أحدث جيل من القطارات السريعة بين مدن ألمانيا العام المقبل

تجهز بـ200 عين ومحبس وكاميرا فيديو لتأمين سلامة حركتها بسرعة 330 كيلومترا في الساعة

TT

تخطط وزارة النقل الالمانية لادخال احدث جيل من القطارات السريعة Inter City Express 3 (ICE-3) الى الخدمة نهاية عام 2002 على الخط بين فرانكفورت وكولون وسط مخاوف متزايدة من تكرار حوادث القطارات المرعبة كالتي حدثت في انشدة وبرول والتي اودت بحياة عشرات الناس. ولهذا السبب فقد عمل مركز تقنية القطارات في مدينة ميندن، التابع لدائرة السكك الالمانية، على تطوير نظام انذار مبكر يراقب حركة القطار الجديد الذي سترتفع سرعته في المرحلة الاولى الى 330 كلم/ ساعة.

وذكرت كريستينا جايسلر ـ شيلد، المتحدثة الرسمية باسم دائرة السكك، ان فريق المركز التقني وضع نظاما لتأمين سلامة القطار يضع في الاعتبار احتمال زيادة سرعة القطار الى 368 كلم/ ساعة أي بسرعة تزيد عن الحد الاقصى للمرحلة الاولى بنسبة 7%. اذ ينبغي ان يقطع القطار المساقة بين مطاري كولون بون وفرانكفورت (300كم) في اقل من ساعة.

ويتألف النظام من 200 عين ومجس وكاميرا فيديو مصغرة تراقب مختلف عناصر الحركة: اهتزاز العربات، مصادر الكهرباء الخارجية، الاطارات، الاحتكاك بين العجلات والسكك... الخ. وتنقل هذه الشبكة من «الجواسيسي» كافة المعلومات المطلوبة الى غرفة للسيطرة الالكترونية في عربة تقع في وسط القطار حيث يتولى موظف خاص تسلم النتائج وتحليلها وفرزها وتنبيه قيادة القطار في الحال اذا ما حدث خطأ ما. وبالنظر الى ان سبب حادثة انشده كان بسبب تهرؤ اطار العجلات في احدى العربات فان مجسات خاصة ستثبت في كل العجلات وهدفها مراقبة الاحتكاك ورصد أي انفجار او تهرؤ في الاطارات. ومعروف ان صناعة السكك الالمانية تغلف عجلات القطارات السريعة باطارات مصنوعة من بلاستيك خاص بهدف تقليل الضجيج الصادر عن احتكاك الحديد بالحديد.

وهناك كاميرات فيديو تراقب الاسلاك الخارجية التي يستمد القطار منهاأنه ته الكهربائية مع وجود عيون اضافية للتبليغ عن أي تغير في الطاقة سواء كان هذا التغير في دائرة تسلم القطار للقوة او في دائرة صدور الكهرباء من الاسلاك الرئيسية في الخارج.

وطبيعي فقد زود التقنيون العربات بمجسات داخلية تقيس اهتزاز العربات وترسمها على الكومبيوتر بهدف رصد أي تغير في الذبذبات عن المعدل الطبيعي. اذ ان أي تغير في الاهتزاز قد يعني اختلال العجلات او زيادة وزن العربات عن طاقتها او عدم تناسق السرعة مع الكتلة. وهناك بالاضافة الى ذلك مجسات لقياس تيارات الهواء الخارجية المقاومة للقطار.

ولاضفاء مزيد من المتانة على فرامل القطار فقد زوده التقنيون بعدة انواع من الفرامل مرة واحدة لضمان عدم خذلان واحد منها. وتقول جايسلر ـ شيلد ان الجيل الثالث من القطارات السريعة مزود بنظام «فرامل الزوبعة المغناطيسية» الذي لا يحتوي على اجزاء معدنية، وبالتالي لا يصدر أي صوت، ثم انه مصمم للاقتصاد بالدورة الكهربائية. فالفرامل الاعتيادية تلفظ (تهدر) الطاقة المستخدمة في الفرملة الى الخارج في حين ان فرامل الزوبعة المغناطيسية تعيد زرق الطاقة الكهربائية الصادرة عن الفرملة في الدورة الكهربائية.

وبعدما لاحظ التقنيون ان نظام الفرملة الجديد يؤثر على الاشارات الكهربائية الخارجية المثبت على جانبي السكك فانهم ابتكروا نظاما جديدا لحماية هذه الاشارات من الحقول المغناطيسية بواسطة «تروس كهربائية» حسب تعبير المتحدثة الرسمية باسم دائرة السكك.

وتبقى مشكلة واحدة ترافق الجيل الجديد من القطارات التي يطلق عليها اسم «الآيس كريم» فخطوطها واشاراتها خاصة بها ولذا ستكتفي دائرة السكك الالمانية بتحركها محليا (داخل المانيا) حتى يحين اليوم الذي يتوحد فيه نظام السكك الاوروبي =