اختبار روبوتات إنقاذ أميركية في زلازل وهمية

فريق نجدة يساهم فيه روبوت يحدد موقع المصابين وآخر يتسلق الجدران لتصويره وثالث يرصد صيحات المستغيثين

TT

إن حدث وأصيبت منطقة سكانية ما بكارثة طبيعية مثل الزلازل، فالمشهد المتوقع هو، أن تهرع فرق انقاذ نحو المواقع المنكوبة، تتكون من افراد متخصصين تصحبهم كلاب مدربة على عمليات الإنقاذ، إلا أنه لم يعد مستغربا في هذه الآونة الاخيرة، أن نرى مجموعة من الروبوتات، وهي تشكل الفرق البديلة لفرق النجدة، يستطيع الروبوت الواحد منها أن يخترق ركام المباني بحثا عن المصابين. ويعرف عن هذا النوع من الروبوتات بأنه صغير الحجم وبدائي، ويعتبره البعض آلة نارية تشبه سيارات اللعب ذات التحكم عن بعد. وإذا ما استطاع الروبوت معرفة موقع المصاب، فانه يقف في مكانه، ويقوم بإرسال إشارات، بينما يبدأ روبوت آخر يحمل الكاميرات بتسلق الجدران المنخفضة. كما يمكن رؤية روبوت ثالث وهو يقف محاولا رصد صيحات النجدة المنطلقة من المصابين المستغيثين.

* زلزال وهمي

* وكل هذه العمليات تدخل ضمن تجربة الزلزال الوهمي الذي جرب أخيرا اثناء مباراة روبوكوب Robocop السنوية في مدينة سياتل، بالتعاون مع المؤتمر الدولي للذكاء الصناعي. ويعتبر هذا العام هو الثاني لإنشاء هذا النوع من الروبوتات التي تقوم بنجدة المصابين، حيث تدرب في رقعة من الأرض مجهزة بعوائق عديدة لهذا الغرض. وقام بتصميم الروبوت نخبة من الخبراء حول العالم، ولا تزال المنافسة قائمة بينهم على تصميم روبوت يستطيع دخول موقع الزلزال عبر سيل من القنابل والنيران. وتحديدا فقد اشتركت 4 فرق بتصميم الروبوت الجديد وهي كلية سوارثمور، وجامعة شريف للتكنولوجيا في طهران، وجامعة ادنبرة الاسكوتلندية، بالأضافة إلى جامعة يوتاه الأميركية. وقامت هذه الفرق بإطلاق الروبوتات في نموذج مجسم اختباري لبهو بناية. ويماثل المجسم بحجمه الحجم الحقيقي للبناية. إلا أن بعض الروبوتات كانت صغيرة ومستديرة، بينما كانت روبوتات أخرى كبيرة ومربعة وتشبه دبابات صغيرة. وقد قامت هذه الروبوتات باختراق الحطام داخل النموذج المجسم، وواجهت السلالم والتراب والعديد من العوائق الأخرى، حتى استطاعت إنقاذ دمى كانت تحت ركام من المكاتب أو محاصرة بالأعمدة. وفي مهمتها التجريبية كان على الروبوتات أن تبحث عن المصابين الفاقدين وعيهم، أو الذين حصروا في مكان صغير والذين كسرت عظامهم بسبب الحطام. وقد قامت بتصميم المجسم المذكور المؤسسة الوطنية للمقاييس والتكنولوجيا، التي تحاول تشجيع الباحثين على استخدامه. وصرح آدم جاكوف المهندس الذي قام بتصميم وبناء المجسم «الفكرة من وراء هذا الموضوع أن تمر الروبوتات عبر المجسم مرات عديدة». أما بالنسبة للكولونيل جون بليتش، وهو مدير تكنولوجيا الروبوتات في المؤسسة الوطنية للبحث والإنقاذ، وهي مؤسسة غير ربحية في سانتا باربارا بولاية كاليفورنيا، فان المهم تحقيق النفع العام من هذه التجربة وليس نتائج نظرية.

* روبوتات انقاذ

* وقد عين الكولونيل بليتش كقاضي تحكيم لمباراة سياتل، والمعروف عنه أنه كان ضمن المجموعة التي اشرفت على عمليات الإنقاذ بعد انفجار بناية أوكلاهوما سيتي الفدرالية عام .1995 وقد صرح بهذا الصدد «لقد قمنا بالبحث عن طرق لاشتراك الروبوتات في مثل هذا النوع من العمليات». وكان الكولونيل على وعي بقدرات الروبوتات الكبيرة، التي كانت ترسل من قبل فرق ابطال مفعول القنابل لابطال عمل معدات وآلات التفجير. الا أنه صرح بأن هذا النوع من الروبوتات لا يستطيع القيام بما يستطيعه الإنسان بسبب حجمه الهائل الذي يصل وزن هيكله إلى ما يقارب 500 كيلوجرام. وأضاف بليتش «أصبح السؤال المطروح هو: هل أقوم بإرسال رجل اطفاء مرن يستطيع تفادي عوائق الإنقاذ، أم أرسل روبوت أخرق؟». ومرة بعد أخرى، وجدنا أنفسنا نرسل الأشخاص بسبب المستوى المتقدم للتقنيات التي يستخدمونها. وفي نفس الموضوع صرحت هولي يانكو، وهي استاذة مساعدة في علم الكومبيوتر بجامعة ماساشوستس، كانت مسؤولة عن تدريب البحث والنجدة في سياتل: «يمكنك استهلاك الروبوتات». ومن جهة أخرى، تقول الدكتورة روبن مورفي وهي بروفيسورة في علم الكومبيوتر والهندسة بجامعة جنوب فلوريدا في تامبا وخبيرة في علم الآليات، إن الهدف من تصميم روبوتات البحث والإنقاذ، هو الاستقلالية، إلا أنها أضافت بأنه من المهم للروبوتات العمل مع فرق الإنقاذ ومساندتها في مهمتها. وان من الافضل الاستعانة بالروبوتات، لدى دخولها الى ركام البناية، بهدف تخطيط حالة البناية، وهذه العملية تعد خطيرة بالنسبة لرجال النجدة. وبينت مورفي أن «الجميع حاول جعل الروبوت مثل الإنسان، إلا أن ما نحتاج إليه شيء أكثر، اي تصميم بذكاء الكلب وجعله ينفذ ما يؤمر به. أضف الى ذلك مميزات قدرات الروبوت على العمل في أي مكان، بالإضافة إلى قدرة التقاط الصور وإرسالها إلى فرق النجدة، الشيء الذي يعد صعبا بالنسبة لرجال الإنقاذ وكذلك للكلاب». وأضافت الدكتورة مورفي: «لا يمكنك ان تستهلك الكلاب اي ترميها، اذ ليس عليك وضع الكلاب في حالة خطر أكبر من الإنسان، ولذلك نحتاج من الروبوت أن يكون بذكاء الكلب وبمميزات الإنسان الآلي الكلية». وأخيرا، لم يفز أحد في مباراة سياتل، حيث لم يستطع أي فريق العثور على الحد الأدنى من المصابين، الذي يفترض أن يكون 4 مصابين خلال 25 دقيقة». إلا أن ذلك لن يدفعنا إلى التراجع كما تقول الدكتورة مورفي. واضافت «انه نظام نظري وتطبيقي، وقد بدأ الأمر يحظى باهتمام من قبل مصممي برامج الروبوت، رغم أنهم يدركون صعوبة العملية إلا أنهم أيضا يتوقعون مردودها الهائل».

* خدمة نيويورك تايمز ـ خاص بـ«الشرق الأوسط» =