استنساخ الماشية يقود إلى ثورة في عالم الغذاء

TT

سيدني ـ رويترز: أصبح الحلم حقيقة، وخلال فترة وجيزة ستطرح في الاسواق ألبان ولحوم منتجة من ماشية مستنسخة او قطيع مدعم بحيوانات مستنسخة. في ويسكنسون بالولايات المتحدة، بدأ قطيع من الماشية المستنسخة يدر ألبانا، بينما تنتظر الصين ميلاد اول بقرة مستنسخة في يناير (كانون الثاني). وتسعى شركة استرالية ـ نيوزيلندية لاستنساج ماشية من سلالات ابقار ممتازة لتصديرها للعالم.

ويقول انصار الاستنساخ انه سيحدث انقلاب في اسواق اللحوم والالبان التى تتعامل بمليارات الدولارات. الا ان منتقديه يطالبون بتوخي الحذر فيما يبدون قلقهم بشأن صحة الحيوانات المستنسخة. واشترت شركة «كلون انترناشيونال» الاسترالية ترخيصا خاصا بالتكنولوجيا التي انتجت في عام 1997 اول حيوان مستنسخ في العالم، وهو النعجة دوللي. وينتظر ميلاد اول بقرة مستنسخة من سلالة هولشتاين الممتازة المنتجة للالبان خلال شهر، او ما الى ذلك، وفي ما بعد ستولد بقرتان مستنسختان شهريا ايذانا ببدء عمليات استنساخ لاغراض تجارية.

وتتوقع شركة «كلون انترناشيونال» بالاشتراك مع شركة «ايه.جي.ريسيرش» النيوزيلندية لابحاث الاستنساخ، انتاج خمسة حيوانات من السلالات الممتازة سنويا لانتاج السائل المنوي للاسواق المحلية في استراليا ونيوزيلندا. ومن المتوقع ان يكون الطلب المبدئي على الحيوانات المستنسجة ما بين عشرة الى عشرين رأسا سنويا. ويبدو المستقبل مبشرا، ويقول ريتشارد فراي رئيس «كلون انترناشيونال» ان في الصين وحدها 4.5 مليون رأس من سلالة هولشتاين ذات صفات وراثية ضعيفة. كما ان ضعف الصفات الوراثية يمثل مشكلة لملايين من الابقار في الهند وبنغلادش. ويضيف ان «الحصول على صفات وراثية جيدة مباشرة سيكون له تأثير كبير في الصناعات في هذه الدول». ويعتقد فراي ان رخص اسعار الابقار المستنسخة سيجتذب الدول النامية في آسيا وشبة القارة الهندية، فضلا عن الدول المتقدمة في اوروبا واميركا الشمالية.

ويتكلف استنساخ بقرة 200 الف دولار استرالي (104 آلاف دولار اميركي)، بينما سعر البقرة الاصلية من سلالة هولشتاين بين 500 الف ومليوني دولار استرالي. ولكن هل ستباع البقرة المستنسخة بنفس سعر البقرة الاصلية؟ لا يعرف الخبراء ذلك بعد.

وستنشئ «كلون انترناشيونال» بنوكا لانتاج خلايا من عينات لانسجة حيوانات من السلالات الممتازة كضمان. وتتضمن الخطة تأسيس بنك لخلايا السلالات الممتازة في نيوزيلندا واستراليا لاستنساخ قطعان في حالة تفشي مرض الحمى القلاعية.

وتقدمت عمليات الاستنساخ سريعا بعد ان تمكن علماء من اسكوتلندا من استنساخ اول نعجة قبل خمسة اعوام، غير ان منتقدي عمليات الاستنساخ يخشون ان يفضي فقدان تنوع الصفات الوراثية للماشية عن طريق انتاج نسخ متكررة من الحيوانات من خلية واحدة، الى انتكاسة. ويقول بوب فيلبس من «جين اثيكس نتورك» ان «فقدان تنوع الصفات الوراثية امر خطير»، وان استنساخ حيوانات المزارع «مدفوع برغبة في استغلال اكبر لنظام الانتاج الحيواني».