هل تتذكرون الفكرة القائلة ان التكنولوجيا ستجعلنا أكثر إنتاجية وتوصلنا للمنزل في وقت أقل، وتقربنا من عصر الرفاهية؟ انسوا كل هذا لأن هذه التكنولوجيا بدأت تقيدنا بالاغلال مع مكاتب عملنا. الإنترنت مثلا تبقيك في المكتب حتى ولو كنت خارج البلاد، والكومبيوتر النقال يربطك بالجداول الحسابية لمكتبك وانت تحلق على متن الطائرة، والهاتف الخلوي يمكن الاخرين من الاتصال بك سواء كنت في المطعم أو في الحمام.
وفي جهد مستمر لاستغلال ما تبقى من الدقائق الخاصة بنا، اي خصوصياتنا، يخوض صانعو الكومبيوترات المحمولة حرب علاقات عامة للفوز بقلوب زبائن هامين: وهم المديرون التقنيون الذين يشترون المنتجات بكميات كبيرة ليوزعوها على موظفيهم. ورسالة «مايكروسوفت»، الناجحة حتى الآن ـ ان كان ازدياد مبيعاتها يمثل مقياسا للنجاح تقوم على التالي: "لا تشتر اجهزة منظمات بالم. ومع صغر حجمها ورخص سعرها ودوام بطاريتها مدة اطول من منظماتنا، فان المزايا الأخرى هي أن منظماتنا تمكنك من أخذ وثائق تطبيقات «وورد» Word لتحرير النصوص، و«أكسل» Excel للجداول الحسابية معك لتحريرها في أي وقت وفي أي مكان".
تحديات «بالم» وترد «بالم» بقوة. اذ يجهز حاليا كل «بالم» طراز م 500 أو طراز م 505 بنسخة من برنامج «دكيومنتس تو جو 4.0» DocumentstoGo، أحدث إصدار لبرنامج رائع ينقل ملفات «وورد» و«أكسل» لمنظم بالم ليمكنك من تأليف وقراءة وتحرير وتصميم هذه الملفات. وعندما تعود للكومبيوتر في مكتبك، وتنقر على زر «تزامن» في جهاز بالم ستظهر التغيرات التي قمت بها على المنظم اثناء تجوالك، على الملف الأصلي المخزون في الكومبيوتر. ولنقل ملفات «وورد» و«أكسل» الى منظم بالم، ما عليك الا أن تجرها على أيقونة على شاشة الكومبيوتر. وفي المرة التالية التي تقوم بها بعملية التزامن سيتم نسخ هذه الملفات إلى المنظم، وبعدها يمكنك فتح الملفات وقراءتها وتحريرها في المنظم باستخدام أشكال مجردة من «وورد» و«أكسل».
ولأن منظمات بالم تقل في السرعة والذاكرة بالمقارنة مع الكومبيوترات الكبرى، فانه لمعالجة كل تصميم في الملف، تظهر ملفات «وورد» في بالم في أبسط التصميم: الداكن، والمائل، وألوان النص وهامش الفقرة. ويمكنك أن ترى الجداول ولكن لن يمكن ان ترى الصور، أو أي اختلاف في شكل النص. ومن مزايا قراءة ملفات وورد بهذه الصورة، الشكل المبسط وسرعة التحرير والتدرج.
ويبدو أن ملفات أكسل على بالم تشبه الملفات الأصلية على الكومبيوتر. ولكن الرسم البياني لا ينتقل، وسيضطر مستخدم بالم للقيام بالكثير من التدرج، اذ لا يمكنك رؤية الا ثمانية صفوف كاملة وثلاثة أعمدة على شاشة بالم. ومع ذلك فيمكنك التحرير مثلما تفعل على شاشة الكومبيوتر. وبالنقر على الشاشة والكتابة والجر بواسطة القلم الالكتروني يمكنك اضافة النص او مسحه وتوليد المعادلات. ويحتل كل من برامج وورد وأكسل المصغرة جزءا كبيرا من الذاكرة. ولكن بغير ذلك كان اداء «داتافيز» أحسن من مايكروسوفت في استغلال طاقة بالم القليلة.
ويمكن فتح ملفات وورد وأكسل بغض النظر عن حجمها بسرعة فائقة، اذ في منظم «بوكت بي سي» تتطلب بضع ثوان. ومن العوائق الأخرى التي لا تفصح عنها مايكروسوفت، هو انه بعد تحرير ملف على «بوكت بي سي» يتغير شكلها عن الأصلي، اذ يتم إزالة الكثير من المعلومات أثناء عملية النقل مثل شكل النص والهوامش والعنوان وأرقام الصفحات والوصلات واللوائح المرقمة تلقائيا والجداول والقوالب. ولذلك فاذا قضيت وقتا طويلا لكي تصمم أي شيء أكثر تعقيدا من مجرد مذكرات على الكومبيوتر،فاكتشافك أن كل جهودك قد مسحت قد يثير غضبك.
ومن مزايا برنامج «دكيومنتس تو جو» انه عندما تنقل ملف من المنظم الى الكومبيوتر، لا يقوم البرنامج باستبدال النسخة الأصلية فقط، وإنما يقوم برنامج يدعى «دوكسينك» DocSync بسرعة وبشكل خفي، بمقارنة النسخة المحررة مع الأصلية وثم يدخل التغييرات بشكل انتقائي. أي يقوم البرنامج بإدخال التغييرات دون التأثير على أي شيء آخر بالملف.
ويعتبر برنامج دوكسينك إنجازا مذهلا ولكنه لا قيمة له اذ لا يعمل الا مع ملفات مايكروسوفت اوفيس. ولذلك اذا كنت تستخدم برامج أخرى مثل «وردبيرفكت» او «وورد برو» او «كواترو برو» أو «لوتس 1 ـ 2 ـ 3» فلن يعمل برنامج دوكسينك. إذ سيتم نقل الملفات للمنظم،وقد تفقد بعضا من التصميم مثلما لو نقلت الملفات من بوكت بي سي.
ومن مزايا الاصدار 4، قدرته على عرض ملفات «باوربوينت» على بالم. ولكن عرض اللوائح ليس غرض بالم الرئيس ولذلك يبدو النص صغيرا جدا، ولكن يمكن النقر على منطقة معينة من اللائحة لتكبيرها ويمكن جر القلم الالكتروني على الشاشة لتحريك الصورة. وكما هو الحال في نموذج الكومبيوتر توجد أيقونات في زاوية الشاشة والتي تمكنك من التحويل من شكل لآخر. ولكن لا يمكنك تحرير أو عرض هذه الملفات الأمر الذي يدفع للتساؤل. ولكن الغرض من هذا هو التدريب. إذ بمراجعة اللوائح يمكنك الاستعداد للعرض وأنت على الطائرة او بالتاكسي أو خلف الستار قبل الظهور.
واذا اشتريت برنامج «دكيومنتس تو جو» فتحصل على إضافتين قيمتين: برنامج يمكنك أن تقرأ ملفات «أدوبي أكروبات» على بالم ولكن دون الصور وبرنامج بريد الكتروني يستقبل الرسائل ويمكنك من فتح ملحقات من وورد او اكسل او باوربونيت. وبالرغم من كل هذه المزايا، فبعض الاعطال في هذا البرنامج تسبب الاحباط: إذا حاولت ان تحول صفا أو عمودا كاملا في صفحة جدولية في أكسل، يقوم البرنامج بمسح كل المعلومات في الخانة الأولى من الجدول الحسابي، ولا يمكن استرجاع هذا العمل. ولا يمكنك النقر المزدوج على كلمة لاختيارها كما هو الحال في معالج النصوص على الكومبيوتر. وبالنسبة لمستخدمي الماكنتوش فلا يحصلون على برنامج باوربوينت أو دكسينك.
وبالرغم من هذا، فالاصدار 4 أحسن نمط من دكيومنتس تو جو للآن. ولذلك لا تعتبر منظمات بوكت بي سي الوحيدة التي يمكنها التحرير. فالآن بالم لا تلاحق مايكروسوفت وانما سبقتها.
* خدمة نيويورك تايمز ـ خاص بـ«الشرق الأوسط» =