الباحثون يعثرون على طريقة جديدة للقضاء على جراثيم الجمرة الخبيثة تحسباً لأي حرب إرهابية جديدة

TT

أعلن الباحثون أنهم تمكنوا من استخدام شكل طافر (ممسوخ) من سموم جراثيم الجمرة الخبيثة anthrax bacterium لصنع دواء سريع التأثير والمفعول للأشخاص الذين يتعرضون للأسلحة الجرثومية التي تستخدم هذه الجراثيم المميتة وكذلك لصنع لقاح جديد، وذلك تحسباً لأي حرب ارهابية جديدة.

فقد قام الباحثون في جامعة هارفرد للطب بتجربة امكانية منع حدوث الإنتان بجراثيم الجمرة الخبيثة باستخدام شكل من هذه الجراثيم يحتوي على طفرة تؤثر في السموم التي تنتجها هذه الجراثيم. وعندما تم حقن الشكل الطافر مع مزيج من سموم الجمرة الخبيثة القاتلة في الاحوال العادية، لم تظهر أي أعراض أو علامات سمية عند فئران المخبر التي تمت عليها التجربة. ولكن الفئران التي حقنت بالسموم دون اشراكها مع الشكل الطافر ماتت خلال ساعة ونصف الساعة من الحقن. ويقول الدكتور جون كولير الذي قاد هذا البحث: ما قمنا بعمله هو اخذ احد مكونات السموم والقيام بإجراء تغيرات طفرية عليها، وبذلك حولنا تلك القطعة من السموم الى مركب يتداخل لتغيير السمية. إنها طريقة جديدة جدا للتداخل على الحدثية الإنتانية التي يقوم بها الجرثوم.

والجمرة الخبيثة هي مرض جرثومي، يصيب عادة الحيوانات كالأبقار والأغنام. ونادرا ما تصيب الجمرة الخبيثة الإنسان، الا انها تشكل خطرا كبيرا عليه اذا استخدمت أبواغ (اجنة) هذا الجرثوم في الأسلحة الجرثومية. وتؤدي السموم التي تنتجها جراثيم الجمرة الخبيثة الى الموت. وفي الشكل المنقول بالهواء لهذا المرض تكفي كمية من الجرثوم بقدر ملعقة الشاي لإمراض المئات من الأشخاص.

وقد عمل فريق من الباحثين في جامعة هارفرد على منع حدوث الإنتان باستخدام اشكال من جراثيم الجمرة الخبيثة لديها طفرة في احد مكونات السموم، تدعى المستضد الواقي Protective antigen وتفرز جراثيم الجمرة الخبيثة ثلاثة سموم بروتينية الى الدوران الدموي للشخص المصاب هي: المستضد الواقي protective antigen والعامل المميت Lethal factor، والعامل المسبب للوذمة edema factor وتتحد هذه المكونات لتشكل السموم على سطح أغشية الخلايا البشرية، ولكي تتطور أعراض وعلامات المرض يجب أن ينتقل كل من العامل المميت والعامل المسبب للوذمة الى داخل الخلايا. وفي الحالات الطبيعية تتحد سبعة جزيئات من المستضد الواقي لتشكل قناة تتمكن من خلالها البروتينات الاخرى من عبور الغشاء الخلوي ودخول الهبول الخلوية حيث تتمكن من تعطيل الوظيفة الخلوية. لكن يبدو أن الطفرة تمنع تشكل القناة التي تعبر من خلالها المكونات المعرضة للسموم.

ويقول الباحثون إن المستضد الواقي الطافر يمكن ان يعمل كلقاح للجمرة، وبنفس الوقت كترياق واق سريع المفعول وواسع الحماية عند حدوث الإنتان.

والطريقة الوحيدة المجدية لعلاج الجمرة الخبيثة بعد التعرض للجراثيم هي استخدام المضادات الحيوية وذلك قبل ظهور الأعراض. فمتى ظهرت الأعراض يكون قد فات الأوان. ويتميز الشكل التنفسي لهذا المرض القاتل بأنه ينتقل بسرعة من الرئتين الى الدم حيث يكون الموت خلال بضعة أيام هو النتيجة المحتومة لذلك.

ويأمل فريق الباحثين بأن تستخدم التقنية التي استخدمت في جراثيم الجمرة الخبيثة في محاربة الأمراض الجرثومية الأخرى كالمكورات العنقودية التي تعمل بآلية مشابهة.

=