علماء أستراليون يحولون خلايا جذعية بالغة إلى أنسجة وعضلات وأعصاب جديدة

إنجاز علمي باهر قد ينهي الجدل الأخلاقي الدائر حول ضرورة إنتاج الأجنة بهدف علاج الأمراض المستعصية

TT

سيدني ـ ا.ف.ب: اعلن باحثون استراليون امس الخميس انهم قد يكونون حققوا انجازا علميا يتيح علاج الاضرار التي تصيب الدماغ والاعصاب والنخاع الشوكي مع نجاحهم في عزل خلايا جذعية عصبية بالغة، نمت مع انسجة وظيفية اخرى.

وقال باحثو معهد «والتر اند ايليزا هال» للبحث الطبي الذائع الصيت في ميلبورن، ان مرضى الزهايمر وباركنسون يمكن ان يستفيدوا من هذه التقنية.

وقال الاطباء الذين نشروا نتائج بحثهم في مجلة «نيتشر» امس انهم نجحوا في عزل اعداد كبيرة من خلايا الجذعية العصبية القادرة على النمو لتشكيل انسجة جديدة واعصاب وعضلات. وقالوا ان الانجاز قد يتيح انهاء الجدل القائم بشأن الابحاث الجارية على الاستنساخ العلاجي الذي يقوم على اخذ خلايا جذعية من اجنة بشرية مستنسخة يتم تدميرها لاحقا.

وقال رئيس الفريق بيري بارتليت ان الابحاث بينت القدرة غير المحدودة للخلايا الجذعية البالغة على النمو الوظيفي.واضاف «لقد تمكنا حقيقة خلال السنوات التسع او العشر الاخيرة من اكتشاف كنه الخلايا. وبعد ان حققنا ذلك، بات بوسعنا الان ان نبحث في الطرق التي تمكننا من تحفيزها كي تنتج خلايا عصبية جديدة تمكننا من ابدال الخلايا العصبية التالفة في الدماغ». واضاف ان الامر يرتدي اهمية كبرى نظرا لوجود جدل حول ما اذا كانت الخلايا الجذعية المأخوذة من انسجة بالغة سواء من الدماغ او الدم او اعضاء اخرى تمتلك القدرة نفسها على تشكيل انسجة مختلفة، كما هي الحال بالنسبة للخلايا الجذعية الجنينية». وتابع «اعتقد ان هذا هو اول برهان لا يرقى اليه الشك بان هذه الخلايا قادرة على النمو لتشكيل انواع مختلفة من الخلايا الوظيفية اكثر بكثير مما كان يعتقد».

وقال الباحثون الاستراليون انهم كانوا اول من عزل خلايا جذعية عصبية من فئران يمكن للباحثين ان يجروا تجارب للتأكد من قدرتها على النمو لتشكيل انسجة مختلفة. وقال بارتليت ان الخلايا العصبية الماخوذة من الدماغ كانت نقية بنسبة 80 في المائة. واضاف «قمنا بمزج هذه الخلايا بخلايا عضلية في انبوب الاختبار، وخلال ثلاثة الى اربعة ايام تحول معظم هذه الخلايا الى خلايا عضلية». وقال ان السؤال الكبير هو «هل سنتمكن من استخدام هذه الخلايا لتعويض خلايا عصبية تالفة بسبب تلف او جرح او مرض». وقال ان الهدف هو وضع دواء يقوم بتحفيز نمو هذه الخلايا بدون الحاجة الى تدخل جراحي او الى زرع خلايا جذعية من أجنة مستنسخة. وقال بارتليت «في بعض الحالات العصبية، مثل الاصابات او الجلطة، قد لا تكون هناك حاجة لزرع انسجة في منطقة متضررة». واضاف انه في حال امكن استخدام خلايا الجذعية البالغة لتعويض خلايا عصبية فقدت او تلفت بسبب مرض مثل باركنسون او الزهايمر، فانه قد يكون من الممكن كذلك تفادي رفض الجسم لخلايا جذعية جنينية.

ورحب الخبير الدولي المتخصص في الخلل الوراثي لدى المواليد هوغو موسير بالانجاز، لكنه اثار شكوكا حول قدرته على وقف الجدل الخاص باستخدام الخلايا الجذعية من اجنة مستنسخة. وقال موسير، رئيس قسم الاعصاب وطب الاطفال في مستشفى جون هوبكنز الجامعي في الولايات المتحدة ان الخلايا الجذعية البالغة قد تكون اقل فائدة للباحثين من تلك المأخوذة من الاجنة. واضاف ان «التجربة، والمنطق كذلك، يقولان ان الخلايا البالغة لديها امكانات ان تتحول الى شيء اخر، لكنها ليست افضل من خلايا الجذعية الجنينية».