أول عملية زرع خلايا بأبعاد ثلاثية وسط انعدام الجاذبية

TT

بالبستهم التي صممت للفضاء الخارجي بعيدا عن كوكبنا وذلك للقيام باول تجربة حول زرع خلايا بابعاد ثلاثية تستفيد من انعدام الجاذبية وتنتهي في مطلع سبتمبر (ايلول) الحالي.

وللمرة الاولى بعد اشهر طغت عليها عمليات بناء المحطة وتوسيعها وصيانتها، ينصرف المقيمون في محطة الفضاء الدولية الى البحث وهو الهدف الرئيسي لمختبر الفضاء هذا.

ومن المهمات الاولى لفريق هذه البعثة العلمية الثالثة بعد ان قامت مركبة الفضاء «ديسكوفيري» بنقلهم الى المحطة منتصف اغسطس (آب)، اجراء تجربة لزرع خلايا يمكن ان تنمو بثلاثة ابعاد بفضل انعدام الجاذبية وهي ظروف لا يمكن ان تجتمع في مختبر على الارض بسبب الجاذبية.

وقائد الفريق فرانك كولبرتسون هو الذي اهتم بزرع 32 نموذجا من خلايا الكلى والمبيض والكولون قبل ان يضعها في حاضنة تحتفظ بها على درجة مستقرة من الحرارة تبلغ 36 درجة مئوية لعدة ايام.

ثم احتفظ رائد الفضاء الاميركي بثمانية من هذه النماذج المزروعة بعد ان حقنها بمادة للحفظ ووضعها في براد حيث ستبقى الى ان يتم نقلها على متن مركبة الفضاء المقبلة التي ستلتحم بمحطة الفضاء الدولية في مطلع ديسمبر (كانون الاول) المقبل لتعود بها الى الارض.

ولا يزال طاقم مركبة الفضاء الدولية يقوم بزرع خلايا اخرى في اطار اربعة برامج بحث تهدف الى معرفة ما اذا كان غياب الجاذبية على متن المركبة، يسمح بالحصول على خلايا من ثلاثة ابعاد شبيهة بالخلايا التي تتكون في الجسم البشري.

وعلى الارض، نرى ان معظم عمليات زرع الخلايا تنتج نماذج مسطحة ورفيعة يختلف التفاعل بينها عن تفاعل الخلايا التي تتكون في الجسم.

وقالت وكالة الفضاء الاميركية (ناسا) ان «هذه التجربة تشكل اول فرصة للعلماء كي يبدأوا زرع خلايا لم تتعرض ابدا الى جاذبية الارض».

واشار مركز «مارشال دو هانتسفيل» الفضائي (الاباما) الى ان هذه التجربة مهمة سيما انها بدأت بعد قليل من وصول الخلايا على متن مركبة الفضاء الدولية. وقال «بذلك سيكون من الاسهل للباحثين القيام بالمقارنة بين النماذج التي زرعت في الفضاء والنماذج التي زرعت على الارض».

ويقوم قائد الطاقم ومرافقاه، مساعده الروسي فلاديمير دجوروف والمهندس ميخائيل تيورينن بتجارب على انفسهم فيتناولون سيترات البوتاسيوم لقياس فعاليته ضد تكون الحصى في الكليتين وهي مشكلة كثيرا ما تحدث اثناء الاقامة الطويلة في حال انعدام الجاذبية.

ويراقب الطاقم ايضا حسن سير تجارب تشرف عليها مختبرات من على الارض، بينها تجربة حول الجزئيات الموجودة في السوائل كالحليب والحبر او الدهان قد تسمح بتصنيع مواد كيميائية جديدة.

من ناحية اخرى يتابع رواد الفضاء مراقبتهم للارض عبر نقل صور جديدة للغيوم والغبار البركاني فوق اوروبا ولصدع في كندا ولدلتا النيل ودلتا نهر يانغتسي في الصين وكذلك عن التلوث الصناعي الذي يغطي شمال شرق الولايات المتحدة.