بطارية جديدة تعزز قوة القلب

تصميم مطور لمعالجة ملايين المصابين بقصور في القلب

TT

تم تطوير نوع جديد من البطاريات القلبية الجديدة (Pacemaker) يمكنهابشكل ملحوظ تعزيز وزيادة قوة الضخ القلبي عند المصابين بقصور القلب الاحتقاني. وهذا من شأنه ان يساعد في معالجة حوالي مليون اميركي يعانون من قصور القلب، والملايين في العالم اجمع.

وقد اختبر الأطباء هذه الوسيلة الحديثة على مرضى يعانون من قصور قلب شديد وموضوعين مسبقا على المعالجة المدرسية لقصور القلب. وقد تحسن حوالي ثلثي هؤلاء المرضى بشكل ملحوظ.

ويقول الدكتور وليم أبراهام من جامعة كنتاكي الذي قدم هذا البحث في اجتماع الجمعية الاميركية لأمراض القلب: إن المعطيات واضحة ومثيرة، ولكن ما أدهشني أكثر هو النتائج التي شاهدتها على المرضى أنفسهم، الذين تحسنوا لدرجة لم نكن نتوقعها أبدا.

وقد اقترحت الأبحاث الأولى بأن هذه المقاربة التي تدعى المعالجة بالتزامن القلبي، يمكنها تنشيط القلب الواهن، إلا أن الدراسة الحديثة هي الأولى من نوعها التي اختبرت هذه المعالجة بطريقة علمية صارمة.

إن قصور القلب هو الوحيد من بين أمراض القلب الذي هو في زيادة حقيقية في الولايات المتحدة الاميركية. ويعود ذلك لكونه مرض المسنين بشكل أساسي، ولأن الكثيرين من الذين كانوا يموتون من جراء الاحتشاءات يعيشون الآن لفترات أطول حتى يصابون بقصور القلب. وقصور القلب ليس حدثا مفاجئا يتوقف فيه القلب عن النبضان، لكنه عدم قدرة القلب على الضخ بقوة كافية لجريان الدم عبر الأوعية بكمية وافرة. وتشمل أعراض قصور القلب ضيق التنفس والتعب وتجمع السوائل في الجسم أو الوذمات. وبينت الدراسات ان هناك 2 الى 3 ملايين اميركي يعانون من قصور القلب.. وتشخص سنويا حوالي 400 ألف حالة جديدة. ويسبب قصور القلب 39 ألف وفاة كما ويساهم في 225 ألف وفاة أخرى.

ويستخدم ناظم الخطى لتسريع نبضان القلب البطيء، لكن استعماله لتقوية القلوب الضعيفة وجعلها تضخ الدم بالقوة الكافية ليصل الدم إلى جميع خلايا الجسم هو تطوير حديث. وهناك الآن على الأقل ثلاث شركات تختبر نواظم الخطى التي تصنعها لاستخدامها في هذا المجال.

في حوالي ربع إلى ثلث مرضى قصور القلب لا ينبض القلب بشكل متناسق; بمعنى أن جدار البطين الأيمن والبطين الأيسر، وهي حجرات الضخ الرئيسية في القلب، لا تنقبض بالوقت نفسه. وتؤدي هذه الحركة غير المنسجمة بين جدران القلب إلى استنزاف قوته. وتعمل نواظم الخطى الجديدة على إرسال نبضات كهربائية تجعل البطينات تعمل بشكل متناغم. وقد عمل أبراهام ومساعدوه على اختبار جهاز يدعى InSync. حيث قاموا بزرع ناظم الخطى هذا لدى 266 مريضا ولكنهم أبقوا الجهاز دون تشغيل عند نصف المرضى، وتمت متابعة المرضى لمدة ستة أشهر. وفي نهاية الدراسة وجد الباحثون أن 63% من المرضى الذين شغل الجهاز لديهم تحسنوا بشكل ملحوظ، بالمقارنة مع 38% من المرضى الذين لم يشغل الجهاز لديهم. (تم في نهاية التجربة تشغيل الجهاز عند هؤلاء المرضى).

معظم المرضى كانوا يتناولون المعالجة التقليدية لقصور القلب، وكانوا جميعهم في أسوأ درجات القصور التي يصنفها الأطباء إلى أربع درجات. وبعد ستة أشهر من استخدام ناظم الخطى تحسن ثلثا المرضى بمقدار درجة على الأقل، كما أنهم أبدوا تحسنا ملحوظا على مقياس نوعية الحياة، وكان بمقدورهم المشي لمسافة تزيد حوالي 39 مترا عما كانوا يمشونه قبل استخدام ناظم الخطى.

وقدر الدكتور أبراهام أن بين 750 الفا و1.25 مليون اميركي مصاب بقصور القلب يمكن أن يستفيدوا من هذه الوسيلة. ويقدر بأن ناظم الخطى هذا سيكلف حوالي 10 الى 12 ألف دولار اميركي. ويقول الخبراء بأنه من غير الواضح حتى الآن فيما إذا كان هذا الجهاز سيساعد المصابين بقصور قلب متوسط الشدة، أو سيغير من مسار المرض على المدى البعيد.