شرائح حيوية بآلاف المورثات للإنذار المبكر في سمية الأدوية

علماء ألمان يكشفون سموم العقاقير الجديدة برصد نشاط المورثات المسببة للأمراض الخبيثة داخل الجسم البشري

TT

توصل علماء شركة «لينكسن» للعلوم البيولوجية، وهي شركة تابعة لعملاق الصناعة الكيميائية BASF، الى الكشف عن بعض العقاقير المسببة للامراض السرطانية عن طريق تشخيص تأثيراتها في مورثات معينة من جسد الانسان. وذكر الفريد باخ من شركة لينكسن، في المؤتمر الدولي لتقنية الكشف عن العقارات الذي انعقد اخيرا في بوسطن، ان علماء الشركة استطاعوا تشخيص 54 مورثة يحركها خليط من ثلاث مواد مهيجة للامراض السرطانية. واكد باخ ان علماء الشركة يعملون حاليا مع خبراء شركات الادوية الالمانية لاجراء اولى تجارب التشخيص المبكر للاعراض الجانبية للادوية المختلفة بطريقة تشخيص المورثات التي تفعّلها هذه الادوية.

ومعروف انه حينما تفعل العقاقير المختلفة فعلها على جسم الانسان فانها تؤدي الى حدوث سلسلة من التفاعلات التي تقودها مورثات معينة. وتتحرك هذه المورثات وتنشط قبل وقت طويل نسبيا من ظهور التأثير الجانبي لهذه العقاقير المختلفة على جسد الانسان، بل انها تنشط قبل وقت طويل جدا حينما يتعلق الامر بتأثير مادة مسببة للسرطان. ويحاول العلماء استخدام هذه الميزة بهدف استخدام المورثات النشطة للكشف المبكر عن الاضرار الجانبية للادوية وهو حقل بحث علمي جديد صار يحمل «الابحاث السمية الجينية» Toxicogenomicresearch.

ويستخدم العلماء في هذه التجارب شرائح الاحماض النووية (DNA) التي يبلغ حجمها حجم اظفر الانسان وتنضد عليها الاف المورثات. وتنشط هذه المورثات في حالة تعرضها للمواد السمية فتشع بطيف ضوئي معين يمكن التقاط صورته على شاشة الكومبيوتر. وتشع كل جين في حالة تعرضه لمواد سمية معينة بطيف ثابت يمكن تمييزه عن طيف المورثة الاخرى. ومن الممكن مقارنة هذه الاطياف وتشخيصها بواسطة بنك للمعلومات يحوي معظم هذه الاطياف ومخزون في ذاكرة الكومبيوتر.

وسبق لشركة «جونسون اند جونسون» الاميركية ان توصلت في شهر ديسمبر (كانون الاول) الماضي الى رسم اطياف المواد الضارة بالكبد المهيجة للنمو السرطاني. كما نجحت شركة «1 Phase» الاميركية ايضا في الكشف عن 30 مورثة يمكن ان تختبر بواسطة شرائح DNA العقاقير التي تسمم الكليتين.

ونوه هيلموت بارتش، من معهد الابحاث السرطانية الالماني، الى ان هذه المورثات قد لا تنشط بفعل المواد المسببة للسرطان فحسب وانما تتنشط بفعل مواد اخرى غير ضارة ايضا، وهو ما قد يلحق اضرارا بشركات صناعة الادوية. الا ان باخ من شركة BASF قال ان هذا لا يضر اقتصاديا بالشركات لان الانذار المبكر من الادوية الضارة قد يعين الشركات على وقف الابحاث الجارية حول عقار ما قبل البدء بعملية الانتاج والتسويق وان هذا سيختصر الكثير من النفقات عليها.

=