خرائط معلوماتية روسية لرصد التلوث بالإشعاعات الذرية

TT

توصل فريق عمل علمي في روسيا إلى ابتكار تقنية جديدة متطورة في مجال تحليل وتقييم نتائج انتشار النكلونات (البروتونات أو النيوترونات في النواة) الذرية المشعة المنتشرة على الأرض وتضاريسها، وتأثير ذلك في البيئة الحية والإنسان.

وقد طبقت الطريقة الجديدة في منطقة عالية التلوث بالإشعاعات الذرية، تقع بجوار محطة تشرنوبل الكهروذرية التي تعرضت إلى كارثة انفجار أحد مفاعلاتها في عام 1986.

تقوم طريقة المراقبة الجديدة على أساس إعداد مخططات ورسوم خرائط المواقع الملوثة بتصويرها، بشكل أولي من الجو وقياس تركيز الإشعاع على الموقع مباشرة، بالاضافة إلى حساب عامل الزمن في توزيع هذا التركيز في الفضاء وتثبيت نتائج القياس على الخرائط، ومن ثم يقوم فريق العمل بحساب منسوب توزع وانتشار نفايات النكلونات الذرية المشعة بصورة مضبوطة على الخرائط بعد حساب العوامل الأخرى بما فيها صفات التضاريس الأرضية للموقع وعلاقة ذلك بجيوفيزياء وجيوكيمياء المناطق الملوثة.

* طريقة جيومعلوماتية

* ويشرف على عمل الفريق البروفيسور فيتالي لينيك رئيس مختبر التحليلات الجيومعلوماتية التابع لمعهد الكيمياء الأرضية والتحليلية المعروف باسم ف. نيرنادسكي، التابع إلى أكاديمية العلوم الروسية في موسكو.

وقد أشار لينيك إلى أنه يقوم، بعد تحليل المعطيات كافة التي ترد من فريق العمل، بوضع الصياغة النهائية للنتائج المستقاة من القياس وصياغتها بشكل منظومة متكاملة للمعلومات الجيولوجية، توضح الوضع الحقيقي للمناطق المعرضة للإشعاع كافة التي تمت دراستها في مناطق عديدة من روسيا. وعلى أساس نتائج هذه الدراسة يقوم فريق العمل باختيار أسلوب مراقبة التلوث وتحديد الطريقة الملائمة لذلك من مجموعة طرق مراقبة البيئة، وبالتالي فرز المواقع المعرضة إلى أعلى منسوب للتلوث أي لأكثر خطورة بين هذه المواقع وتأثير ذلك في الطبيعة الحية والبشر وتقييم الخسارة الاقتصادية الناتجة وحساب نفقات إعادة تأهيل هذه المناطق.

وتشتمل اللوحة الديناميكية لهذه المواقع، بالاضافة إلى ما تقدم، على تقييم سرعة ووسيلة انتقال الإشعاع على أساس معرفة تركيب التضاريس الأرضية للموقع، ومكونات السطح العلوي لها، أو غطاء تربتها، وصفات نوع النباتات الموجودة في الموقع ومستوى المياه الجوفية والخصائص المناخية فيه وغيرها من المعلومات التي يمكن على أساسها تقديم تقييم شامل والتنبؤ بالوضع الفعلي للتلوث في المنطقة وتحديد نسبة انتشاره في الأنهار، وترسب الإشعاع على المروج وتعيين منسوب النظائر الذرية الصناعية الجاثمة على التربة والنبات.

وقد تم استخدام تقنية المعلومات الجيولوجية هذه في المناطق الملوثة بالإشعاع في روسيا، ونتج هذا التلوث عن استخدام الطاقة الذرية في الأغراض العسكرية والمدنية بما فيها عمليات تعدين وتخصيب خامات عنصري اليورانيوم والثوريوم، والتفجيرات الذرية تحت الأرض، وحوادث العطب في الصناعات الذرية وخزن النفايات. وعلى أساس هذه الدراسة تم وضع خطة عمل متكاملة لغرض إعادة تأهيل مساحات شاسعة من الأراضي المعرضة للتلوث بالإشعاع الذري.

=