العلماء يضيفون قطعة جديدة إلى لغز التسخين العالمي

بكتيريا تحلل غاز ثاني أكسيد الكاربون وتشكل غذاء لنباتات «البلانكتون»

TT

اكتشف العلماء اخيرا ان احد انواع البكتيريا الدقيقة التي كانت مجهولة تماما، يساعد على دوام الحياة في المحيطات وعزل ثاني اكسيد الكربون الناتج عن التسخين العالمي.

ومثل البكتيريا التي تعيش في جذور حبوب العدس او البازيلا، تستطيع هذه الميكروبات البحرية امتصاص غاز النيتروجين من الهواء وتركيبه في شكل كيماويات تزيد في اخصاب النباتات.

اما من يتناول هذه النباتات الميكروسكوبية فهو نوع من الحيوان الميكروسكوبي، وهذه العملية تؤلف مزيجا من الكائنات يعرف بنبات البلانكتون الذي يشكل بداية السلسلة الغذائية البحرية ولذلك يطلق عليها العلماء اسم «عشب البحر». وعلى غرار هذه التسمية يطلق العلماء على البكتيريا التي «تركب» النيتروجين اسم «خضار البحر»!.

والمعلوم ان علماء علم الاحياء كانوا يدركون بان البحر يحتوي على نظام تثبيت النيتروجين، إلا انه لم يكن بمستطاعهم معرفة المصادر باكملها. ويفسر جوناثان زهر بجامعة كاليفورنيا في مدينة سانتا كروز هذا الامر قائلا: في المحيط المفتوح، هناك كائن او كائنان فقط يعرف بأنهما يقومان بتثبيت غاز النيتروجين.

والآن وبمساعدة زملاء من مؤسسات اخرى، استطاع بولتون اكتشاف كائن ثالث وهو نوع من البكتيريا ذات التركيب الضوئي. وقد ذكر هؤلاء الخبراء ان هناك العديد من الميكروبات في البحر تستطيع تركيب غاز النيتروجين ولكنها غير معروفة. وتعد البكتيريا المكتشفة اول كائن استطاعوا حصاده في المختبر ومعاينة سرعة تثبيته للنيتروجين.

ويعد هذا الاكتشاف في غاية الاهمية بالنسبة لعلماء المناخ وعلماء الاحياء البحرية، وذلك ان قدرة المحيط على إزالة ثاني اكسيد الكربون من الجو كانت لا تعرف بشكل جيد بسبب عدم فهم الدائرة الحيوية المتعلقة بها.

ولكن ما يعرف الآن هو ان نبات البلانكتون يستطيع تحليل ثاني اكسيد الكربون وحبس الكربون في قشرته لتذوب بعد ذلك في مياه البحر او تتسرب الى القاع.

وقد صرح الدكتور زهر ان على العلماء معرفة المزيد عن انتاج المواد المغذية التي تقود عملية إزالة ثاني اكسيد الكربون المذكورة، اذا ما ارادوا تصميم اشكال على الكومبيوتر للتسخين العالمي. واضاف قائلا: «لقد عثرنا على مغذيات اخرى اكبر، واتوقع انها اثقل في وزنها الحيوي من البكتيريا الاخرى». إلا انه يتوقع مع بقية زملائه العثور على عدد اكبر من البكتيريا.

ومن جهة اخرى، وبدلا من البحث عن الميكروبات بشكل مباشر، يقوم الدكتور زهر بالبحث عن البصمات الوراثية، اي البروتين المسؤول عن تركيب النيتروجين. وهذه العملية تجعل من السهل العثور على الميكروب الذي يحتوي على الجينات التي تركب الغاز المذكور.

وهذا ما عثر عليه الفريق في عينات جمعت في جزر هاواي من خلال ديفيد كارل، وهو من جامعة هاواي في مدينة هونولولو. وبذلك استطاع جون واتربري من «مؤسسة وودز هول» للمحيطات وظواهرها في مدينة ماتشوسيتس من عزل هذه الكائنات.

واخيرا صرح جيد فيهرمان ودوغلاس كابون من جامعة جنوب كاليفورنيا قائلين: «كلما دققنا النظر في المحيطات، تأكدنا من اهمية الكائنات الدقيقة فيها!».

* خدمة كريستيان ساينس مونيتور ـ خاص بـ «الشرق الأوسط»