختلفة من الشمال الى الجنوب، وطالب المسؤولين بتأمين المستوعبات اللازمة لتنظيف الشاطىء.

وتزور «غرينبيس» في جولتها مرافىء عدة، منها الجية وصيدا وصور وجونيه وجبيل والبترون وطرابلس وعكار قبل اختتام الجولة في بيروت مجدداً. وتؤمن المنظمة للمواطنين مجموعة من المعلومات والدراسات حول مختلف مصادر التلوث والتقنيات النظيفة البديلة.

وقد اوردت «غرينبيس» في بيان لها ان غياب المعلومات عن النفايات السامة شكل العائق الابرز في التعاطي مع مشكلة التلوث الصناعي في لبنان. ففي دراسة لم تنشر اجريت عام 1997 قدر ان اكثر من 20 ألف طن من النفايات الصناعية الصلبة ترمى سنوياً من دون اي رقابة، معرضة المواطنين الى مخاطر صحية نتيجة تلوث البيئة. كما يتم التخلص من نحو 62 ألف م3 من نفايات صناعية سائلة تنتهي على طول الشاطىء وفي الانهر متسببة بتدمير الحياة البحرية وملحقة أضراراً دائمة في قطاع السياحة في لبنان.

وأشارت التجارب التي اجريت في العديد من الدول الاوروبية والاميركية الى العلاقة المباشرة بين حصول المواطنين على معلومات وتمتعهم بالحماية البيئية. فعندما يحمّل المواطن الصناعات مسؤولياتها، تنجح هذه المصانع في تحقيق انخفاض في انبعاثاتها، وزيادة قدرتها على مراقبة التلوث. ففي ولاية مساتشوستس الاميركية تقلص استعمال المواد الكيميائية خلال 8 سنوات بنسبة 24 في المائة وانخفض انتاج النفايات السامة بنسبة 41 في المائة.

وقد ساهمت جولة غرينبيس في العام 1997 بتأمين معلومات حول تلوث الشاطئ اللبناني كانت الحاجة اليها ضرورية. وعلى الرغم من توفير ملف التحاليل النهائي لكافة الجهات المعنية، لم تتخذ اي خطوات لوقف التدمير البيئي. وفي هذا السياق تقف خلجان سلعاتا والدورة شاهدا على بيئة بحرية سرق منها غنى نظامها البيئي.

وطالبت غرينبيس في حملتها وزارة البيئة بـ«اتخاذ اجراءات لوقف اجتياح الملوثات السامة»، وتؤكد المنظمة الدولية ان وضع لائحة الملوثات هي خطوة اولية ضرورية.

=