طور علماء جامعة توبنجن الالمانية انفا الكترونيا قادرا على التمييز المرهف بين مختلف الروائح، وحتى اكثرها تشابها، وتفريق رائحة البشر عن الحيوانات. وذكر هانز ـ جورج رامنسي، الذي ترأس فريق العمل، ان العلماء اقتبسوا فكرة الانف من دراسات حديثة حول الفئران تفيد بأن القوارض تختار شركاءها الجنسيين، ابان فترة التوالد، على اساس روائح خاصة.
ويتألف الانف الالكتروني من وحدتين مختلفتين للقياس تتولى الاولى قياس الروائح حسب عدد الجزيئات المتراكمة عليها وتتولى الثانية قياس الغازات بطريقة التوصيل الكهربائي. وتم تصميم الوحدة الاولى كمقياس ميكرو ـ كوارتز QuarzMicroModule ينطوي على 8 مجسات (وحدات استشعار) يتألف كل منها من طبقات مختلفة من البوليمر. وتعمل هذه المجسات بالذبذبة، اذ تتغير تردداتها حسب عدد الجزيئات التي يتم امتصاصها. وتتألف الوحدة الثانية من 8 مجسات غازية تم تصنيعها من اوكسيدات معادن شبه موصلة. وحسب مصادر رامنسي فقد تم تصميم الانف حسب الخبرة المستمدة من القوارض التي تختار بعضها البعض، خلال فترة التكاثر، وفق الروائح المنطلقة من بعضها، كما تم «تدريب» الانف على المهمة من خلال التعرف على الروائح المختلفة المنطلقة من بول الفئران.
وبامكان الانف التفريق بين مختلف روائح الكائنات البشرية في حالة تدريبه ووضع تراكيب الروائح المنطلقة من كل كائن حسب المقياسين المذكورين اعلاه. كما اثبت الانف قدرة على التفريق بين روائح المواد المنطلقة عن المصول Serum البشرية الامر الذي يفتح ابوابا واسعة، حسب رأي رامنسي، للتعرف على التأثير غير الواعي للروائح المختلفة على السلوك البشري.
=