كومبيوترات نقالة متينة لعمليات الأمن والاستطلاع في الميدان

تصمم لتحمل الصدمات وتغيرات الحرارة الشديدة والمطر وتجهز بلوحة مفاتيح تشع بالليل وشاشة اللمس

TT

تعتبر الكومبيوترات النقالة التي تعتبر الأكثر عرضة للصدمات، من أدق الأجهزة التي نملكها. ووفقا لشركة «إيه.دي.سي» تتعرض حوالي 8 في المائة من الكومبيوترات النقالة التي تستخدمها الشركات الأميركية للعطل كل سنة، نتيجة للسقوط أو البلل. ويزداد الوضع سوءا في القطاعات «الخشنة» مثل قوات الامن والخدمات العامة والعسكرية، إذ يتعرض الكومبيوتر النقال للدمار في أول يوم. ولذلك تستخدم هذه القطاعات أجهزة تسمى الكومبيوترات المقواة، التي تم تعزيزها بحيث لا تتدمر بسهولة.

ولا يمكن اعتبار هذه الأجهزة «رشيقة»، فهي ضخمة الحجم وثقيلة الوزن، وتصمم بزوايا معززة وغلاف معدني ومقبض للحمل تساهم في حمايتها. ولن تجد هذه الأجهزة معروضة في المتاجر التي تبيع الكومبيوترات، ولكنك قد تجدها في المعارض المتخصصة بمختلف أشكال الكومبيوتر. ولكي يمكن عرض هذه الأجهزة في المعارض المتخصصة، على الأجهزة أن تلبي مقاييس شديدة وضعتها القوات المسلحة.

* كومبيوترات متينة

* وعلى مثل هذا الجهاز أن يتحمل ستا وعشرين سقطة من ارتفاع متر واحد على سطح صلب. وتحدث كل عملية سقوط في كل زاوية محتملة، وبعدها يجب على الجهاز العمل بشكل سليم. وبدعوة من شركة «باناسونيك» قمت بتجربة جهاز «توفبوك 34» برميه وهو مفتوح على سطح الباحة في حديقتي. ولم يصب الجهاز بأي عطب.

وتفرض القوات المسلحة اختبارات أخرى مثل الحرارة، وذلك بوضع الجهاز في غرفة درجة رطوبة اجوائها 100 في المائة وحرارة 140 فهرنهايت (60 درجة مئوية)، اختبار الاهتزازات في رحلة لألف ميل في شاحنة، وتعريض الجهاز للمطر لمدة نصف ساعة واختبار الريح، وذلك بوضع الجهاز في مجرى ريح مخلوطة بمسحوق يعرف باسم دقيق السيليكا، واختبار تقلب الحرارة وذلك بوضع الجهاز بغرفة تتقلب الحرارة فيها من درجة 60 تحت الصفر إلى درجة 200.

ويعتمد صانعو هذه الأجهزة على شتى الأساليب حتى يتأكدوا من نجاح أجهزتهم في هذه الاختبارات، فمثلا يتم تثبيت أقراص الذاكرة الصلبة بواسطة مادة لزجة، ووضع أبواب لحماية الموصلات، ووضع مادة واقية تحت لوحة المفاتيح لمنع تسرب السوائل. ولأن الشاشة على الكومبيوترات النقالة العادية هي أكثر الأجزاء عرضة للكسر وأبهظها في التصليح يتم حماية الشاشة للكومبيوترات المقواة بإطار من المغنيسيوم، إذ يمكنها تحمل مرور سيارة عليها. ويأتي العديد من الأجهزة مع هوائي داخلي للاتصالات اللاسلكية وشاشة لمس للاستخدام عند لبس القفازات. وتحتوي بعض الأجهزة على لوحة مفاتيح تشع في الليل.

ولكن المستهلكين العاديين لم يعجبوا بهذه الأجهزة نظرا لثقلها وارتفاع ثمنها. ولأنها معزولة كليا فهي لا تحتوي على المراوح لتبريد المعالجات السريعة ولذلك فهي بطيئة. ولكن لأنه لا يحتاج الجميع لجهاز بهذه الدرجة من المتانة أخذ صانعو هذه الأجهزة بإنتاج أجهزة أقل متانة. وتحتوي هذه الأجهزة الجديدة على إطار شاشة من المغنيسيوم وذاكرة صلبة مقاومة للصدمات ولوحة مفاتيح معزولة ضد السوائل. ونتيجة لهذا فالأجهزة مقاومة للسوائل المسكوبة عليها والصدمات للشاشة والسقوط من ارتفاع قدم، ولكن يمكن أن تزن هذه الأجهزة نفس وزن الأجهزة العادية وتكلف نفس السعر تقريبا. ولأنها تحتوي على فتحات للتهوية فهي تحتوي على المعالجات الأسرع.

وتبيع شركة «رجدنوتبوكس.كوم» مثلا جهاز «إكس اي 620» بثلاثة آلاف دولار، ويعتبر جهازا قويا إذ يزن حوالي 3 كيلوغرامات ويحتوي على معالج «بانتيوم 3» بسرعة 750 ميغاهيرتز، ومكان لدائرة أقراص مدمجة، وبطاقة للشبكات وذاكرة مؤقتة 128 ميغابايت وذاكرة صلبة بسعة 20 غيغابايت. ويقوي هذا الجهاز بصفحة مطاطية تحمي الذاكرة الصلبة وإطار المغنيسيوم لحماية الشاشة، والغشاء لمقاومة اللمعان على الشاشة، وغشاء شفاف يغطي السطح السفلي للجهاز كله. وبينما لا تستخدم هذه الأجهزة في المطر، كما هو الأمر مع الأجهزة المعززة كليا، ولكنها تقاوم سكب السوائل على لوحة المفاتيح الأمر الذي يعتبر ثاني سبب أكثر عمومية لعطب الكومبيوتر النقال. وتعتبر الحماية الجزئية ضد السوائل أفضل من عدم وجود اي حماية لها، ولكن للأسف حتى على الوحدة التي قمت بتقييمها أخذ الغشاء الشفافي بالتفكك عند الزوايا. وإذا كان المظهر هاما لديك، فيفضل أن تشتري جهاز «باناسونيك توفبوك سي إف 37» الذي لا يظهر عليه انه معزز، فهو يزن كيلوجرامين فقط، ويأتي مع حجرة لبطارية إضافية أو دائرة أقراص مدمجة ودائرة أقراص فائقة، يمكنها أن تقرأ أقراصا بسعة 120 ميغابايت وأقراصا عادية. وتحتوي مثل الأجهزة المعززة كليا، على شاشة تتسلم الاوامر باللمس، ويمكن قلب الصورة على الشاشة حتى يستطيع الذين ينظرون الى الشاشة قراءة ما عليها. ويمتاز هذا الجهاز بأقدام مطاطية وموصلات أسلاك مرنة.

* خدمة «نيويورك تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط» =