مبيد صيني يصيب 20 في المائة من تمور القصيم بالمرارة

TT

تسبب استخدام بعض مزارعي النخيل في القصيم ـ وسط شمال السعودية ـ لمبيد حشري جديد صيني الصنع، في إصابة نحو 20 في المائة من انتاج المنطقة من التمور بالمرارة. وتأتي هذه الخسارة بالنسبة لمنتجي التمور بعد عام آخر من الانتكاسة التي تعرضوا لها العام الماضي، حين تسبب تأخر هطول الأمطار في تعرض نخيلهم لحشرة «الغبير» التي أصابت التمر بالتلف. ويحدث هذا في الوقت الذي تنشط فيه أسواق التمور مع اقتراب شهر رمضان.

وأبلغ «الشرق الأوسط» الدكتور سليمان بن عبد العزيز اليحيى عميد كلية الزراعة والطب البيطري بفرع جامعة الملك سعود بالقصيم، أنه ظهرت في تمور المنطقة لهذا الموسم ظاهرة جديدة تعرف بـ «التمر المر»، والتي يكون فيها طعم القشرة الخارجية للثمرة مراً.

وأفاد الدكتور اليحيى، أنه بحصر جميع أنواع المبيدات المستخدمة من قبل المزارعين تبين أن عددها ثلاثة عشر مبيداً، وقد أثبتت جميعها سلامة في شقها الكيميائي والفسيولوجي، في حين أن المبيد المسمى «أمتراد» الصيني، أظهر مرارة في اختبار التذوق. مفيدا أن التمور ذات الطعم المر أثبتت الاختبارات المعملية لها خلوها من أية آثار سمية متبقية قد تضر بصحة الانسان، حيث يتركز المرار في الطبقة الخارجية من القشر وعلى جانب واحد من الثمرة، نتيجة الرش بالمبيدات التي تكون قد تحللت قبل جمع المحصول.

وأضاف عميد كلية الزراعة والطب البيطري، أنه بمجرد الغسل الجيد لهذه التمور بالماء يمكن التخلص من الطعم المر، وهذا ما قد يلجأ له منتجو هذه التمور، مؤكدا أنه يلزم وزارة الصحة إجراء المزيد من الفحوصات للتأكد من عدم وجود آثار جانبية مستقبلا على صحة الانسان.

وعلى الصعيد ذاته، أكد أحد مسؤولي مزارع الهويش للتمور، أن تأخر هطول الأمطار خلال العام الماضي أصاب عدداً كبيراً من النخيل بمرض «الغبير»، وهو مرض حشري يصيب التمر ولا يمكن الاستفادة من الثمرة المصابة بهذه المرض. ولذلك لجأ المزارعون هذا العام إلى الرش المكثف للمحاصيل بالمبيدات الحشرية، كون الأجواء المناخية مشابهة لسابقتها، ونظرا لأن بعض هذه المبيدات ذات نوعية رديئة، فقد تسببت في عطب هذه التمور.

يشار إلى أن مزارعي منطقة القصيم يجنوا حاليا ثمار أكثر من مليونين ونصف المليون نخلة في حملة تعرف باسم «الجداد أو الصرام»، في حين أن العديد من المزارع ذات التربة الطينية أو المحاطة بظلال وتقع في الأماكن الباردة لم تُجنَ ثمارها حتى الآن.

ويتوقع العاملون في هذا المضمار أن تشهد أسعار التمور هذا العام أنخفاضا ملحوظا عن الأعوام السابقة نتيجة كثرة عرض المزارعين. مع ملاحظة أن انتاج هذا الموسم يتميز بالسكري الأصفر المفتول الذي يحظى بطلب متزايد ولم يكن موجودا في الأسواق في العام الماضي إلا نادرا بسبب الآفات التي أصابت ثمار النخيل.

وتعد السعودية من اكبر دول العالم إنتاجا للتمور، نظرا لوجود كميات كبيرة من مزارع النخيل ذات الجودة العالية والتي تنتج اصنافا متنوعة تصل إلى اكثر من 400 نوع.