د. سعد آل حسن: الحمل بالتوائم المتعددة لأطفال الأنابيب لا يمكن اعتباره نجاحا للطبيب ولا لنوع العلاج

الشيخ صالح السدلان: تجب مناقشة الموضوع بشكل موسع للوصول إلى حكم فقهي

TT

اعتبر استشاري في مجال العقم وطب الانجاب بالرياض أن الحمل بالتوائم المتعددة لا يمكن اعتباره نجاحاً للطبيب المشرف على العلاج أو للعيادة التي تقدم علاج العقم بل يمكن اعتباره نوعاً من أنواع الفشل، وشدد على أن خفض عدد الاجنة ساعد بعض المرضى على استمرار الحمل مدة أطول.

وقال الدكتور سعد حمد آل حسن استشاري العقم وطب الانجاب وجراحة المناظير في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الابحاث بالرياض، ان مضاعفات الحمل المتعدد تشمل الأم والاجنة حيث أنها قد تتعرض الى ازدياد نسبة مشاكل الحمل مثل ارتفاع ضغط الدم، وسكر الحمل، وزيادة العمليات القيصرية والادخال للعناية المركزة، كما أن كثرة وجود الاجنة في الرحم تؤدي الى زيادة نسبة الاجهاض والولادة المبكرة، كما تؤدي الى الاعاقة لدى المواليد وبالاخص الشلل الدماغي الذي يستمر مدى الحياة.

وأشار في منتدى طبي نظمه أخيراً في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض مركز أخلاقيات الطب والعلوم البيولوجية التابع لمركز الابحاث حول «أخلاقيات خفض عدد الاجنة في عيادات أطفال الانابيب وحكمه الشرعي»، بحضور الشيخ صالح السدلان استاذ الدراسات العليا بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية، وبمشاركة متخصصين في الميدانين الطبي والشرعي، اشار الى أنه لتفادي هذا الخطر يجب تقليل عدد الاجنة المعادة للرحم لأقل من ثلاثة في حالات طفل الانابيب، والمراقبة الشديدة في الحالات العلاجية الاخرى، مشيراً الى أن تخفيض الاجنة في حالة التوائم لتحسين نتائج أطفال الحمل المتعدد وتقليل مضاعفات الحمل على الأم، وقد خلق هذا التدخل الجراحي العديد من التساؤلات خاصة مدى قبوله من الناحية الدينية والاخلاقية الطبية بالرغم من أن خفض عدد الاجنة ساعد البعض على استمرار الحمل مدة أطول.

وأوضح أن الحمل يعتبر متعدداً عند وجود جنينين أو اكثر في تجويف الرحم، وهذا يحدث عادة في ما يقارب واحد في المائة من الحمل، ولكن مع استخدام العقاقير المحفزة للمبايض وطفل الانبوب فقد أدى هذا الى ازدياد النسبة في الحمل بالتوائم سواء جنينين، أو ثلاثة، أو أربعة أو اكثر ورغم أن حدوث مثل ذلك يعتبر خبراً سعيداً للعديد من الذين عانوا من العقم عدة سنوات الا انه قد يضعهم في حالة حرج عندما يكون الحمل بثلاثة أجنة أو أكثر.

وتساءل عن الناحية الشرعية القانونية الاخلاقية التي تقر اذا كان هذا الاجراء مقبولاً أم لا، وقال ان الجواب غير واضح، وتمنى اليوم الذي تظرح فيه حلولاً لهذه المسألة وجميع المسائل الاخرى المشابهة التي تتعلق بمسائل الرحم.

ومن جانبه قال الشيخ صالح السدلان ان الموضوع يحتاج الى بحث أكثر واطلاع على رأي عدد كبير من الاطباء المتخصصين ومناقشتهم بشكل موسع حتى يمكن الوصول الى حكم فقهي.

وكان الدكتور أمين كشميري مدير مركز أخلاقيات الطب والعلوم البيولوجية قد قال كلمة في المنتدى أعلن فيها أن هذا المنتدى يعقد لأول مرة كباكورة منتديات المركز الذي سيعقد عدة منتديات في القريب حول «التشخيص الجنيني» و الاخطاء الطبية في شهري ديسمبر (كانون الأول) ومارس ( آذار) المقبلين.

وأوضح الدكتور محمد السمان نائب مدير مركز اخلاقيات الطب والعلوم اليبولوجية أن موضوع خفض أو زيادة عدد الاجنة عن طريق التلقيح الصناعى يواجه نقاشات واسعة ومتعددة فى الاوساط العلمية الغربية وما زال هناك الكثير مما قد يقال فى هذا الميدان.

وافاد بأن المنتدى يهدف الى جمع الرؤيتين الشرعية والطبية ليمكن الخروج بتصور موحد للتعاطى مع هذه القضية الطبية الشائكة.